close button

صراع الأجنحة مستمر.. 5 سنوات سجنا للمستشار السابق للرئيس تبون محمد بوعكاز

هبة بريس

يستمر صراع الأجنحة داخل قصر المرادية في الجزائر بشكل متسارع، حيث يظل الجناح الداعم للرئيس عبد المجيد تبون في خصام مباشر مع الجناح القوي الذي يقوده الجنرال سعيد شنقريحة، مما أدى إلى الإطاحة بعدد من الشخصيات المقربة من تبون.

الإثراء غير المشروع

وفي هذا السياق، أصدرت المحكمة الجزائرية بئر مراد رايس، حكماً بالسجن خمس سنوات ضد محمد بوعكاز، المستشار ومدير التشريفات السابق في رئاسة الجمهورية، بتهمة الإثراء غير المشروع وإساءة استغلال الوظيفة، كما تم تغريمه بمبلغ 200 ألف دينار جزائري.

وأوضحت وسائل إعلام جزائرية أن المحكمة فرضت على بوعكاز أيضاً دفع تعويض مالي قدره مليون دينار جزائري لصالح الوكيل القضائي للخزينة العمومية.

وتعود هذه المحاكمة إلى الاستجواب الذي خضع له بوعكاز في 9 أبريل 2024، حيث تم التحقيق معه حول ملكيته لعقارات وشقق في العاصمة الجزائرية وساعات فاخرة يُشتبه في أنه حصل عليها بطرق غير قانونية.

10 سنوات سجنا

وخلال الجلسة، نفى بوعكاز التهم الموجهة إليه، مشيراً إلى أنه أفصح عن جميع ممتلكاته وفقاً للقانون، ودافع عن نفسه من خلال التذكير بمساهماته في تنظيم القمة العربية وقمة الغاز التي استضافتها الجزائر في السنوات الأخيرة. إلا أن النيابة العامة رفضت دفاعه وطلبت الحكم عليه بالسجن 10 سنوات.

وقد تم إيداع بوعكاز الحبس المؤقت في 11 أكتوبر 2024 بعد فتح تحقيقات مكثفة حول مصادر ثروته وعلاقاته المشبوهة، ما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط المحلية والدولية.

وكان قد تم إنهاء مهامه في رئاسة الجمهورية في يونيو 2024، بعد أن وصفت رئاسة الجمهورية قراره بـ “الأخطاء الجسيمة”، مما فتح المجال لتكهنات حول نوع المخالفات التي ارتكبها.

تحقيقات سرية

مجلة “جون أفريك” الفرنسية أشارت إلى أن قرار الإقالة لم يكن مفاجئاً، إذ سبقته تحقيقات سرية استمرت ما بين أربعة وخمسة أشهر، تم خلالها التحقق من طريقة إدارة بوعكاز لمصلحة البروتوكول وعلاقاته المالية والشخصية المشبوهة.

كما أثيرت تساؤلات حول علاقته برجال أعمال ذوي سمعة سيئة، بالإضافة إلى علاقة محتملة مع سيدة جزائرية تقيم بين تركيا والإمارات، مما أثار قلقاً أمنياً في دوائر القرار في الجزائر.

ويعد محمد بوعكاز من أقرب الشخصيات للرئيس تبون، حيث كان يظهر في العديد من المناسبات الرسمية إلى جانب الرئيس، سواء داخل الجزائر أو خارجها. ولكن وبشكل مفاجئ، تم الإطاحة به، ما يثير المزيد من التساؤلات حول صراع الأجنحة داخل النظام الجزائري في ظل الأزمات الدبلوماسية الخطيرة مع مجموعة من الدول.

مقالات ذات صلة

‫13 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى