من التنمية إلى الدعاية… مارتشيكا تائهة بين الشاشات والميدان
هبة بريس – محمد زريوح
في وقت تتعثر فيه مشاريع التنمية السياحية الكبرى بجهة الناظور، يعود مشروع “مارتشيكا” إلى واجهة النقاش العمومي، ليس بسبب تحقيق إنجازات ميدانية ملموسة، بل من خلال حملات ترويجية إعلامية تتحدث عن “تنقية البحيرة” و”التأهيل البيئي”، رغم أن الجهات الرسمية نفسها صرّحت مؤخرًا بأن مياه البحيرة غير صالحة للسباحة، ما يضع مصداقية تلك الرسائل محل تشكيك واسع.
ورغم تغير الإدارة، يبدو أن الوكالة المكلفة بالمشروع لا تزال حبيسة المقاربات الاتصالية التي تسبق العمل الميداني. فبعد سنوات من إطلاق وعود بإنشاء سبع مدن سياحية متكاملة، لم تُستكمل حتى الآن أي واحدة منها، بل إن بعض المواقع لم تبدأ فيها الأشغال أصلًا، رغم انقضاء الآجال المحددة سابقًا.
اللافت في الآونة الأخيرة هو التركيز على إنتاج محتوى دعائي يظهر من خلال نشرات مصوّرة وفيديوهات جوية، تسعى لتقديم صورة وردية عن واقع لا يخفى على الساكنة. إذ تُظهر تلك المقاطع فضاءات خضراء باتت اليوم في حالة تدهور بيئي، ومساحات ميتة نتيجة ضعف الصيانة، في مشهد يطرح علامات استفهام حول مدى نجاعة إدارة المشروع.
شارع محمد الخامس لا يزال غارقًا في الأتربة، وأشجار النخيل المنتشرة على جوانبه تعاني من الإهمال والتساقط، فيما لا يزال مشروع “شارع الريف الكبير”، الذي وُصف ذات يوم بأنه سيكون “الأجمل على ضفاف المتوسط”، عاجزًا حتى عن استقبال المياه من البحيرة المجاورة، وهو ما يعكس خللًا كبيرًا في التخطيط والتنفيذ.
المثير في كل ذلك أن بعض المصطلحات المُستخدمة في الحملات الأخيرة أثارت استغراب المتابعين المحليين، إذ تبدو بعيدة عن السياق الثقافي واللغوي للمنطقة، مما فُسر على أنه انفصال واضح بين صانع القرار والمجتمع المحلي.
وفي ظل غياب الحصيلة، ووجود شكاوى متكررة من تعثر المشاريع وانعدام الشفافية، يزداد الإحباط بين المواطنين، الذين باتوا يطالبون بتقييم موضوعي لواقع المشروع، بدل الاكتفاء برسائل إعلامية لا تعكس ما يحدث على الأرض.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsAppتابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegramتابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X