close button

انهيار أخضر في قلب مارشيكا.. من يُنقذ المشروع من العبث؟

هبة بريس – محمد زريوح

تعيش مدينة الناظور على وقع وضع بيئي مقلق بعد توقف الأشغال الخاصة بصيانة المساحات الخضراء التابعة لوكالة تهيئة موقع بحيرة مارشيكا، عقب انتهاء عقد شركة “البستنة” التي كانت تتولى تدبير هذا القطاع. ويبدو أن توقف هذه الأشغال قد ألقى بظلاله سلبًا على فضاءات حيوية، أبرزها منطقة الغولف، التي تتطلب صيانة مستمرة ويومية للحفاظ على رونقها ووظيفتها البيئية.

في ظل هذا التوقف، بات عمال صيانة المساحات الخضراء مهددين بالتشرد بعد أن تم تعليق مهامهم دون بديل واضح أو رؤية استراتيجية لتدبير المرحلة الانتقالية. ويُشار إلى أن وكالة مارشيكا لم تبادر إلى إصلاح الأعطاب التي لحقت بشبكات الري، مما ساهم في تفاقم الوضع وتدهور البنية الخضراء في عدة مناطق كانت تُعد من أهم واجهات المدينة الطبيعية.

وتثير هذه التطورات تساؤلات حول خلفيات عدم تجديد عقد الشركة السابقة، في وقت تؤكد فيه مصادر متطابقة أن مديرة الوكالة تستعد لعقد شراكة جديدة مع مقربين منها، ما يثير الشكوك حول مدى شفافية هذا القرار وأبعاده الإدارية والمالية. فالسؤال المطروح بإلحاح اليوم هو: ما الذي حال دون تجديد عقد شركة أثبتت قدرتها في تدبير هذا المرفق الحيوي؟

تزامن هذه الأزمة مع اقتراب موعد عودة الجالية المغربية المقيمة بالخارج يزيد من حجم المخاوف، إذ يُخشى أن يواجه الزوار مشاهد مهملة ومناطق خضراء متدهورة، وهو ما يضرب في العمق الجهود التي بُذلت سابقًا لجعل منطقة مارشيكا واجهة سياحية وبيئية متميزة على مستوى المملكة.

من جهة أخرى، أتلفت مجموعة من أجهزة الري التابعة للوكالة دون أي تدخل يُذكر، ما يساهم في تسريع وتيرة التدهور، في وقت تواصل فيه المديرة سياسة “الهروب إلى الأمام”، بحسب توصيف فاعلين مدنيين، حيث لجأت إلى بعض المنابر الإعلامية لتسويق صور ومشاهد منجزة في عهد المدير السابق زارو، في محاولة لتغطية إخفاقاتها الحالية.

أمام هذا الوضع، تطالب فعاليات حقوقية ومدنية بإيفاد لجنة من الجهات المختصة للوقوف على حجم الضرر الحاصل، وتقييم مدى الالتزام بتوجيهات المشروع الملكي الذي كان يهدف إلى تحويل مارشيكا إلى قطب بيئي وسياحي متكامل، في حين تحذر أصوات محلية من تداعيات كارثية إذا استمر هذا التسيير المرتجل دون محاسبة أو إصلاح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى