
انهيار مناورة جزائرية.. 5 دول إفريقية تسحب الاعتراف باتفاق منظمة SADC والبوليساريو
هبة بريس
في سابقة كشفت حجم التلاعب الدبلوماسي الذي تقوده الجزائر وجنوب إفريقيا خدمة لأجندة الانفصال، أعلنت وكالة الأنباء الجزائرية يوم 3 أبريل 2025 عن توقيع ما سُمي بـ”مذكرة تفاهم” بين ما تُعرف بـ”الجمهورية الصحراوية” ومنظمة التنمية للجنوب الإفريقي (SADC)، محاولة بائسة لفرض أمر واقع على المغرب داخل منظمة تضم 16 دولة وتُعد من التكتلات الإقليمية المهمة، ويقع مقرها في العاصمة البوتسوانية غابرون.
صفعة دبلوماسية
وراء هذا التحرك، كانت تقف جنوب إفريقيا، عبر سفير البوليساريو في بوتسوانا، أباه المد عبد الله، في محاولة لتمرير الاتفاقية بتنسيق مع الأمانة التنفيذية للمنظمة، لكن سرعان ما تحولت هذه المناورة إلى صفعة دبلوماسية مدوّية بعد أن بدأت الدول الأعضاء تتوالى في إعلان تبرّئها من الاتفاق، وعدم التزامها بأي من مضامينه، مع تأكيدها دعم السيادة المغربية على الصحراء.
آخر هذه الردود القوية جاءت من جمهورية الكونغو الديمقراطية، إحدى أكبر دول القارة وأكثرها نفوذًا في المنظمة، والتي عبّرت بوضوح، عبر بيان صادر أمس الأربعاء عن وزارة خارجيتها، عن رفضها القاطع للمذكرة، مؤكدة أنها لا تملك أي طابع ملزم، ومجددة دعمها الكامل لمغربية الصحراء ومقترح الحكم الذاتي الذي قدّمه المغرب في إطار جهود الأمم المتحدة.
وأكدت الوزارة أن توقيع تلك المذكرة تم دون علمها، وأنها لا تعترف بأي اتفاق لم تُستشر فيه، مضيفة أن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية هو موقف سيادي، تراه الحل الأكثر واقعية لإنهاء النزاع الإقليمي المفتعل.
عزلة البوليساريو
وقبل الكونغو، كانت مملكة إسواتيني قد أصدرت بيانًا رسميًا مماثلاً، تنفي فيه أي التزام قانوني بمذكرة التفاهم المزعومة، معلنة موقفها الثابت إلى جانب مقترح الحكم الذاتي المغربي، والذي وصفته بالحل الوحيد القابل للتطبيق.
وفي 14 أبريل الماضي، جاءت جمهورية مالاوي لتزيد من عزلة البوليساريو، حين وجهت مذكرة رسمية إلى سفارة المغرب تعلن فيها رفضها التام للمذكرة وتأكيد دعمها الراسخ لمقترح الحكم الذاتي المغربي.
وبالعودة إلى 8 أبريل، أصدرت زامبيا موقفًا مشابهًا عبر وزارة خارجيتها، حيث تبرّأت من الاتفاق الموقع مع البوليساريو، وأعلنت “بلا مواربة” دعمها الصريح للمبادرة المغربية، التي وصفتها بالحل الجاد والمصداقي والواقعي للنزاع.
أجندة انفصالية
أما أولى الدول التي فجّرت المفاجأة، فكانت جزر القمر، بتاريخ 7 أبريل، إذ خاطبت الأمانة التنفيذية لصادك مباشرة معبّرة عن “استغرابها” من توقيع مذكرة مع كيان غير معترف به، معتبرة أن ما حدث يمس بمصداقية المنظمة ويسيء إلى مسارها.
هكذا تحولت محاولة الجزائر وحليفتها جنوب إفريقيا لتمرير أجندة انفصالية عبر منظمة SADC إلى سلسلة من النكسات الدبلوماسية، زادت من عزلة البوليساريو، وأكدت مرة أخرى أن خيار الحكم الذاتي المغربي يحظى بتأييد متزايد من الدول الإفريقية.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X