
الرئيس شي جين بينغ يدشن حملة تطهير غير مسبوقة داخل الجيش الصيني
هبة بريس – عبد اللطيف بركة
في خطوة تعكس تصعيدًا واضحًا في نهج القيادة الصينية تجاه ضبط المؤسسة العسكرية، كشفت مصادر مطلعة عن إبعاد قياديين عسكريين بارزين من مناصبهم في البرلمان الوطني الصيني خلال أقل من عامين، في إطار حملة تطهير ممنهجة تستهدف تفكيك شبكات الفساد داخل الجيش، وتعزيز الولاء للرئيس شي جين بينغ.
– تحرك واسع النطاق
بدأت الحملة في عام 2023 كجزء من استراتيجية أشمل يقودها الرئيس الصيني، تهدف إلى إعادة هيكلة مراكز القوى داخل القوات المسلحة، التي تُعد واحدة من أكبر الجيوش في العالم.
وبحسب تقارير متعددة، فإن المسؤولين الذين تمت الإطاحة بهم يشغلون مناصب رفيعة، تتنوع بين أعضاء في اللجنة العسكرية المركزية – الهيئة الأعلى للقيادة العسكرية في البلاد – ومسؤولين في البرلمان الوطني ممن لهم نفوذ داخل المؤسسة العسكرية.
ورغم السرية التي تحيط بهذه التحركات، فإن صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” ذكرت أن العديد من هؤلاء المسؤولين كانوا يشغلون مواقع حساسة ولهم تأثير مباشر على رسم السياسة الدفاعية للبلاد.
– الأهداف..هل هو تطهير أو تثبيت الولاء ؟؟
يرى مراقبون أن الحملة لا تقتصر على محاربة الفساد فحسب، بل تهدف أيضًا إلى تعزيز السيطرة المركزية للرئيس شي على الجيش، فالرئيس الصيني، الذي سبق أن تعهّد في عام 2018 بتطهير المؤسسات العسكرية من الفساد، جعل من هذه القضية محورًا أساسيًا في سياسته الداخلية، لا سيما مع سعيه لتأمين استقرار داخلي يواكب طموحاته الخارجية في تعزيز النفوذ الصيني عالميًا.
وفي تقرير رسمي لوكالة “شينخوا” الصينية، أكدت الحكومة أن هذه الحملة تمثل جزءًا من خطة وطنية شاملة لتعزيز “النزاهة والجاهزية القتالية للقوات المسلحة”، مشيرة إلى أن الجيش الصيني بحاجة إلى إصلاحات هيكلية لمواكبة التحديات المتزايدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، خاصة في ظل التوترات المستمرة مع الولايات المتحدة وتفاقم الوضع في بحر الصين الجنوبي.
– التأثيرات الداخلية وردود الأفعال
على المستوى المحلي، لم تُسجّل اعتراضات تُذكر على هذه الحملة، بل قوبلت بترحيب في الأوساط الرسمية والإعلامية، حيث تُقدَّم على أنها خطوة ضرورية لحماية الاستقرار الوطني وتحصين مؤسسات الدولة من الانهيار الداخلي.
لكن في المقابل، يُعبّر بعض المحللين العسكريين عن قلقهم من احتمال حدوث فراغ قيادي على المدى القصير قد يؤثر على كفاءة العمليات العسكرية، ويطرح تساؤلات حول مدى جاهزية الجيش لمواجهة أزمات مفاجئة.
– انعكاسات استراتيجية
لا يُنظر إلى الحملة فقط كاستئصال للفساد، بل كجزء من مشروع سياسي وأمني طويل الأمد يهدف إلى إعادة تشكيل بنية القيادة في الجيش وفقًا لخطط الرئيس شي، ويُتوقع أن تستمر هذه التحركات في السنوات القادمة بعد عزل نائب الرئيس الصيني وهو منصب رفيع في الجيش الصيني ، مع إمكانية توسيعها لتشمل فروعًا أمنية ومؤسسات استراتيجية أخرى.
ويعتقد محللون أن الرئيس الصيني لا يسعى فقط إلى محاربة الفساد، بل إلى إعادة هندسة النظام العسكري بما يتماشى مع رؤيته لدور الصين كقوة عالمية، قادرة على فرض إرادتها إقليميًا ودوليًا.
تظهر حملة التطهير العسكري الجارية في الصين على أنها أكثر من مجرد إجراء إداري داخلي، إنها انعكاس لتحولات عميقة في بنية السلطة، تُمليها التحديات الدولية والضرورات الداخلية.
وبينما تحاول القيادة الصينية تقديمها كجزء من إصلاح مؤسسي، تبقى التساؤلات مطروحة حول ما إذا كانت هذه الخطوات ستعزز بالفعل من قوة الجيش، أم أنها ستخلق هشاشة مؤقتة في وقت دقيق من تاريخ البلاد.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X