إصابة الأستاذ جواد الركراكي تكشف تقصيرا مؤسسيا يستدعي تدخلا عاجلا (صورة)
هبة بريس
في واحدة من الزوايا المعزولة بإقليم آسفي، ووسط تضاريس صعبة تبعد قرابة 30 كيلومترًا عن مقر سكناه، كان الأستاذ جواد الركراكي يزاول عمله في قطاع التعليم الأولي، متحملًا ظروفًا مهنية غير آدمية، تفتقر إلى الحد الأدنى من شروط السلامة.
تعرض الأستاذ جواد يوم 22 ماي 2023، لحادث شغل خطير تسبب له في كسور على مستوى الفقرات D3-D4-D5، ما نتج عنه شلل نصفي دائم بنسبة عجز تفوق 75%.
إزاء هذه الوضعية الصحية والإنسانية الحرجة، يبرز غياب أي تفاعل فعلي أو إجراءات دعم ملموسة من الجهات المسؤولة، سواء من طرف المؤسسة التي كان يشتغل بها أو من شركة التأمين المفترض أن تغطي هذا النوع من الحوادث.
هذا الصمت غير المبرر يفرض تدخلاً عاجلًا على عدة مستويات: أولا من طرف وزارة التربية الوطنية بصفتها القطاع الوصي، وثانيًا من وزارة الشغل لضمان تفعيل آليات الحماية الاجتماعية، وثالثًا من شركات التأمين التي يُفترض أن تتحمل مسؤولياتها القانونية كاملة تجاه الحوادث المهنية.
تجاهل هذه الحالة لا يعكس فقط تقصيرًا قانونيًا، بل يسائل أيضًا مدى التزام الدولة بمبدأ الإنصاف وحماية العاملين في قطاع التعليم.
الأستاذ الركراكي، الذي تحول من فاعل تربوي إلى ضحية إهمال مؤسسي، لا يطلب سوى حقوقه الأساسية: تغطية علاجية ملائمة، تعويض عادل، وضمان حد أدنى من الكرامة المعيشية.
إن قضية جواد ليست حدثًا فرديًا معزولًا، بل حالة نموذجية لما يعانيه آلاف العاملين في هذا القطاع من هشاشة، وغياب حماية اجتماعية، ولامبالاة تجاه المخاطر المهنية التي يواجهونها يوميًا. ما يجعل من الضروري فتح نقاش وطني مسؤول حول مستقبل هذه الفئة، ووضع آليات استعجالية لحمايتها قانونيًا وصحيًا.