close button

مليلية المحتلة تُدشّن والناظور تئن.. مستشفى جامعي يُفتتح وجاره الإقليمي يصدأ في صمت

هبة بريس – محمد زريوح

في وقت تشهد فيه مدينة مليلية المحتلة طفرة في بنيتها الصحية مع اقتراب افتتاح مستشفاها الجامعي الجديد، يعيش إقليم الناظور حالة من الترقب المشوب بالغضب، بعدما تحوّل مشروع مستشفاه الإقليمي إلى ما يشبه “السراب الصحي”، في ظل تأخير غير مبرر طال أمده منذ عام 2017.

فبينما أعلنت صابرينا موح، المندوبة الحكومية بمليلية، بفخر عن حصول المستشفى الجامعي على رخصة السكن الأولى، مؤكدة أن هذه الخطوة الحاسمة تفتح الباب أمام انطلاق الخدمات الصحية رسمياً، لا تزال ساكنة الناظور تنتظر بمرارة تحقيق وعود لم تجد طريقها للتنفيذ، رغم مرور أكثر من سبع سنوات على انطلاق الأشغال.

موح لم تُخفِ انزعاجها من البطء الذي رافق استصدار الترخيص، الذي طال انتظاره منذ أكتوبر 2024، وعلّقت بسخرية على الإجراءات الإدارية المعقدة، في إشارة ضمنية إلى وجود اختلالات بيروقراطية تعرقل إنجاز المشاريع الحيوية. ورغم ذلك، فإن مليلية تشق طريقها بثبات نحو افتتاح ما وصفته المسؤولة بـ”أكبر صرح صحي تشهده المدينة المحتلة على الإطلاق”، في إطار شراكة حكومية مع معهد “Ingesa”، الذي أشرف على جميع مراحل البناء والتجهيز.

وبينما تتجه الأنظار في مليلية المحتلة نحو مرحلة نقل الأقسام الطبية من المستشفى القديم “كوماركال” إلى المؤسسة الجامعية الحديثة، تترنح تطلعات ساكنة الناظور وسط صمت الجهات المعنية، التي لم تقدم حتى الآن أي توضيح رسمي بشأن مآل المستشفى الإقليمي، ولا عن أسباب التأخير المزمن الذي أضحى مادة دسمة للانتقادات والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقد بلغت تكلفة المشروع في مليلية نحو 120 مليون يورو، وهو رقم يعكس حجم الرهان على تطوير القطاع الصحي هناك، في وقت لم يُفصح فيه عن الميزانية المخصصة لمشروع الناظور المتعثر، والذي لم يتجاوز حدود البنايات الإسمنتية الفارغة، دون تجهيزات أو موارد بشرية مرئية في الأفق.

الفرق الصارخ بين المدينتين المتجاورتين يطرح سؤالاً موجعًا: هل حقًا يُعامل المواطن المغربي بنفس الجدية التي تُعامل بها ساكنة مليلية المحتلة؟ وهل بات الحق في العلاج رهينة حسابات سياسية أو عراقيل إدارية لا تهم سوى المتنفذين؟

إلى أن يتحقق الحلم، سيبقى مستشفى الناظور شاهداً صامتاً على وعود معلقة، ومَعلمًا من معالم التفاوت المجالي في أبسط الحقوق: الحق في الصحة.

مقالات ذات صلة

‫44 تعليقات

  1. المقارنة بين مليلية والناظور كتبين أن المشكل ماشي فالإمكانات بل فالإرادة والنية الحقيقية

  2. المقارنة بين مليلية والناظور كتبين أن المشكل ماشي فالإمكانات بل فالإرادة والنية الحقيقية

  3. المقارنة بين مليلية والناظور كتبين أن المشكل ماشي فالإمكانات بل فالإرادة والنية الحقيقية

  4. المقارنة بين مليلية والناظور كتبين أن المشكل ماشي فالإمكانات بل فالإرادة والنية الحقيقية

  5. مستشفى مليلية الجامعي غادي يكون إضافة كبيرة وواحد الفجوة بين الناظور ومليلية

  6. ما يمكنش نسمحوها كاين تراجع صحي كبير فالناظور والمشاريع الصحية في مليلية كتتسارع

  7. العزلة الصحية ديال الناظور باقي مستمرة فحين مليلية كتفتح مشاريع جديدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى