close button

مدير المستشفى بني ملال يعلن التعبئة الشاملة لتطهير المؤسسة من الظواهر السلبية

هبة بريس — عبد اللطيف الباز

في خطوة جسّدت بداية عهد جديد، بدأ المستشفى الجهوي ببني ملال يستعيد عافيته، بعد سنوات كان فيها فريسة للفوضى والمتربصين بآلام المواطنين. عانى المرضى طويلاً من ممارسات مشبوهة، حيث كان بعض السماسرة يحوّلون محيط المؤسسة إلى سوق سرية تُباع فيها المواعيد والخدمات لمن يدفع أكثر. لكن تحت قيادة المدير بالنيابة إبراهيم سليك، تغيرت ملامح المشهد كليًا، وتحولت أسوار المستشفى إلى حصن منيع في وجه المتاجرين بكرامة الناس، بعدما انطلقت حملة إصلاح شاملة أعادت الانضباط والشفافية إلى هذا المرفق العمومي الحيوي.

التحركات الأخيرة داخل المستشفى لم تكن رد فعل عابر، بل جاءت كترجمة فعلية لقناعة راسخة بأن عهد العشوائية قد انتهى. إبراهيم سليك، الذي خبر دهاليز الإدارة الصحية وتقلد مسؤوليات قيادية في مراكز التكوين الطبي، بادر إلى إطلاق عملية “تطهير ممنهجة” استهدفت السماسرة الذين طالما استغلوا ضعف الفقراء، وباعوا لهم الأوهام مقابل المال. هؤلاء، الذين اعتادوا التلاعب بمصير البسطاء، وجدوا أنفسهم مطرودين من محيط المؤسسة، بعد أن أُحكمت الرقابة وتم تطويق كل المنافذ التي كانوا ينفذون منها إلى ضحاياهم.

ولم يتوقف قطار الإصلاح عند حدود طرد السماسرة فقط، بل شمل أيضًا ضرب شبكات التلاعب بالشواهد الطبية، التي تحولت في فترات سابقة إلى أوراق تجارية في سوق سوداء يديرها منعدمو الضمير. المدير الجديد قطع الطريق نهائيًا أمام هذه الممارسات، وأصدر تعليمات صارمة تمنع تسليم أي شهادة طبية إلا بعد خضوع صاحبها لفحص دقيق، والتأكد من صحة ادعاءاته، مما أنهى زمن الشهادات المفبركة التي كانت تُباع وتشترى بلا رقيب.

هذه الخطوات الحازمة تفاعلت معها ساكنة بني ملال بإيجابية كبيرة، حيث عبّر المواطنون عن ارتياحهم العميق لما لمسوه من جدية والتزام بإعادة الاعتبار للمرفق الصحي، بعد سنوات من التسيب والزبونية. كثيرون رأوا في هذه التدابير بداية حقيقية لإحياء قيم الإنصاف وتكافؤ الفرص داخل المستشفى، بعدما كان المواطن البسيط يُقصى لصالح أصحاب النفوذ ومن يدفع أكثر.

ويُحسب لإبراهيم سليك، ابن مدينة الراشيدية المزداد سنة 1971، أنه استطاع، بفضل خبرته الطويلة وسمعته النزيهة، أن يُحدث هذا التحول في ظرف وجيز، مؤكدًا أن الرجل المناسب في المكان المناسب قادر على صنع الفارق، متى توفرت الإرادة والجرأة في اتخاذ القرار. فالسيد سليك، الذي أدار مؤسسات صحية وتعليمية باقتدار، جاء ليُبرهن أن الصحة ليست ساحة للسمسرة، بل حق مكفول لكل مواطن، غنيًا كان أو فقيرًا.

اليوم، ومع هذا الزخم الإصلاحي، يعود الأمل ليُزهر من جديد في نفوس المرضى وذويهم، الذين عانوا طويلاً من الفساد والتهميش. فما تشهده بني ملال اليوم ليس مجرد إجراءات إدارية، بل هو انطلاقة لمسار طويل يستهدف تنظيف القطاع الصحي من كل شوائب الماضي، وبناء منظومة خدماتية تليق بكرامة المواطن المغربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى