الحسيمة.. حملة لتحرير الملك العمومي تعيد النظام إلى شوارع المدينة

فكري ولدعلي – هبة بريس

شرعت السلطات المحلية، بتنسيق مع جماعة الحسيمة، صباح يوم السبت 03 ماي 2025، في تنفيذ حملة ميدانية واسعة لتحرير الملك الجماعي العام، وذلك تفعيلاً لتعليمات السيد عامل إقليم الحسيمة، وتنفيذًا لمخرجات الاجتماع التنسيقي المنعقد سابقًا بمقر باشوية المدينة.

وقد تركزت الحملة، لهذا اليوم، على وسط المدينة ومحيط ما يُعرف بحي “سباطيرو”، وهي من النقاط التي تعرف تفشي ظاهرة احتلال الفضاءات العمومية، مما يؤدي إلى عرقلة حركة السير والجولان، ويقيد حق المواطنين في استخدام الأرصفة والمرافق العمومية.

أشرفت السلطة المحلية على تنفيذ هذه العملية، بتنسيق محكم مع المصالح الأمنية، وبمشاركة ميدانية لفرق مكونة من أعوان السلطة، الشرطة الإدارية الجماعية، عناصر الأمن الوطني، القوات المساعدة، عمال الإنعاش الوطني، وعمال جماعة الحسيمة. وقد جرت التدخلات في أجواء منظمة وهادئة، مع تسجيل تجاوب نسبي من طرف بعض المستغلين المعنيين.

وأسفرت الحملة عن حجز عدد من الكراسي والطاولات الموضوعة فوق الملك العمومي دون ترخيص، إلى جانب متلاشيات وإطارات سيارات، ووسائل أخرى كانت تُستعمل في احتلال الفضاء العام، حيث تم نقلها إلى المحجز البلدي طبقًا للمساطر القانونية المعمول بها.

وتندرج هذه العملية ضمن رؤية شاملة تهدف إلى إعادة الاعتبار للملك العمومي، وضمان استغلاله بشكل قانوني ومنظم، في إطار تحسين المشهد الحضري وتعزيز جودة الحياة بالمدينة. كما تسعى هذه الجهود إلى تهيئة المجال لاستقبال الموسم السياحي في بيئة نظيفة، منظمة وآمنة، تعكس الطابع الجمالي والانفتاح السياحي الذي تطمح إليه الحسيمة كوجهة متميزة على الصعيدين الوطني والدولي.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحملة تأتي أيضًا استجابةً لعدد من الشكايات التي تقدم بها المواطنون، إلى جانب تقارير وملتمسات رفعتها جمعيات المجتمع المدني بالحسيمة، والتي دعت في مناسبات متعددة إلى وضع حد لظاهرة الاستغلال غير القانوني للملك العمومي، لما تسببه من فوضى وضرر بحقوق الساكنة في التحرك والولوج الآمن إلى المرافق العمومية. وقد لقيت هذه الاستجابة الرسمية ترحيبًا واسعًا في الأوساط المحلية، في انتظار تعميم مثل هذه المبادرات على باقي المناطق الأخرى.