القمع يتصاعد… النظام الجزائري يعتقل شابًا فضح نفوق الأضاحي المستوردة
هبة بريس
تواصل السلطات الجزائرية، بإيعاز من النظام العسكري، حملتها القمعية ضد الأصوات التي تكشف فضائح استيراد الأضاحي الفاسدة، في محاولة يائسة لإسكات كل من يفضح تورط شبكات مرتبطة بالحكم في تمرير خراف مغشوشة إلى الأسواق.
نفوق الخراف الرومانية المستوردة
وفي أحدث فصول هذه الحملة، أفادت وسائل إعلام جزائرية أن مصالح الدرك الجزائري ببئر مراد رايس أوقفت شابًا يبلغ من العمر 19 عامًا، بعد نشره لفيديو يوثق نفوق عدد من الخراف الرومانية المستوردة، والتي تحوم حولها شبهات فساد واختلالات صحية.
النظام الجزائري لم يتردد في تلفيق تهم جاهزة للشاب، منها “نشر أخبار كاذبة” و”التحريض على المساس بالأمن العام”، في محاولة لتبرير عملية الاعتقال، بينما الحقيقة الواضحة هي أنه كشف المستور وأحرج المنظومة التي تقف وراء صفقات مشبوهة تستنزف المال العام وتعرض صحة المواطنين للخطر.
انزعاج النظام الجزائري
وفي بيانها، لم تكتف السلطات بمحاولة تكميم فم الشاب، بل عمدت أيضًا إلى تشويهه عبر الادعاء أن الفيديو يحتوي على “معلومات مغلوطة”، في تكرار لأسلوبها المعتاد في نزع المصداقية عن أي صوت معارض أو كاشف للحقائق.
وقد سارعت الأجهزة القضائية إلى إدراج الملف على عجل، في مشهد يعكس مدى انزعاج النظام من أي محاولة لكشف فساد مافيات الاستيراد، والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بدوائر الحكم والنفوذ في قصر المرادية.
الترهيب المنهج للجزائريين
وتندرج هذه الواقعة في سياق أوسع من الترهيب المنهجي، حيث أصبحت المحاسبة لا تطال المتورطين في استيراد الأضاحي المغشوشة، بل من يفضحهم.
وهو ما يطرح تساؤلات جدية حول مصير حرية التعبير في الجزائر، وحجم الفساد الذي يسعى النظام العسكري لتغطيته بقوة القمع.