“كلوب الناظور”… ترميم بملايين لإغلاق فاخر! وعود زارو وسكوت لبنى يثيران غضب المدينة
هبة بريس – محمد زريوح
في مدينة الناظور، حيث البحر يهمس بأسرار الماضي، أعيد ترميم النادي البحري العريق، المعروف بين السكان باسم “كلوب الناظور”، في خطوة كانت من المفترض أن تُعيد لهذا المعلم التاريخي هيبته ومكانته. لكن، وللمفارقة الساخرة، لم تُفتح أبوابه قط بعد انتهاء الأشغال، ليبقى كما هو: تحفة معمارية محاطة بأقفال الصمت والتساؤلات.
ولعل العودة إلى الخلف تكشف حجم المفارقة. “كلوب الناظور”، الذي كان في يومٍ ما مقرًا للضباط الإسبان ثم ملاذًا لأهالي المدينة للاستمتاع بزرقة البحر، تحوّل لاحقًا إلى أطلال مهجورة بفعل الإهمال. وعندما انطلقت ورشات الترميم، ظن الجميع أن لعنة النسيان انتهت، لكن الواقع أثبت أن كل ما تغير هو لون الطلاء على الجدران.
منذ بداية الأشغال، سرت موجة من التفاؤل بين سكان الناظور. الجميع رحّب بفكرة إحياء معلم كان جزءًا من الذاكرة الجماعية، ومعالم الترميم بدت واعدة. إلا أن هذه الفرحة لم تكتمل، فمع انتهاء الأشغال، طُويت الصفحة فجأة، وأُغلقت الأبواب دون أي تفسير. وكأن الترميم لم يكن سوى مشهد ديكوري في مسرحية عبثية.
وليس هذا الغموض وليد اللحظة، فقد سبق لسعيد زارو، الرئيس السابق لوكالة تهيئة بحيرة مارشيكا، أن وعد مرارًا بإخراج “كلوب الناظور” إلى حيز الوجود، لكن وعوده تبخرت مع الزمن، دون أن تتحقق على أرض الواقع. ومع تعيين لبنى، المديرة الجديدة، ظنّت الساكنة الناظورية أن الأمور ستتغير وأن المعلم سيعود للحياة، لكن خيبة الأمل تجددت، ليس فقط بشأن النادي البحري، بل في عدة مشاريع أخرى بقيت حبيسة الأدراج.
المثير في هذه القصة أن أحدًا لم يُكلّف نفسه عناء تقديم توضيح. غابت التصريحات، وغاب معها المسؤولون الذين اعتادوا التباهي بالمشروع في مراحل إنجازه. فهل اختفى المشروع باختفائهم؟ أم أن هناك أسرارًا خلف الجدران لا يراد للرأي العام معرفتها؟ في غياب الشفافية، تكثر الشائعات، ويبدو أن “كلوب الناظور” أصبح ضحية لمعادلة غامضة: “نُرمم لنُغلق!”
وفي النهاية، تبقى قصة “كلوب الناظور” صورة مصغرة عن طريقة تدبير المرافق العامة في المدينة: مبادرات تبدأ بالأمل وتنتهي بالإغلاق. ويبقى السؤال معلقًا: هل سيُفتح هذا المعلم يومًا؟ أم أن إعادة الترميم ستكون مجرد فصل آخر في هذه المسرحية الطويلة؟ الجواب لدى من يملكون المفاتيح… لكن يبدو أنهم اختفوا أيضًا.