مُرحل مغربي من ألمانيا: “لا مستقبل لي هنا.. سأعود إلى ألمانيا سباحة”

“عندما أخبروني بأني سأعود إلى المغرب، شعرتُ أنّ حياتي انتهت “، هذا ما قاله نسيم، شاب مغربي رحلته السلطات الألمانية إلى المغرب قبل 8 أشهر في حوار خاص لمهاجر نيوز.

هاجر نسيم إلى ألمانيا في عام 2015 عبر تركيا، وأمضى هناك أكثر من ثلاث سنوات، يقول نسيم في هذا الصدد : ” لم تكن رحلتي سهلة لقد خاطرتُ بحياتي لأصل ألمانيا، كنا نرى الموت في كل لحظة. ”

كاد نسيم يموت غرقاً. إذ عاش لحظات صعبة بدون ملابس وفي درجة حرارة منخفضة بعد أن فقد ملابسه أثناء رحلة عبوره إلى الفردوس الأوروبي، وفقا لشهادته.

معاناة نسيم لم تقتصر على طريق العبور فحسب، بل وحتى إنه دفع 11 ألف يورو للمهربين للوصول إلى ألمانيا. ويرى الشاب المغربي أن إعادته إلى المغرب غير منصفة، مضيفاً في حديثه لـ “مهاجر نيوز” : “أعادوني بسهولة …بدون مراعاة ما عشناه في رحلتنا وأننا أمضينا أكثر من أسبوع في الطريق إلى ألمانيا، بينما هم أعادونا في ظرف ساعات قليلة. ”
لا مستقبل لي في المغرب”
يعيش نسيم جوهير البالغ من العمر 25 عاما في حي البوركة في مدينة الدار البيضاء. يمضي يومه في البيت أو برفقة أبناء حيه، ويصف نسيم حياته في المغرب بالقول: ” حياتي في المغرب صعبة جدا، لا يوجد لدي عمل، ما أقوم به اليوم أكرره الغد…لا مستقبل لي في المغرب”. لم يحصل نسيم على أي شهادة أو دبلوم تكوين مهني، وهو ما يزيد من صعوبة إيجاد فرصة عمل له في المغرب” على حد تعبيره.

يعتبر نسيم أنه من الصعب أن يبدأ حياة جديدة بالمغرب، وأن أحلامه وطموحاته كان سيحققها في ألمانيا، يضيف : ” في ألمانيا ساعدوني في البداية على تعلم اللغة، وكنت أطمح في التسجيل بالتكوين المهني، وتحقيق ذاتي هناك، لكن بعد ترحيلي، فقدت كل شيء.”

يتصفح نسيم صوره في ألمانيا بحسرة، ويروي ذكرياته هناك : ” كانوا يعاملوننا بطريقة جيدة، وإذا مرضت يعالجوني… “. لا تفارقه ابتسامته وهو يصف لأصدقائه شوارع دوسلدورف وأهم المناطق التي زارها هناك.

حصل نسيم خلال وجوده في ألمانيا على المساعدات الاجتماعية، وشارك في دورات تعلم اللغة الألمانية برفقة اللاجئين السوريين.

ويصف نسيم وضعه وباقي مهاجرين في ألمانيا في البداية بالجيد، معتبرا أن أحداث الاعتداأت الجنسية على النساء بمدينة كولونيا خلال احتفالات رأس السنة 2015، أثرت سلبا على حياتهم هناك، يضيف لـ “مهاجر نيوز” : “لقد زاد تخوف بعض الألمان منا نحن القادمين من شمال أفريقيا “.

نظرة المجتمع…والعودة إلى ألمانيا
يعاني المرحلون في المغرب من نظرة المجتمع ولوم البعض لهم لعدم بقاءهم في أوروبا، في هذا الصدد يقول نسيم : ” يلومننا على العودة لأنهم لا يعرفون أي شيء…ويقولون لو كنت أنا لما عدت.”

حاول موقع ” مهاجر نيوز” التواصل مع بعض المرحلين، لكنهم امتنعوا عن الحديث بسبب خوفهم من سخرية المجتمع ولومه، فالعودة من أوروبا إلى المغرب تعد هزيمة وخيبة أمل، على حد تعبيرهم.

بين نظرة المجتمع والبطالة يعيش نسيم حياته بالمغرب، معتبرا أن العودة للهجرة صوب أوروبا هي الحل الوحيد لمشاكله، يقول في هذا الصدد : ” سأعود سباحة…سأعود إلى ألمانيا”.

لازال يأمل نسيم بالعودة إلى ألمانيا، والالتحاق بأصدقائه هناك، معتبرا أن الهجرة هي الحل الوحيد لتحقيق أحلامه. لذا لازال نسيم مصرا على إعادة المحاولة مرة أخرى رغم ترحيله من ألمانيا.

“إعادتنا إلى المغرب بمثابة ضياع حياتنا”
يتابع نسيم أخبار أصدقائه في ألمانيا على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يأمل أن لا يتم ترحيلهم إلى المغرب، يضيف في حديثه لـ”مهاجر نيوز” : “عندما نهاجر إلى أوروبا، نحمل معنا أحلامنا التي نطمح في تحقيقها هناك، هذا ما يجعل من إعادتنا إلى المغرب بمثابة ضياع لنا”.

يعتبر نسيم أن أحلامه في المغرب هي زواج وإيجاد عمل وحياة بمنأى عن المشاكل، يتابع : “إنها حقوقي التي يجب أن أحصل عليها لكن أصبحت أحلاما بالنسبة لي هنا.”

وعن تلقيه لمساعدات أو دعم بالمغرب، يجيب نسيم : ” لم أجد أي دعم من أي جهة، أعيش حياتي كما كنت في سابق بدون عمل.”

فكرة الاستقرار بالمغرب، ليست من أولويات الشاب المرحل الذي لازال يرى أن الحلم الأوروبي هو طوق نجاته من الفقر والبطالة، لا سيما وأنه متواجد في بيئة اجتماعية تعتبر الهجرة إلى أوروبا مصدر فخر واعتزاز للعائلات، على حد تعبيره.

يقول في هذا الصدد : “عندما يهاجر الشباب إلى أوروبا، ويعودون في العطلة، الكل هنا ينظر لهم نظرة إعجاب، وحتى العائلات تفتخر بأبنائها الذين نجحوا في الوصول إلى أوروبا ووجدوا عملا هناك. ”

 

المصدر ( dw عربي)

مقالات ذات صلة

‫12 تعليقات

  1. شكرًا جزيلا لصاحب التعليق لأول سي عزيز… تراه يشتغل في ألمانيا زبالا، او متسولا او … ويصبر على البصق والنظرة الدونية. لكنه في المغرب لا يرضى بكل هذا لانه معقد…نقطة الى السطر…

  2. ثلات سنوات وأنت تعيش على المساعدات الإجتماعية وتعلم اللغة الألمانية.
    كون كان فيك الربح كون راك خدمتي وشمرتي على دراعك.
    و ديك البلاد كون شافو فيك الربح والله حتى يشدو فيك ب ١٠ د اليدين

  3. فهمت من المقال أن المجتمع المغربي مشوه و أن الدولة معاقة و أن الأرض كريهة كصاحب فكرة هذا المقال الشائه لم يبقى إلا أن يقول المرحل وعندي أرض ورثتها فأخذوها مني بالقضاء المرتشي, التبرهيش

  4. و لكن على أي, يبدو أن الشهادات و الديبلومات لا تعني شيئا,هي أسماء و ألقاب للزينة و أحيانا لتجميل الدجل فقط , و إلا كيف يكون من الذين لا يقدرون على التهجي برلمانيون قد الدنيا, و إن شئت الصدق هناك دكاترة فراغيات قد الدنيا كذلك, لو كتبوا أو تحدثوا, لشعرت بال… خليها بيناتنا

  5. فاقد الشيء لا يعطيه
    وما بني على باطل فهو باطل
    تم انه لم يحدثنا عن الجرم الدي اقترفه ليتم ترحيله

  6. سأحور المقولة التي تقول نعيب زماننا والعيب فينا وما عاب زماننا إلا بنا و أغير الزمان بالبلد وأقول العيب ليس في بلدنا بل فينا نحن, بكسلنا وتقاعسنا وتواكلنا وسلبيتنا وما فعله المفسدون بنا و ببلدنا .حتى اصبحنا نفكر في الرحيل من الجنة الى الجحيم نعم الجحيم .

  7. “أعادوني بسهولة …بدون مراعاة ما عشناه في رحلتنا وأننا أمضينا أكثر من أسبوع في الطريق إلى ألمانيا، بينما هم أعادونا في ظرف ساعات قليلة. ” يخيل لي انك عملت عملا بطوليا لالمانيا و المفروض انها تجازيك . و انت ما عندك لا دبلوم لا شهادة و ما باغيش تخدم اصلا و خاسر 11 مليون في رحلتك لالمانيا علامن كتشكي دابا .و انت فاشل من الاصل .و ما من حقكش تتكلم على الحقوق و انت اصلا ما كوتايش راسك باش تهدر على العمل و الحقوق .و با زززز قمة الفشل في الصورة .كي دبرتي 11 مليون قادر تدبر غيرها و تعيش غير ايلا باغي تمشي تتصور و تبان على خوتك و لكن نيتك خرجات عليك .

  8. بالنسبة لمن لا دبلوم له في أوروبا يقوم إما بأفعال لاأخلاقية أو يتسكع في الشوارع دون فائدة أو يغسل الصحون في المقاهي أو ينظف اﻷدراج وفي العطلة يبدأ التجوال سيارة إشتراها ب 300 أو 500 أورو في شوارع الداربيضاء أو غيره من المدن حتى يقال أنه مبيسور الحال كأنه يعمل مهندسا أو طبيبا. إنها العقلية المغربية المتخلفة التي لا تؤمن إلت بالمظاهر.

  9. الحل هو رفع دعوى ضد الدولة لعدم الالتزام بواجبنا أمام المواطنين . او تترك الشباب يغادر .

  10. تعليق المغربي يبدو ميسور الحال أو من أبناء التماسيح مغاربة درجة واحد أما المغاربة درجة اثنين فهم الشغالون في المراحيض وغير ويحبون بلدهم ويدخلون العملة الصعبة المغرب وتسرق من طرف التماسيح أو المغاربة درجة واحد ثم تعود للخارج من جديد . يعني المهاجر يحب وطنه والتماسيح تكره وطنها.

  11. الذي يقمع قائلا إنه فاشل يجب أن يقول للناس, هكذا أنا ناجح ! ثم يعرف النجاح, هل هو مال كمال قارون مثلا؟ أم بستان كما عند صاحب الجنتين؟ أم ماذا بالضبط؟ أنت تقمع أخاك يا جاف الوجه, ربما أراد الذهاب حتى لا يرى المقرفين أمثالك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى