باشا تارودانت يعتدي على مراسل هبة بريس ويقمع إحتجاج العارضين بمهرجان الحناء

شهد المهرجان الإقليمي الحناء اداوزال المقام بمدينة تارودانت، حالة من الفشل الإداري وسوء التنظيم منذ اللحظات الأولى لانطلاق فعالياته يوم أمس الجمعة 30 نونبر 2018، بلغت انعكاساتها درجة إقدام مجموعة من العارضين المشاركين في معرض المنتجات المحلية المقام على هامش المهرجان، إلى تنظيم وقفة احتجاجية والمطالبة بلقاء عامل الإقليم للتنديد بالإهمال الذي طالهم من المنظمين، وكذا إقدام باشا مدينة ومقدميه على قمع الاحتجاج والاعتداء الجسدي على مراسل الجريدة الالكترونية “هبة بريس” ومنعه من تغطية الحدث.

وعرف المهرجان حالة من الارتباك والارتجالية، ظهرت ملامحها قبل انطلاق فعالياته، حيث تفاجأ المشاركون وخاصة العارضين المشاركين في معرض المنتجات المحلية، بانعدام آليات التنقل والوسائل اللوجستيكية، وغياب التجهيزات اللازمة للاشتغال، وانعدام متطلبات الاستقبال والإيواء التي ألفوها في مشاركاتهم المتعددة ضمن فعاليات مهرجانات المنتجات المحلية التي عرفها إقليم تارودانت، ورغم هذا الوضع الشاذ تمت معالجة الإختلالات بطرق ترقيعية في سبيل حلحلة الوضع القائم واستقبال الوفد الرسمي الذي ترأسه عامل إقليم تارودانت مرفوقا بعدد من الشخصيات والفعاليات المنتخبة والإدارية والأمنية، إلا أن حالة إهمال العارضين اشتدت أكثر بعد انصراف العامل والوفد المرافق له، ما دفع مجموعة من العارضين إلى التكتل والتوجه صوب منصة السهرات للاحتجاج على منظمي المهرجان والتنديد بالإهمال الذي لحقهم.

الوقفة الاحتجاجية للعارضين بكواليس منصة السهرات، أرغمت ممثلي إدارة المهرجان على الدخول في حوار متوتر مع المحتجين لم يفضي إلى أية تهدئة، بل على العكس زاد من تشنج الوضع وتصلب المواقف، ما دفع المحتجين إلى المطالبة بلقاء عامل الإقليم، والتوجه إلى الإعلام لفضح الإقصاء والتهميش الذي طالهم، وما أن بدأ بعض المحتجين بالتعبير عن سخطهم أمام المنابر الإعلامية، حتى تفاجأ الجميع باقتحام باشا مدينة تارودانت المكان مرفوقا بأعوانه (مقدمين)، مستفسرا عن المشكل، ليكون الرد صريحا وواضحا من المحتجين وهو التنديد بالإهمال واللامبالاة التي طالتهم، السيد الباشا لم يقدر على ضبط النفس وتهدئة الوضع القائم والتعامل بحكمة ورزانة مع توثر المحتجين، كما لم يستسغ تواجد كاميرات الإعلام بالمكان، فطالب بوقف التصوير بدون موجب حق، الأمر الذي لم يتأتى له، فقام بالتهجم على مراسل جريدة “هبة بريس” وسلبه آلة التصوير بالعنف، فيما تكلف معاونوه (المقدمين) بتكبيله وشله عن الحركة.

التدخل الفج والقمعي لباشا تارودانت ، خلف استياء كبيرا لدى الجميع ، في نهج معاكس تماما لما تحث عليه التوجيهات الملكية السامية والتعليمات الوزارية بشأن مواصفات رجال السلطة الجدد وانفتاحهم على المجتمع وهمومه وفق ضوابط النزاهة والحياد والإنصات والحكمة، كما طرح مجموعة من الاستفهامات حول حرص هذا المسؤول الإداري وتدخله الفوري لتكميم الأفواه وإخراس الأصوات المنددة بالإختلالات التي يعرفها مهرجان الحناء وعلاقته بإدارته؟ وهل أضحى الباشوات أعضاء ضمن منظمي المهرجانات؟

هذا ويذكر أن الدورة الثالثة لمهرجان الحناء اداوزال، التي تنظمها جمعية امود الخير بتنسيق مع تعاونية تليلا وبشراكة مع عمالة وبلدية تارودانت والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمدينة تارودانت، جاء على خلفية امتناع المجلس الجماعي للمنيزلة (جماعته الأصل) بالإجماع عن دعمه، على اعتبار أن المهرجان يجسد تبذيرا للمال العام وإثراء لجيوب المنتفعين منه، بينما كان من باب أولى أن ترصد ميزانيته لمشاريع أخرى قد يكون وقعها أقوى لتحسين ظروف عيش الساكنة المهمشة في مرتفعات المنيزلة وهضابها.

https://www.youtube.com/watch?v=Q8PH7erpvcQ

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الاحتجاج يعني شيئا واحدا: سوء تدبير من المسؤول المباشر على موضوع الاحتجاج.نتاج اخر لتسيير الوصوليين والباحثين عن المواقع وعن مصة من ثدي الدولة. اذا كان الباشا قد صفع الصحفي امام الملأ فهذه كارثة اخرى وعلى وزارة الداخلية ان تدقق في اختياراتها وانتقاءاتها لرجالاتها لان مثل هذه التصرفات لا يمكن التكهن بنتائجها.
    اقول للسيد الباشا واتمنى ان تقع عيناه على هذا التعليق. مطالب هؤلاء تبدو بسيطة تتعلق بالتغذية والايواء واذا لم تستطع ان تتدبر الامر فعذرا فانت مفلس مهنيا. لو كنت مكانك مبلغ 2000 درهم ولو من مالي الخاص للتغذية وتنسيق مع المدير اقليمي لوزارة التعليم لتوفير داخلية او مع فندق بثمن معقول وينتهي الامر ويسطع نجمك.انت تصفع صحفيا له الحق في تغطية حدث فماذا تفعل بالمواطن اليسيط اذا انفردت به في مكتبك.
    تعاطفي مع الصحفي تلك من مخاطر المهنة وما اظن الا ان الموقف سيزيدك اصرارا ورغبة في الرقي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى