“التعايش والتطرف” محور لقاء تنظمه جمعية “جذور وفروع” ضواحي برشلونة

يسير الإيحيائي _ هبة بريس _
إنطلقت مساء أمس الأربعاء فعاليات الأسبوع الدراسي الذي تنظمه “جمعية جذور وفروع”  الكائن مقرها الإجتماعي ضواحي برشلونة بمشاركة مكثفة لشباب مغاربة ينحذرون من عدة دول أوروبية وعربية (بلجيكا،فرنسا،إيطاليا،إسبانيا،تونس) فضلا عن المغرب الذي تمثله جمعية ” نساء الضفتين” بالعرائش.
اليوم الأول من هذا اللقاء الذي أعطى إنطلاقته عمدة مدينة “أوسطاليط دي بييرولا” والمدير العام للهجرة في حكومة “كاتالونيا” السيد ( أوريول أموروس) ونائبتين مغربيتين في البرلمان الكاتالاني من أصل مغربي ( نجاة الدريوش ، سلوى أغريبي )ووفد مهم عن السلطات المحلية الإسبانية والسلطات القنصلية لمدينة برشلونة ممثلة في نائب القنصل العام ،(اليوم الأول)تناول موضوع “الهوية” بمعناها الواسع ومدى تأثيرها على مسار الأفراد والجماعات باعتبارها واحدة من أهم الركائز التي تنبني عليها شخصية الإنسان، وهو مصطلح يستخدم لوصف مفهوم الشخص وتعبيره عن فرديته وعلاقته مع الجماعات (كالهوية الوطنية أو الهوية الثقافية). كما يستخدم أيضا في علم الاجتماع وعلم النفس، وتلتفت إليه الأنظار بشكل كبير في علم النفس الاجتماعي، وفي هذا الإطار أبرزت الفعاليات المغربية المشاركة في هذه الندوة الأشواط التي قطعتها المملكة المغربية في توجيه الشباب والعمل على حمايتهم من كل أشكال العنف والتطرف وذلك عبر برامج هادفة تقوم بها الوزارات المعنية بصفة منتظمة.
الأستاذة “نعيمة العرفة” رئيسة جمعية”جذور وفروع التنمية والتعاون” وواحدة من الفعاليات النسائية التي أخذت على عاتقها توعية شباب المهجر من ظاهرة التطرف، أكدت في كلمة ألقتها بالمناسبة أن هذا اللقاء يندمج في سلسلة الحملات التوعوية التي تقوم بها الجمعية على عدة مستويات،حيث تتميز الأخيرة بتنوع الثقافات والنوع والدين  الأجيال،مضيفة: “نراهن في عملنا على المساواة ،الشمول ،الهوية،الإنتماء التعايش ، كما نراهن على حقوق الإنسان عامة وحقوق المرأة خاصة إضافة إلى برامج الشباب التي من شأنها إبراز كفاءتهم ومهنيتهم ووطنيتهم في بلدان الإنتماء، وبما أنه لقاء شبابي بامتياز خلق من محض أفكارهم واجتهاداتهم نترككم معهم ليقدموا لكم ثمرة أعمالهم وما يأملون في تحقيقه عبر هذا البرنامج”.
وأطر  فعاليات هذا اللقاء في يومه الثاني عدد مهم من الأخصائيين الإسبانيين المهتمين بشؤون الجماعات  بعرض أشرطة فيديو خلقت نقاشا مستفيضا بين جميع المشاركين خلصت _ حسب دراسات رسمية _ أن التطرف هو نتاج فكر لا علاقة له بالأديان كما يشاع عند البعض، وقدم الأساتذة المحاضرون أذلة دامغة بالصور أن سيكولوجية الشخص المتطرف لا يمكن ربطها بالإسلام ولا بأي دين آخر بقدر ما هو فكر عنفي ودموي يقتات على سياسة القتل والكره، مشيرين في الوقت ذاته أنه لا فرق بين تنظيم “داعش” والجماعات الراديكالية المتواجدة على إمتداد التراب الأوروبي خاصة في دولة “أوكرانيا” والتي إلتحق أحد أفرادها البارزين بين عشية وضحاها إلى التنظيم الداعشي حيث أثبثت الصور حمله العلم الأسود وقطعة سلاح ناري من الحجم الكبير.
حقائق جديدة يعرفها هؤلاء الشباب لأول مرة بعدما أتيحت لهم الفرصة للخوض في ملف التطرف ومدى تأثيره على نفسية البعض من خلال تبني خطاب تحريضي ضد الآخرين باسم الإسلام وهو الشيئ الذي يتنافى تماما ومنظومة القيم والأخلاق التي جاء بها ديننا الحنيف وتهدد سلامة الدول إذ لم يتم وضع خطط وقائية واستباقية لحماية أجيال حتى ينعموا بحياة خالية من القتل بسبب تعارض الأفكار وعدم تقبل الآخر.
جدير بالإشارة أن هذه الأيام الدراسية تمولها المنظمة الدولية “إيراسموس” التي تهتم بشؤون الشباب في العالم وتشارك فيها عدة جمعيات مدنية مغربية بأوروبا إضافة إلى بلديتي “أوسطاليط دي بييرولا- كابيياديس” التي ساهمت إحداهما في توفير فضاء الندوات والعروض إلى ما هنالك من مقر إقامة المشاركين التي تقع في إحدى البلدات السياحية الصغيرة حيث سيمتد هذا اللقاء إلى غاية الخامس من شهر نوفمبر الحالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى