كفانا إشاعات…اتقــــــــوا الله في المدرسة العمومية
كـــــــثُر الحديث هذه الأيام عن سيل من المصطلحات والصور والفيديوهات التي تحمل في طياتها رسائل خاطئة تكاد تعصف بمنظومتنا التعليمية وتسيء للعاملين والغاملات بها، وبات الفضاء الازرق وتطبيقات الواتساب ملتقى لعشاق الضرب تحت الحزام من مروجي هذه المغالطات بنكهة السخرية والبغرير والبريوات، الذين وجدوا في الامر ضالتهم للتطاول على اللغة العربية الأم و النيل من المدرسة العمومية مربية الاجيال، وكأنهم بفعلتهم هاته يريدون أداء صلاة الجنازة على كل المجهودات المبدولة للرقي بالمنظومة التعليمة..لهؤلاء نقول وبصوت مزلزل: كفانا اشاعات..اتقوا الله في منظومتكم التعليمية.. ارحموا المدرسة العمومية.
فحتى الامس القريب، كانت النظرة توحي بالتقدير والتبجيل السائدة منذ الأزل في حق رجل التعليم بصفته صاحب رسالة مقدسة وشريفة، وفاعل أساسي في حفظ النظام التعليمي وانضباطه ووسيطاً لتحقيق سلوك اجتماعي إيجابي لدى متعلميه قوامه الحس بالمسؤولية، بحيث لا يتأتى ذلك من خلال الأوامر والتسلط بل من خلال إشاعة الجو الديمقراطي الهادف لرعاية تلامذته وتشجيعهم لأخذ المبادرات، إلا أن تلك النظرة تغيّرت وبات يُنظر لرجل التعليم نظرة استهزاء و”تنكيث” وصلت إلى حد التطاول على شخصه بالضرب والرفس والتنكيل، ليبقى السؤال مطروحا من أوصل منظومتنا التعليمية إلى هذا الحضيض؟
إن انتشار الفيديوهات والصور والعبارات المقززة التي توثق لنصوص قرائية قيل أنها من مكونات الكتب المدرسية خلال الموسم الدراسي الحالي، جعلت الوزارة الوصية على القطاع تخرج عن صمتها مكذبة هذه المحاولات البئيسة، مؤكدة أنها لن تتوانى في اللجوء إلى المتابعة القضائية في حق الأشخاص الذين يقومون بنشر صور ونصوص مفبركة أو تعود لكتب أجنبية متعمدين نسبها إلى كتب مدرسية وطنية أو نشر صور ونصوص قديمة لم تعد الطبعات الجديدة للكتب المدرسية تتضمنها.
وأضافت الوزارة في بلاغ لها نشر على موقعها الرسمي، أن البعد الثقافي المغربي جزء لا يتجزأ من تعلم لغتنا العربية، ولذلك كان لازما أن يرتبط الكتاب المدرسي بمحيط المتعلم وبيئته القريبة وما تزخر به من رموز وعلامات وآثار ومظاهر، فيحس، من خلال ذلك، بعواطف الاعتزاز، ومشاعر الفخر بحضارته الماجدة التي بناها أهل الفكر والفن والعلم، مشيرة أن العمل البيداغوجي للكتاب المدرسي إلى منظومة من القيم التي ينبغي أن يتمثلها المتعلم، وأن يتشرب مبادئها، وتتمثل هذه القيم في الهوية الحضارية للمواطن المغربي وما يميزها ثقافيا وسلوكا، وقيم المواطنة التي ترتبط بحب الوطن، وتتسم بسلوكات مدنية ملتزمة كالحفاظ على البيئة، وتقبل الآخر، واحترام النظام العام، مضيفة أنه ومن المنطلقات البيداغوجية الخاصة بالنص موضوع النقاش والمتعلق ب”العائلة” أكدت الوزارة أن النص ذو طابع وظيفي يصف حفل عقيقة في بيت مغربي بهدف معرفة المتعلم والمتعلمة بأواصر الارتباط بين أفراد العائلة، ويفترض الاحتفال بالعقيقة أن يلبس أعضاء الأسرة كسائر المغاربة لباسا مغربيا أصيلا؛ وكان ذلك مبررا لاستعمال كلمات: القفطان، والشربيل، والجلباب والطربوش والبلغة. ومنها كلمات تستعمل في جميع اللغات دون أن تترجم، وفي القصة حدث التفاف الأسرة حول المائدة وتناولهم حلويات يفترض أنها مغربية في مثل هذه المناسبات، ولذلك وضعت ما بين مزدوجتين “البغرير”، “البريوات” و”لغريبة”، ومن الناحية اللغوية اللسانية يضيف البلاغ، وردت هذه الكلمات على أنها عربية فصيحة ، كما أنها رصيد مشترك بين المغاربة. وعلى مر الزمان استخدمت اللغة العربية الدخيل والمولد والمنحوت ككلمات “سينما”، و”إنترنت”، و”كاميرا”. فلا يمكن رفض كلمة لمجرد أنها مغربية.