بنكيران يصف ماكرون ب”المدلول”ويوجه قذائفه لكل الاتجاهات
هبة بريس -عبد اللطيف بركة
في كلمة شديدة اللهجة خلال تجمع نقابي حاشد في الدار البيضاء بمناسبة الاحتفال بالعيد العمالي فاتح ماي، لم يتوان عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في توجيه انتقادات لاذعة للحكومة، وبعض الشخصيات الإعلامية والسياسية، لكنه لم يكتفِ بذلك، بل وجه سهامه نحو السياسة الدولية، مُدينًا مواقف بعض القادة العالميين وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
-اتهامات بـ”بيع وشراء” في السياسة
بداية، انتقد بنكيران حكومة أخنوش، مُتهمًا إياها بالاستمرار في تقديم وعود زائفة، وركز في حديثه على الإجراءات الاقتصادية والاجتماعية التي اتخذتها الحكومة، مثل إلغاء دعم الأرامل، وإلغاء بطاقة “راميد” في تعبير يعكس سخطه على تراجع الحكومة في بعض الملفات الحساسة.
– الانتقاد يتجاوز الداخل نحو الخارج
لكن التصريحات الأكثر جرأة كانت تلك التي وجهها بنكيران ضد السياسة الدولية، حيث انتقد بشكل مباشر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، واصفًا إياه بـ”المدلول” بسبب مواقفه من القضية الفلسطينية، والتي اعتبرها غير منصفة تجاه حقوق الفلسطينيين.
وأشار إلى تصريحات ماكرون التي كانت تشترط شروطًا تعجيزية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، مُعتبرًا أن مثل هذه المواقف تدل على الخضوع للضغوطات الدولية.
ويبدو أن بنكيران لا يتردد في استخدام الألفاظ القاسية عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية، فقد اعتبر أن مواقف قادة العالم لا تساهم في تحقيق العدالة، بل تؤدي إلى تعزيز الظلم الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني.
– النقابات والإعلام: صراعات داخلية وخارجية
من جهة أخرى، لم يسلم الإعلام من هجوم بنكيران، حيث وصف بعض الصحفيين بـ”الميكروبات” وذلك في إشارة إلى حملاتهم الإعلامية التي استهدفت حزب العدالة والتنمية ومؤتمراته السياسية، ولم يقتصر نقده على الإعلام فقط، بل حمل هجومًا قويًا على بعض النقابات، مُتهمًا إياها بممارسة “البيع والشراء” في العمال، والتورط في سياسة الترهيب، مُعتبرًا بعض القيادات النقابية “مرتزقة” لا يعملون لصالح العمال بل لمصالحهم الشخصية.
– بنكيران يعود إلى أسلوبه الحاد
بإجمال، تظهر تصريحات بنكيران الأخيرة أنه لا يزال يتمسك بأسلوبه الحاد في انتقاد خصومه السياسيين، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي. ومن خلال ربط القضايا الداخلية مع القضايا الكبرى، مثل القضية الفلسطينية، يظهر بنكيران استمرار تحالفه مع القيم الإسلامية والعربية في مواجهة الضغوطات العالمية.