
المناظرة الجهوية للتشجيع الرياضي بوجدة.. نحو ميثاق يؤطر العلاقة بين الجماهير والرياضة
هبة بريس – أحمد المساعد
احتضنت مدينة وجدة، اليوم الخميس 24 أبريل الجاري، المناظرة الجهوية للتشجيع الرياضي بمشاركة وازنة لعمال أقاليم جهة الشرق، ورئيس مجلس الجهة، وممثلين عن الهيئات القضائية، ونواب برلمانيين، وخبراء وأطر أكاديمية، إلى جانب فعاليات المجتمع المدني ومكونات المشهد الرياضي.
وتهدف هذه المناظرة إلى وضع أسس ميثاق جهوي للتشجيع الرياضي، يؤطر العلاقة بين الجماهير والرياضة، ويرسخ ثقافة تشجيع حضاري ومسؤول، يتوازن فيه الحماس مع الانضباط، ويكرس القيم الوطنية والروح الرياضية.
تشجيع رياضي يواكب التنمية
في كلمته الافتتاحية، أكد والي جهة الشرق، الخطيب الهبيل، على أن الرياضة تحولت من نشاط ترفيهي إلى رافعة استراتيجية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية. وأبرز المشاريع الرياضية الكبرى التي تشهدها الجهة، من تأهيل المركب الشرقي بوجدة، وبناء مجمعات رياضية حديثة، إلى تطوير البنية التحتية في مختلف الأقاليم، بما يسهم في خلق فرص شغل وتمكين الشباب.
ورشات ونقاشات عميقة
توزعت أشغال المناظرة على ورشتين رئيسيتين: الأولى ناقشت دور الجماهير في ترسيخ القيم الرياضية والتربوية، فيما تناولت الثانية قضايا الأمن في الملاعب وظاهرة العنف، ضمن رؤية تشاركية تتوخى تقديم حلول عملية ومستدامة.
وشهدت النقاشات إشادة بالنموذج المغربي في التشجيع الرياضي خلال مونديال قطر 2022، والذي عكس صورة حضارية للمشجع المغربي، مقابل الدعوة إلى مواجهة مظاهر التعصب والوعي المحدود ببعض الملاعب.
الإعلام والتكنولوجيا في خدمة التغيير
شكل الإعلام محورًا أساسيًا في أشغال المناظرة، حيث تمت الدعوة إلى إعلام مسؤول وفاعل، يسلط الضوء على النماذج الإيجابية، ويتجنب التهويل، مع التركيز على دور الإعلام الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي في تعزيز ثقافة التشجيع الإيجابي.
كما طُرحت ضرورة تفعيل القانون رقم 09-08 لمحاربة العنف في التظاهرات الرياضية، خاصة في ما يتعلق بتأطير فئة القاصرين، وتوضيح التدابير الزجرية بشكل تواصلي ووقائي.
توصيات استراتيجية
واختتمت المناظرة بعدة توصيات محورية، أبرزها، إعداد ميثاق جهوي للتشجيع الرياضي يحدد حقوق وواجبات الجماهير ويعزز ثقافة التشجيع الحضاري، إطلاق برامج تحسيسية وتربوية موجهة للجمهور، وإدماج قيم التشجيع الإيجابي في المناهج التعليمية، تطوير منصة رقمية مؤسساتية للتواصل والتوعية ومتابعة قضايا التشجيع الرياضي، ربط الرياضة بالسياحة عبر استراتيجية وطنية وجهوية تسوّق للمغرب كوجهة رياضية وثقافية، خلق بيئة مشجعة داخل الملاعب بتوفير فضاءات تجارية وترفيهية، ومتاحف للفرق والمنتخبات، تقنين مجموعات المشجعين في شكل جمعيات قانونية يمكن إشراكها رسميًا في تنظيم المباريات، تعزيز التنسيق الأمني والتنظيمي وتوظيف التكنولوجيا لتحسين تدبير الأحداث الرياضية.
نحو مرحلة جديدة
جاءت هذه المناظرة لتفتح أفقًا جديدًا نحو تشجيع رياضي يعكس قيمة الانتماء وروح المواطنة الفاعلة، ويضع الجماهير في قلب المشروع التنموي، من خلال تشجيع منظم، واعٍ، ومسؤول، يليق بصورة المغرب ويكرّس تميّز نموذجه الحضاري.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X