
المغرب بين مطرقة الكلاب الضالة وسندان الرفق بالحيوان…تجربة أكادير نموذجاً وطنيا
هبة بريس – عبد اللطيف بركة
في وقتٍ تتأهب فيه المملكة المغربية لاحتضان كأس العالم لكرة القدم 2030، تبرز على السطح قضايا اجتماعية وأمنية مرتبطة بالتهيئة الحضرية، من بينها ملف الكلاب الضالة، الذي عاد بقوة إلى دائرة الجدل، خصوصاً بعد إطلاق حملة واسعة لإعدام هذه الحيوانات في عدد من المدن، وهو ما أثار موجة استنكار واسعة من طرف منظمات الرفق بالحيوان، في الداخل والخارج.
هذا الوضع فرض ضرورة الحفاظ على سلامة المواطنين وحق الحيوانات في الحياة، لنطرح سؤال شامل كيف سيتعامل المغرب مع هذه الإشكالية المعقدة؟ وهل يمكن اعتبار تجربة مدينة أكادير نموذجاً عملياً للحل؟.
– ضحايا في الشوارع… الخطر الذي لا يُرى
رغم الأصوات المعارضة للحملة ضد الكلاب الضالة داخليا وخارجيا ، فإن الواقع الميداني لا يمكن تجاهله، فعلى مدى سنوات، تحولت الكلاب الضالة إلى خطر يومي في شوارع المدن والقرى، لا سيما في الأحياء الهامشية والأسواق الشعبية.
تقول سعاد، وهي أم لطفلين في مدينة اكادير: “ابني تعرّض لهجوم من كلب ضال أمام باب المدرسة، أصيب بجروح غائرة وكان علينا الانتقال به على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي لقاح السعار.”
ولم تكن هذه الحالة الوحيدة، فقد سُجلت وفيات بسبب داء السعار في مناطق مختلفة من البلاد، إلى جانب إصابات جسدية ونفسية طالت أطفالاً وراشدين، بل إن بعض الأسر، بحسب مصادر محلية، تقدمت بشكاوى قضائية ضد مجالس بلدية، بعد أن أصيب حتى رُضّع بهجومات مؤلمة، ما دفع المحاكم إلى إصدار غرامات مالية في حق هذه الجماعات الترابية .
– حملة الإعدام…خطوة اضطرارية أم فشل في التدبير؟
في مواجهة هذا الوضع، أطلقت السلطات المغربية، منذ 2023، حملة واسعة لقتل الكلاب الضالة، بدعوى الحفاظ على الأمن العام والصحة البيئية.
لكن سرعان ما واجهت الحملة انتقادات لاذعة، خاصة بعد أن تحدثت منظمات دولية عن إمكانية القضاء على ما يقارب ثلاثة ملايين كلب، وهو رقم أثار الذعر في صفوف المهتمين بحقوق الحيوان.
التحالف الدولي لحماية الحيوانات، الذي يضم أكثر من 20 منظمة، عبّر عن رفضه المطلق لما وصفه بـ”الإبادة الجماعية غير المبررة”. في المقابل، أكد المغرب رسمياً أن عمليات القتل توقفت منذ غشت 2024، وأنه بصدد البحث عن حلول بديلة قائمة على مقاربة الرفق بالحيوان.
– أكادير….من سياسة القتل إلى مشروع الإيواء
وسط هذا السجال، برزت مدينة أكادير كنموذج مغاير في التعامل مع الظاهرة، فقد أطلقت الجماعة الحضرية لمدينة أكادير ومعها مجلس جهة سوس ماسة، مشروعاً طموحاً يتمثل في إنشاء ملجأ خاص للكلاب والقطط الضالة، في خطوة غير مسبوقة على المستوى الوطني.
المشروع، الذي يوجد في مراحل متقدمة من الإنجاز، يُقام على مساحة 3941 متراً مربعاً، بطاقة استيعابية تصل إلى 1000 كلب و200 قطة.
ويهدف المشروع ، بحسب الجهات المختصة ، إلى “التقليل من تواجد الحيوانات الضالة في الشوارع، بما يحافظ على الأمن البيئي والاجتماعي”.
وكانت الجماعة لأكادير وقت الإعلان عن المشروع قد أشارت انه يندرج وفق رؤية تنموية مستدامة، تراعي حماية الإنسان والحيوان في آن واحد، مع تقديم خدمات بيطرية تشمل التطعيم والتعقيم لتفادي تكاثر هذه الحيوانات وانتشار الأمراض المرتبطة بها.”
– نموذج للتعميم؟
أشادت عدد من الجمعيات البيئية والحقوقية على تجربة أكادير، معتبرين إياها خطوة متقدمة نحو حلول مستدامة تراعي الجانبين الإنساني والبيئي.
وتقول ليلى منصوري، فاعلة جمعوية في مجال الرفق بالحيوان: “نأمل أن يتم تعميم مثل هذه المبادرات في باقي المدن المغربية. القتل ليس حلاً، بل إدارة ذكية وواقعية هي ما نحتاجه.”
– أي طريق إلى المستقبل؟؟
بين ضغوط الشارع، ومتطلبات الصحة العامة، وواجبات الدولة تجاه الحيوانات، يقف المغرب أمام خيار مفصلي: إما الاستمرار في حلول ظرفية قائمة على الإبادة، أو اعتماد سياسة عمومية متكاملة تنطلق من التجارب الناجحة مثل تجربة أكادير، نحو أفق أكثر توازناً وإنسانية.
ويبقى السؤال المطروح: هل تتحول تجربة أكادير إلى سياسة وطنية؟ الأشهر المقبلة وحدها كفيلة بالإجابة.
أكادير راها برهنت على أن الحلول السليمة تكون دائما أفضل من القسوة.
هاد الموضوع كيخلينا نواجهو تحديات كبيرة، الكلاب الضالة مشكلة ولكن الرفق بالحيوان مهم.
المجتمع خاصو يتعاون مع السلطات باش نلقاو طرق فعالة و إنسانية فالتعامل مع الكلاب.
تربية الناس على الرفق بالحيوان راها ضرورية باش مايتحولوش للمشاكل الكبيرة.
الحلول لي كيتعاملو بها فأكادير جيدة، خاص يكونو فالمغرب كامل.
خاصنا نلقاو حل وسط، بين الحفاظ على سلامة الناس و الرفق بالحيوان.
الكلاب الضالة كتعاني بحالنا بحال البشر، و خاصنا نلقاو حلول تحترم الحياة.
الكلاب الضالة كتشكل خطر على الأمن، ولكن حنا ما خاصناش نكونو قاسين.
أكادير نموذج ناجح فهاد الموضوع، خاص باقي المدن يتبعوها.
لابد من توعية الناس حول كيفية التعامل مع الكلاب الضالة بدون عنف.
ممكن نستخدم وسائل أخرى بدل القتل أو إهمال الكلاب الضالة، راه كاينين حلول.