مشروع المؤسسة المندمج الجديد بمنظومة مسار.. واكراهات المسك
هبة بريس_ الرباط
أعطت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، تعليماتها لمسؤوليها مركزيا وجهويا واقليميا للانخراط الجدي والمسؤول في تفعيل مشروع المؤسسة المندمج ومسك معطياته بمنظومة مسار مع التقيد بجدولة زمنية لذلك.
لكن الملاحظ وحسب رأي العديد من رؤساء المؤسسات التعليمية، أن مسك هذه المعطيات تعترضها بعض المشاكل من بينها عدم تفعيل العملية على مستوى منظومة مسار، ناهيك عن وجود معطيات غير محينة أحيانا..
وهنا طالب العديد من رؤساء المؤسسات التعليمية، بالاسراع في تفعيل عمليات مسك المعطيات على منظومة مسار، أو تفعيل عملية الاستيراد والتصدير عبر تقنية ” ليكسيل”، تجنبا لمنطق ” الخدمة المعاودة”، أن عملية المسك التي تهم مرحلة ” التقييم الذاتي للمشروع” تقتضي ملأ جميع الخانات بدقة وعناية مما يتطلب حيزا زمنيا طويلا لذلك..
الوزارة قالت إن مشروع المؤسسة المندمج الجديد يأتي من أجل مدرسة عمومية ذات جودة” الرامية إلى تعزيز جاذبية المدرسة المغربية وجعلها ذات جودة للجميع، من خلال تحقيق أهدافها الاستراتيجية الثلاثة المتعلقة بمضاعفة نسبة تلميذات وتلاميذ السلك الابتدائي المتحكمين في التعلمات الأساس وتقليص الهدر المدرسي بنسبة الثلث ومضاعفة نسبة المستفيدات والمستفيدين من الأنشطة الموازية، علما أن المذكرة نصت بالحرف على أن إعداد مشروع المؤسسة المندمج سيتم خلال شهري مارس وأبريل، على أن يتم إرسال وثيقة المشروع مصادق عليها من طرف مجلس التدبير إلى المديرية الإقليمية في أجل أقصاه 30 أبريل، حيث تعمل اللجنة الإقليمية على إخضاع المشاريع المسطرة المصادقة ثم التعاقد مع المؤسسات التعليمية التي تمت المصادقة على مشاريعها، سواء بشكل مباشر أو بعد التعديلات التي اقترحتها اللجنة، قبل 30 ماي، على أن ينطلق العمل بمشروع المؤسسة المندمج عند بداية السنة الدراسية الموالية.
هذا و يُعرَّف مشروع المؤسسة المندمج للمؤسسات التعليمية حسب منظريه ومؤسسيه، على أنه مجموع عمليات تنظيمية وتربوية وتدبيرية متكاملة ومنسجمة تتم برمجتها من طرف المؤسسة التعليمية، وفق ميزانية مرصودة، خلال فترة زمنية محددة لبلوغ أهداف تربوية متفق عليها، تروم تحسين جودة التعلمات والرفع من المردودية التربوية والتدبيرية للمؤسسة، وفي هذا أصدرت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي مذكرة تشير للإطار المنهجي الجديد لإعداد وأجرأة مشروع المؤسسة المندمج الذي يهدف إلى توحيد المفاهيم وتحديد المراحل والخطوات الأساسية التي يتعين اتباعها خلال مراحل إعداد وإنجاز ومواكبة وتتبع وتقييم مشروع المؤسسة المندمج ، وفق منهجية واضحة ومبسطة لتيسير مهام الفرق التربوية والإدارية بالميدان.
ومن هذا المنطلق يعتبر مشروع المؤسسة المندمج حسب مضمون المذكرة الوزارية التي تتوفر ” هبة بريس على نسخة منها”، هو آلية استراتيجية للتخطيط، وأداة عملية لتفعيل مختلف البرامج التربوية داخل كل مؤسسة تعليمية، في إطار تعاقدي حول أهداف ومؤشرات ونتائج محددة، سواء على مستوى مكونات المؤسسة التعليمية، أو في علاقة هذه الأخيرة مع المديرية الإقليمية.
وحسب الوزارة ذاتها، يُمثل هذا المشروع وسيلة ناجعة لتعبئة كافة المتدخلين في المجالين التربوي والإداري داخل المؤسسة وبمحيطها، كما يضمن انخراطهم في مختلف مراحل الإعداد والإنجاز والتتبع والتقييم، مما يستوجب بلورته وفق مقاربة تشاركية ومندمجة تستحضر الأهداف الاستراتيجية للمنظومة التربوية.
كما نظمت الوزارة ما سمتها بسيرورة الإعداد والتفعيل، إذ يعتمد الإطار المنهجي لمشروع المؤسسة المندمج على منهجية (DEPART) التي تم تبسيطها وتكييفها مع الأهداف الاستراتيجية الثلاثة لخارطة الطريق ومحاورها الثلاثة المتمثلة في التلميذ(ة) والأستاذ(ة) والمؤسسة، ويتم تفعيل هذه المنهجية التي توظف آليتي المواكبة والمعيرة في الإعداد والإنجاز وفق المراحل الست التالية:
* مرحلة الانطلاقة (Démarrage): يتم خلالها إطلاق عملية إعداد مشروع المؤسسة المندمج من خلال التواصل الأولي حول المشروع مع الأطراف المعنية وتحيين لائحة أعضاء مجالس المؤسسة، بما فيها المجلس التلاميذي، وضبط الوضعية القانونية للجمعيات النشيطة داخل المؤسسة وتحديد الشركاء المعنيين، وإرساء لجنة قيادة مشروع المؤسسة الواردة في الفقرة 7 من هذه المذكرة.
* مرحلة تشخيص الوضعية (Etat des lieux) يتم خلالها تشخيص الوضعية الراهنة للمؤسسة التعليمية بهدف تحديد مكامن القوة الواجب تعزيزها والجوانب التي تستدعي التصحيح والتطوير، وفق مقاربة تشاركية بين الأطراف المعنية، وذلك باعتماد منظومة المعايير والمؤشرات المحددة، التي تستحضر المحاور الثلاثة التلميذ(ة) والأستاذ(ة) والمؤسسة، وباستعمال أداة للتقييم الذاتي تمكن وفق نسق شمولي ومتكامل ومنظم، من تيسير مهام لجنة القيادة خلال هذه المرحلة.
* مرحلة التخطيط والبرمجة (Planification et programmation): يتم فيها إعداد الوثيقة الأولية المشروع المؤسسة المندمج من خلال تحديد القيم المستهدفة لمؤشرات تتبع الأهداف الاستراتيجية الثلاثة الخارطة الطريق، بالإضافة إلى تحديد العمليات التي سيتم إنجازها وتقدير الميزانية الضرورية لتنفيذها ووضع مؤشرات تتبعها.
* مرحلة الأجرأة (Action): ينصب فيها الاهتمام على الجوانب المرتبطة بأجرأة وتتبع أنشطة برنامج العمل السنوي لمشروع المؤسسة المندمج الذي تم إعداده خلال المرحلة السابقة، وهو ما يستدعي الاستمرار في تعزيز الدينامية التي شهدتها المؤسسة خلال المراحل السابقة، من خلال تعبئة مختلف الموارد وكافة الفاعلين للمساهمة في تنفيذ الإجراءات والأنشطة المبرمجة، والتأكد المستمر من التفعيل المضبوط لها. وفق مؤشرات للتتبع للوقوف على مواطن القوة التي يجب تعزيزها ونقط الضعف التي يجب معالجتها.
* مرحلة التقويم (Regulation): يتم خلالها الوقوف على المنجزات وظروف تنزيل برنامج عمل المشروع، كما يتم إعداد حصيلة هذه المنجزات على شكل تقارير أدبية ومالية يصادق عليها مجلس التدبير وتقدم للمديرية الإقليمية لتعزيز طلب الاستفادة من المنحة المالية السنوية.
* مرحلة الانتقال (Transition) تتناول هذه المرحلة استثمار حصيلة المشروع الذي تم إنجازه والنتائج المستخلصة من مرحلة التقويم، والتي يتعين أخذها بعين الاعتبار في إعداد المشروع الجديد.
هذا ويلي هذه المراحل، مرحلة تتعلق بمسطرة المصادقة والتي تأتي مباشرة بعد المصادقة الأولية لمجلس التدبير على مشروع المؤسسة المندمج، ترسل وثيقة هذا المشروع إلى المديرية الإقليمية مرفقة بمحضر هذه المصادقة الأولية.
كما تعمل المديرية الإقليمية، بناء على شبكة المعايير المحددة، على إخضاع وثيقة مشروع المؤسسة المندمج المسطرة المصادقة من طرف اللجنة الإقليمية، حيث تسهر على تنظيم مشاورات مع المؤسسة التعليمية لتجويد المشروع وضمان استجابته للمعايير المحددة وللأهداف الاستراتيجية ومناقشة الميزانية الممكن رصدها، ويمكن للمديرية الإقليمية إرجاع مشاريع المؤسسات التي لم يتم إعدادها وبلورتها طبقا للكيفيات والمعايير الجاري بها العمل مرفقة بالملاحظات والاقتراحات التعديلية التي يتعين إدراجها في المشروع.
وبعد المصادقة النهائية للجنة الإقليمية، يصبح مشروع المؤسسة المندمج وثيقة تعاقدية بين المؤسسة التعليمية والمديرية الإقليمية، حيث تعمل هذه الأخيرة على المساهمة في تمويل المشروع من خلال تخويل المؤسسة التعليمية الاعتمادات المالية المرصودة لجمعية دعم مدرسة النجاح.
وهنا يمكن الحديث عن النقطة المتعلقة بتمويل مشاريع المؤسسة، والتي تنطلق من الحاجات الحقيقية للمؤسسة التعليمية، وتتنوع مصادر هذا التمويل على شكل منح جمعية دعم مدرسة النجاح ومساهمات الجمعية الرياضية وجمعية أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ وغيرها، أو على شكل مساهمات مادية وعينية تتكفل بتوفيرها المديرية الإقليمية أو الشركاء، كما يمكن للمؤسسة التعليمية أن تستعين بمصادر أخرى مبتكرة للتمويل في إطار اتفاقيات للشراكة، طبقا للمساطر التنظيمية الجاري بها العمل.