الكولونيل مصطفى نزيه.. من “حراك” لقائد أكثر من “20 قشلة” بالوقاية المدنية في هولندا
هبة بريس ـ طارق عبلا
بابتسامته المعتادة و عفويته الكبيرة و تواضعه الملحوظ، يحرص مصطفى نزيه، الكولونيل المغربي الأصل الذي يقود جهاز الوقاية المدنية في شمال هولندا، على الحضور لكل الأنشطة التي ينظمها مغاربة هولندا.
هبة بريس قابلت الكولونيل مصطفى نزيه في حفل إفطار رمضاني نظمه النسيج الجمعوي المغربي في أمستردام، حضره كمغربي قبل أن يحضره كمسؤول رفيع عن جهاز الوقاية المدنية بهولندا.
قصة الكولونيل مصطفى نزيه تستحق أن تدرس و على الأقل أن تسلط عليها الأضواء لكونها ملهمة للحالمين و درس لكل من يثق في مؤهلاته و كفاءاته و يجد و يجتهد لينال المراد في نهاية المطاف.
مصطفى نزيه، الذي ازداد بالدار البيضاء يوم 29 غشت سنة 1968، و بالضبط في منطقة بوركون و درس بمؤسساتها و منها ابتدائيّة البكري وإعداية البيروني ثم ثانوية مولاي إدريس، و كان شغوفا بممارسة السباحة لدرجة أنه كان يمثل نادي الوداد الرياضي فرع السباحة في البطولات التي شارك فيها.
توقفت مسيرة مصطفى نزيه الدراسية في حدود الثانوي لعديد الأسباب، فجرب “الحريك” لتحقيق الحلم الأوربي الذي كان يراود أغلب شباب عمره، فقرر ركوب قوارب الموت صيف سنة 1989، فوصل سالما لإسبانيا و قضى بها فترة زمنية بشكل غير شرعي ثم توجه لفرنسا وألمانيا و بعدها إلى العاصمة الفنلندية هلسنكي.
لم يستطع “ابن بوركون” التأقلم في فنلندا خاصة في ظل صعوبة التحصل على وثائق الإقامة فقرر تجريب دولة أخرى و كانت هولندا الملاذ، حيث تعرف على مغربي يملك محلا لبيع الساندويتشات و اشتغل معه و ساعده في معالجة ملفه القانوني ليتحصل بعد ذلك على أوراق إقامة قانونية ستفتح له طريقا من نوع آخر.
من المطاعم لتعلم اللغة الهولندية و بعدها التقدم لاجتياز امتحان للراغبين في العمل كمتطوعين بجهاز الإطفاء و الوقاية المدنية و الذي نجح فيه بتفوق، قبل أن يقرر استكمال دراسته رغم تقدم سنه، فحصل على شواهد عليا منها مهندس في التسيير سنة 2001، لتفتح له الوقاية المدنية بهولندا ذراعيها من جديد و بمنصب هام.
حصل مصطفى نزيه بعد ذلك على منصب بالقيادة العامة للوقاية المدنية في أمستردام، ثم تقدم لاجتياز مباراة خاصة بقيادة الثكنات فنجح فيها بتميز، و أصبح قائدا لمنطقة الوقاية المدنية الخاصة بشمال وغرب أمستردام، يدير أكثر من 150 من العناصر تحت إمرته، قبل أن تتم ترقيته ليصبح من الضباط الكبار بالجهاز و يتحصل فيما بعد على رتبة “كولونيل” يقود أكثر من 20 ثكنة تابعة لجهاز الوقاية المدنية و تحت إمرته المئات من الاطفائيين.
الكولونيل مصطفى نزيه، فخر المغرب، يحرص دوما على مقابلة بني وطنه و مساعدتهم قدر المستطاع، و علاقته بوطنه الأم لم تتغير أبدا بل توطدت أكثر حيث يحرص كلما سنحت له ظروفه المهنية بزيارة بلده و مقابلة أسرته الكبيرة و رفاق الطفولة، مصطفى نموذج للمغاربة العصاميين الذين حققوا ذواتهم رغم كل الصعوبات، تحدوا أنفسهم لإثبات حقيقة واحدة مفادها “العزيمة و الاجتهاد و التوكل على الله و رضى الوالدين يكسرون كل الحواجز لتحقيق المراد”.