إشادة واسعة بالدكتور بنحمزة في مواجهة علمانيو “تفكيك الأسرة”
تعرف مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب منذ مدة زمنية طويلة إثارة بعض النقاشات حول دور المرأة في المجتمع المغربي وأيضا حول موضوع المساواة بينها وبين الرجل في الميراث، وهي النقاشات التي ازدادت حدتها خلال الآونة الأخيرة، بعدما أمر الملك محمد السادس الحكومة بإعادة النظر في مدونة الأسرة الحالية.
وتقابل إثارة هذه المواضيع حفيظة فئة واسعة وكبيرة من المغاربة وعلى رأسهم بعض الشيوخ والدكاترة الذين يحاولون التصدي لبعض الأمور المخالفة للشريعة الإسلامية في محاولة لتحريف الدين الإسلامي والدفع نحو تفكيك مفهوم الأسرة المغربية تحت غطاء الحداثة والمعاصرة.
ومن بين أبرز علماء المغرب الحديث الذين يعملون جاهدين على التصدي ودحض إدعاءات بعض الأفكار الدخيلة عن المجتمع المغربي وثقافته المغربية الأصيلة، نجد الدكتور مصطفى بنحمزة رئيس المجلس الجهوي للجهة الشرقية.
وغصت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية بتدوينات كثيرة تشيد بدور الدكتور بنحمزة في الدفاع عن الدين الاسلامي وعن هوية المملكة المغربية، وعن رموزها، وقيمها وثوابتها.
وكتب إحدى المتابعين عبر صفحتة الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك :” الدكتور مصطفى بنحمزة نموذج العالم الذي تحتاجه الأمة اليوم إن الذي يواكبُ صراعَ المرجعيات حول تعديل مدوّنة الأسرة قديمًا وحديثًا يقطع أنّ الشيخ مصطفى بنحمزة من الشّخصيات التي لا يمكن القفز على وجودها، ويستشعر واجبهُ تجاهه، وواجبَ الوطن تجاه أمثاله”.
وأضاف :”ومنذ أن رفض عرض الاستوزار في حكومة بنكيران، والذي لم يستوعب السّياسيون وزعماء الأحزاب من عباد المناصب دلالاته وعمقه، أدركنا نحن أنّه صاحب قضية، فقد نصّب نفسه مشروعًا للأمّة لا راكضًا للمناصب، وبذلك لا يهتم بالمنصب إلا بمقدار ما يخدم به مشروعه”.
واسترسل قائلاً :” إن الشيخ مصطفى بنحمزة من العلماء الذين يقدّمون صورةَ العالم العامل المُصلح، المشارك لأمّته والمنتمي لعصره، بعد صمتٍ عميق لكثيرٍ من العلماء، وانزوائهم عن المجتمع وانشغالهم بفروع النّقاش الفقهي أتى بنحمزة ليعيدَ لمنصب العالم بعض البريق المفقود، وكتبه في قضايا العصر لا تخفى، ومناظراته فيها لا تنقطع، بل ما زال محاربًا لكلّ اعتداءٍ على انتمائه الإسلامي وما تصدره الجرائد والمجلات وما يرد في التصريحات الإعلامية وبعض القرارات الوزارية التي تمس الجوهر الإسلامي للمجتمع”.
وقال في حقه الدكتور عبد الجليل هنوش :” مفخرة المغرب الدكتور مصطفى بنحمزة العالم العامل المتواضع رمز من رموز الفكر في المغرب الحديث، عالم جليل رصين التكوين، واسع المعرفة ،منفتح الأفق، عالم بالعربية لفظا ومعنى وبيانا، قوي الحجة، بليغ العبارة، شجاع في قول كلمة الحق”.
واسترسل :”رمز من رموز الفقه المالكي المعاصر، مدافع قوي عن هوية المملكة المغربية. وعن رموزها ، وقيمها وثوابتها ، منفتح على عصره، مدرك لواقعه، حامل لهم بلده ودينه وأمته. رجل يحظى باحترام الجميع، يحفظ للدين مكانته في المجتمع، يسعى للخير وفي الخير والى الخير. رجل متواضع شديد التواضع، متخلق بأخلاق الإسلام العالية مما أكسبه محبة الجميع صغارا وكبارا، عواما وخواص”.
وأضاف قائلاً :” خير مدافع عن أهمية القيم في المجتمع، وعن أهمية الدين في رعاية القيم. وخير محاجج لخصوم ثوابت البلد والأمة، ولذلك يعاديه كل من يعادي هذه الأمة ودينها وتراثها وفكرها. رجل نجله ونقدره ونحبه، وندعو له في هذا الشهر الكريم بالتوفيق والفلاح في الدنيا والآخرة. رجل لو كان في المغرب مائة فقيه مثله لكان لهذا البلد شأن آخر!! ”
ويذكر أن الدكتور مصطفى بنحمزة، من مواليد 17 يوليوز 1949 بمدينة وجدة، تتلمذ على عدة شيوخ أبرزهم الفقيه العلامة بنسعيد مهداوي الواشاني، وحاصل على الإجازة في الشريعة من كلية الشريعة جامعة القرويين فاس، والإجازة في الأدب العربي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس.
كما يعتبر الدكتور خريج دار الحديث الحسنية الرباط – شهادة الدروس المعمقة، و دبلوم الدراسات العليا من كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس الرباط ، تخصص اللغة العربية عن دراسة لنظرية العامل عند ابن مضاء القرطبي، ودكتوراه الدولة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الأول وجدة ، عن تحقيق مخطوطة: ” الحلية فيما لكل فعل من تصريف وبنية ” لابن عنترة.
واشتغل الدكتور بنحمزة أستاذا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس الرباط، سابقا، وأستاذا التعليم العالي بشعبة الدراسات الإسلامية، كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الأول وجدة، ورئيس شعبة الدراسات الإسلامية، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الأول وجدة سابقا .
كما ألقى الدكتور بنحمزة درساً حسنياً رمضانياً أمام الملك الراحل الحسن الثاني سنة 1988 م و ثلاث دروس حسنية رمضانية أمام الملك محمد السادس ( سنة1421 و 1423 و 1427 هـ)،
ويعتبر بنحمزة عضوا شرفيا برابطة الأدب الإسلامي العالمية، و من أبرز المشرفين على مناقشة أطروحات الدراسات العليا بالجامعات المغربية.
وللدكتور عدد كبير ومهم من المؤلفات، نذكر منها “حقوق المعوقين في الإسلام 1993″، و “مقدمة من أجل تأصيل التسامح بين المسلمين”، و “جامعة الصحوة الإسلامية الدورة الثالثة- منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية 1414 – 1994″، و “نظرة في العوامل التي أسست روح العداء عند الغربيين نحو الإسلام 1996″، وتحقيق كتاب الحلية فيما لكل فعل من تصريف وبنية لابن عنترة – أطروحة دكتوراه سنة 2000.