رجاء ناجي مكاوي.. نموذج مثالي لنجاح المرأة المغربية في تقلد أعلى المناصب الدبلوماسية

يشكل تخليد اليوم العالمي للمرأة في 8 مارس من كل سنة، مناسبة لاستحضار ما حققته المرأة المغربية من إنجازات ومكتسبات، ودورها الهام في مختلف المجالات، ومن بينها المجال الدبلوماسي. فالمغرب يعد في طليعة البلدان العربية والإسلامية في ما يخص إدماج المرأة في العمل الدبلوماسي، حيث تضطلع المرأة المغربية بدور بارز وريادي في هذا المجال. ولا أدل على ذلك من تجارب نساء دبلوماسيات يحفل بها تاريخ المملكة، وفي طليعتهن رجاء مكاوي ناجي التي تشغل منصب سفيرة للمملكة لدى الكرسي الرسولي بالفاتيكان نموذجا عال ومثالا يحتذى به يبرز نجاح المرأة المغربية، ودورها الرائد في العمل الدبلوماسي المغربي وقد أكدت الأكاديمية والدبلوماسية المغربية رجاء ناجي مكاوي العلمية والعملية حضورها في هذا المجال بفضل ما تتمتع به من كفاءاة وإمكانية مهنية عالية ، كما أبانت عن دينامية واضحة وعمل دؤوب وقدرة على التواصل والتفاوض، وسجلت حضورها المتميز في مختلف المحافل الدولية، والمشاركة بفعالية في العديد من المؤتمرات والاجتماعات لإسماع صوت المغرب والدفاع عن قضاياه.
فمن تكون رجاء ناجي مكاوي؟

في الخامس عشر من شهر دجنبر عام 1958، استنشقت رجاء ناجي مكاوي أولى أنفاسها في مدينة وزان، ونشأت وترعرعت وسط أسرة محافظة. فوالدها محمد ناجي كان محتسبا للمدينة وعاما موسوعيا وأحد أعيانها ومثقفيها، فيما كانت والدتها تُعنى برعاية البيت وتربية أبنائها الخمسة.

وحرصت أسرة رجاء مكاوي على تلقيها التعليم الأولي والثانوي إلى أن حصلت على شهادة الباكالوريا عام 1977، قبل أن تغادر إلى مدينة الرباط رفقة زوجها، حيث تابعت دراستها الجامعية ونالت الإجازة في القانون المدني وقانون الأعمال، ثم الماجستير من جامعة محمد الخامس (الأولى على الدفعة) بعد عشر سنوات. فكانت أول امرأة مغربية تحصل على دكتوراه دولة في القانون من جامعة محمد الخامس عام 1997، حول موضوع “نقل وزرع الأعضاء”.

هذا، وتعد مكاوي أول من أسست وحدة قانون الصحة في إفريقيا والعالم العربي، وأصدرت عدداً من الكتب ونشرت الكثير من المقالات العلمية التي تتناول القانون الطبي وسلوكيات مهنة الطبيب، أبرزها ” نقل وزرع الأعضاء أو الاستخدام الطبي لأعضاء الإنسان وجثته”، و”نقل الدم”، والأوثانازيا، والاستنساخ والمسؤولية الطبية… و”الأطفال المهمشون: قضاياهم وحقوقهم”، ومواضيع أخرى كثيرة.

وتقلدت مكاوي مناصب ومسؤوليات أكاديمية عديدة، حيث شغلت منصب أستاذة للتعليم العالي بجامعة محمد الخامس، ورئيسة وحدة البحث في قانون الصحة، وخبيرة ومستشارة قانونية لعدد من المؤسسات والمنظمات الوطنية والدولية، وعضوية لجنة تحرير المجلة المغربية للقانون والسياسة والاقتصاد منذ عام 1996. وحاضرت في أرقى الجامعات والمراكز الأمريكية والأوربية والعربية، وفي أفريقيا وآسيا.

تبذل المرأة التي أجلسها جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده على الكرسي الرسولي مجهودات حثيثة لفائدة إشعاع العمل الدبلوماسي، فضلا عن قيامها بالعديد من المبادرات المحمودة التي مكنت من إغناء وتعميق الحوار بين الأديان والثقافات، فضلا عن مساهمتها في مختلف التظاهرات المنظمة .

لقد أثبتت رجاء ناجي مكاوي، عن جدارة واستحقاق، قدرتها على الاضطلاع بالمهام الموكولة لها في مجال العمل الدبلوماسي ، حيث أكدت بما لا يدع مجالا للشك أنها قادرة على العطاء والعمل بكل تفان ونكران الذات في سبيل إشعاع المملكة والدفاع عن قضاياها الحيوية.

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. عندها ولدها بروفيسور في جراحة العظام و المفاصل ذو اخلاق عالية محبوب من الجميع مرضى واطباء وممرضون والجمبع الله يعطيه الصحة

  2. جديرة بالحب والاحترام لعطاءاتها وتفانيها في خدمة هذا الوطن الغالي الذي أحبته وأصرت على خدمته من داخل أرضه وٱمنت بقدراته على التميز برجاله ونسائه ،بالعمل والعمل فقط ،بعد مشيئة الله ،يكون النجاح وكانت هي خير نمودج وفقك الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى