روما..تسليط الضوء على سياسة المغرب في مجال مكافحة تغير المناخ والتنمية المستدامة

أبرزت سعادة سفيرة جلالة الملك لدى الفاتيكان، السيدة رجاء ناجي مكاوي الجهود الرائدة التي تبذلها المملكة المغربية في إطار سياستها المتميزة في مجال مكافحة التغيير المناخي وتعزيز التنمية المستدامة وحماية البيئة و التنوع البيولوجي, وذلك خلال المؤتمر المنظم يوم أمس في روما من طرف :الشبكة الإيطالية للحوار الأور ومتوسطي،
(IDE)، ومكتبي المفوضية الاوربية، والبرلمان الأوروبي في إيطاليا، بالتعاون مع مؤسسات ومراكز الأبحاث، تحت شعار: الاتحاد الأوروبي وإيطاليا من أجل تنمية مستدامة في أفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط.

وفي مداخلتها، أبرزت السيدة السفيرة، أنه بفضل الرؤية الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أضحت المملكة المغرب في مقدمة الدول الرائدة في مجال حماية المناخ والبيئة والتنمية المستدامة والطاقات البديلة والنظيفة، دوليا وقاريا واقليميا.
وأشارت السيدة رجاء ناجي، في هذا الصدد، إلى إشكالية أزمة المناخ في بلدان أفريقياوجنوب البحر الأبيض المتوسط، التي خلقت وتسببت في تحديات جديدة في هذا الجزء من العالم في مجال الأمن الغذائي والاستقرار والامن البيئي جراء الجفاف، والزلازل والفيضانات، والاحتباس الحراري وحرائق الغابات، التي تأتي على الاف الهمتارات سنويا… ومجالات أخرى. بكل ما تحمله هذه الآفات من ضغوط على مستوى التنمية القروية والانتاج الفلاحي والحكامة الحضرية، مما يؤدي إلى تفاقم الهشاشة في جل الدول، ويفاقم عوامل عدم الاستقرار السياسي والأمني المعقدة أصلا والموجودة مسبقاً في المنطقة.

ولم يفت السيدة ناجي التنبيه الى أنه، في وقت تكافح فيه دول افريقيا وجنوب المتوسط من أجل إيجاد الموارد لتمويل احتياجاتها الملحة التي تفرضها ضرورات مسار التنمية الاجتماعية والاقتصادية والامنية،،،، انضافت إليها أعباء جديدة لإيجاد الموارد اللازمة للتخفيف من التداعيات السلبية لظاهرة التغير المناخي وسخونة الجو. علما أن مسؤولية هذه البلدان عن الاحتباس الحراري العالمي تبقى جد ضئيلة، مقارنة الى الدول المصنعة. بما يخل بمبدأ “الملوث يدفع “Polluter Pays.

و أبرزت السيدة رجاء ناجي خلال هذا المؤتمر أن جلالة الملك محمد السادس يحرص منذ وقت مبكر جدًا على جعل حماية المناخ والتنوع البيولوجي من أهم الأولويات الرئيسية في كافة السياسات العمومية المغربية الرامية إلى الانتقال نحو الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة، مما جعل المملكة المغربية تتصدر أوائل الدول التي انضمت مبكرا، بل ومن رائديها الناشطين، إلى الجهود الدولية لمكافحة تغير المناخ.

وفي هذا الصدد، ذكّرت السيدة السفيرة بالإطار القانوني والاستراتيجيات والبرامج الوطنية، وحكامة المناخ المعمول بها في المغرب في هذا المجال، على وجه الخصوص، الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، والسياسة المتقدمة لتنمية الطاقات المتجددة الوطنية وخطط ترشيد الموارد المائية، والنظام الوطني لحصر الغازات الدفيئة (SNI-GES)، وسياسات تطوير الهيدروجين الأخضر والاقتصاد الأزرق والبحث العلمي في مجال تغير المناخ، فضلا عن سياسات التكوين والتوعية والتحسيس بقضايا البيئية.

كما أكدت السيدة ناجي على التزامات المملكة الدولية والإقليمية في هذا المجال، وأشارت، بهذه المناسبة، إلى الانخراط النشيط للمغرب في المبادرات ذات الصلة والأليات القانونية، وتنظيم التظاهرات الكبرى بشأن مكافحة تغير المناخ (COP). ولم يكن صدفة ان تستضيف مراكش مؤتمر الأطراف السابع (2001) ثم مؤتمر الأطراف الثاني والعشرون (2016)…. تحت القيادة الرائدة لجلالة الملك محمد السادس، تعزيز شراكات مغربية أفريقية، تدمج قضايا البيئة والمناخ.

و أبرزت السيدة السفيرة أنه تحت القيادة الرائدة والإرادة القوية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يعمل المغرب على تعزيز الشراكة التي تدمج القضايا البيئية والمناخية وتبادل الخبرات مع البلدان الأفريقية الشقيقة بهدف المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وهو ما يتجلى أيضًا في انخراط المملكة في العديد من المبادرات الأفريقية الرامية إلى تعزيز التعاون الأفريقي في هذا المجال.

وقد ذكرت السيدة رجائي ناجي أيضا، خلال هذه المناسبة، بمطالبات المملكة المغربية منأجل التزام جميع البلدان بالتسريع بعملية التكيف المناخي وتعزيز التمويل لمكافحة ظاهرة التدهور البيئي والاحتباس الحراري، وبالحاجة الملحة للمجتمع الدولي من اجل إظهار المزيد من العدالة والإنصاف في هذا المجال، خاصة توفير الدعم المالي اللازم لمواجهة الآثار والتداعيات المعقدة لأزمة المناخ في البلدان النامية.
إشادة بالدور الروحي لجلالة الملك، بصفته أمير المؤمنين، في تعزيز التنمية المستدامة.

وردا على سؤال حول دور الدبلوماسية الروحية في تعزيز التنمية المستدامة والتحول المناخي، أكدت السفيرة رجاء ناجي أن جلالة الملك، بصفته أمير المؤمنين، حرص دائما في رسائله على استحياء القيم واستيقاظ الضمائر الإنسانية ودمج البعد الأخلاقي والتخليق في سياسات التنمية المستدامة وغيرها من المجالات مثل التماسك الاجتماعي والأسرة والطفولة… مضيفة أن للمؤسسات الدينية دور إيجابي ومهم في هذا الاتجاه.

وجوابا على أسئلة تتعلق بخطة ماتيMattei Plan ، التي سنّتها الحكومة الإيطالية بشأن تطوير التعاون مع افريقيا، ذكرت السفيرة رجاء ناجي في تصريح لها لوكالة الأنباء الإيطالية “أنسا” على هامش
المؤتمر، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس كان أول زعيم عمل على جعل شراكة المملكة المغربية مع القارة الأفريقية قائمة على المساواة ومربحة للجانبين ( رابح رابح) وقام، في هذا الصدد، بالعديد من الزيارات إلى البلدان الأفريقية الشقيقة، بهدف ترسيخ وتطوير هذا النهج من التعاون واعتماد افريقيا على أبنائها لإنجاح تنمية مستدامة منظمجة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى