ظاهرة جمع التبرعات على طريقة “أبو حمزة” تتضاعف بمساجد هولندا

طارق عبلا من أمستردام

انتشر نقاش كبير عبر وسائط التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية بخصوص ظاهرة جمع التبرعات في المساجد و خاصة ببعض الدول الأوروبية حيث تتواجد تمثيليات مهمة للجالية المغربية.

موجة “جمع التبرعات” بالمساجد خلال شهر رمضان تزامنت و انتشار عدد من المقاطع المصورة للمدعو “أبو حمزة” الذي ظهر في عدد منها يعطي الدروس و المواعظ الدينية و كذا يدعو مغاربة العالم للتضامن و جمع التبرعات لبناء مساجد و فضاءات للذكر و العبادة.

هبة بريس، و في الوهلة الأولى تواصلت مع “أبو حمزة” للحصول على موعد تصوير يجيب من خلاله على عدد من الأسئلة التي تروج في ذهن المتابع المغربي لمجريات الأحداث، فكان الموعد في إحدى المساجد بأمستردام حيث كان سيلقي محاضرة دينية بين صلاتي المغرب و العشاء.

و لظروف خاصة، تم تأجيل اللقاء المصور لوقت لاحق، غير أن ما عاينه موفد هبة بريس لبعض المساجد في هولندا جعلنا نطرح أكثر من علامة استفهام بخصوص ظاهرة جمع التبرعات التي انتشرت بشكل ملحوظ في المساجد التي يحج لها مغاربة هولندا لتأدية شعيرة الصلاة.

في أمستردام كما هو الحال في أوتريخت كذلك و بعض المدن الأخرى في هولندا، يتوافد يوميا العشرات من المصلين المغاربة للصلاة جماعة خلف الإمام، و كذا للإنصات لدروس الوعظ و المحاضرات التي تبرمج بين الصلوات خاصة في الفترات المسائية، غير أنهم يفاجؤون في لحظة معينة بطلب “التبرع” لأسباب تختلف من مسجد لآخر و من “طالب” لغيره.

“بغيناكم جزاكم الله خيرا تبرعوا باش نبنيو مسجد في الدوار الفلاني بالقرية الفلانية في المغرب، شكون يفتتح بإسم الله”، بهاته العبارة نطق أحد الأشخاص الذي كان في مهمة إلقاء درس ديني بمسجد في أمستردام قبل أن يغير البوصلة لجمع تبرعات المصلين المغاربة.

صمت جميع من في المسجد لأكثر من دقيقة، قبل أن يبادر شخص اتضح فيما بعد أن له علاقة صداقة قوية مع الشخص” الداعية” الذي دعى للتبرع، فقال: “أنا كنتبرع بطوس و نص هبة من عندي لهاد المسجد”، و ما فهم من كلامه أنه كان يقصد التبرع بألف و خمسمائة يورو، أي ما يقارب مليون ونصف المليون سنتيم مغربية.

بعدها التفت هذا “المتبرع الافتراضي” لباقي المصلين و طالبهم بالمساهمة كذلك، مستدلا بالآية “وتعاونوا على البر و التقوى” و كذلك بالآية:” الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون”.

صمت رهيب عم المسجد، قبل أن يتوجه بالكلام لشخص كان في الصفوف الأخيرة بعبارة: “نتا الواليد ديالك الله يرحمو كان رجلا طيبا و صالحا، و كان ديما كيساهم معانا في التبرعات لي كنرسلو المغرب، و خاصك أولدي تعاون معانا، عطي شي بركة حتا نتا”، هذا الأمر تسبب في إحراج للشاب المعني فبادر للتبرع بحوالي 200 يورو و العرق يتصبب من جبينه قائلا: “سمحو لي راه ماهزيتش معايا الفلوس هادي لي في جيبي دبا”.

هذا المشهد أضحى يتكرر كل ليلة في مساجد امستردام و اوتريخت بالأخص، حيث يعمد عدد من “المشايخ” باختلاف طرقهم على طلب جمع التبرعات من المصلين و لو بإحراجهم مما يدفع بعضهم للتحجج بأنه سيتبرع لاحقا لعدم حمله لحقيبة نقوده معه أو لمغادرة المسجد باكرا.

بعض المصلين المغاربة الذين قابلتهم هبة بريس، و فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم، أكدوا أن الأمر تحول لأشبه ما يكون ب”المزاد العلني”، بل وصل الأمر في بعض المساجد للتصريح بهوية المتبرع و قيمة ما تبرع به جهرا في مكبرات الصوت أمام الملأ مثل الأمر الذي يشتهر لدى العامية في المغرب ب”التبراح” الذي يكون عادة في المناسبات و حفلات الزفاف ببعض القرى.

و أضاف المتحدثون بأن جمع التبرعات تحول لدى بعض الأشخاص لوسيلة للاغتناء، مستغلين كرم مغاربة هولندا و طيبوبتهم و رغبتهم في المساهمة في فعل الخير، مؤكدين بأنهم يتبرعون بمبالغ كبيرة دائما و ما يتغير هو حال بعض “جامعي التبرعات” و ليس الواقع الذي دفعوا من أجله النقود و الشيكات.

*الصورة من الأرشيف

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

  1. ليس فقط باوروبا بل حتى بامريكا الشمالية ،يفصح عن اسم المتبرع لتشجيع الاخرين ليتبرعوا وهناك من البريد ذكر اسمه يعلمهم من قبل .

  2. يقول راه كينين مراكز ديال التعليم الاطفال في المساجد منين غد يجو الفلوس راه الدعم مكاينش من غير تركيا و مع دلك كيجمعو:

    السلام عليك، هدا حال جميع المساجد في العالم يستغلون رمضان لجمع التبرعات خصوصًا في العشر الاواخر وًما العيب في دلك، المساجد تحتاج الى ماءً كهرباء مصاريف منها مكتراة. للعلم فقط جميع الاجناس يقومون بدالك.

  3. هذا ما يسمى النصب والاحتيال باسم الدين. اتقوا الله في هذا الشهر الكريم وكفاكم غنى على ظهور الآخرين.

    3
    1
  4. الحمدوالله علا نعمة الاسلام والمسلمين هدا مايعرف به الموسلمين وبالخصوص جالياتنا بي المهجر

  5. ولكن ما يحسب لهاته المساجد في أوروبا هو توفيرهم لوجبة الفطور و العشاء داخل المسجد حتى يبقى المصلي مركزا على صلواته و تعبده دون التفكير في شيء آخر يشتت خشوعه أو يحول دون حضوره المسجد. أنا شخصيا في هذا الوضع سوف أتبرع بما يمكنني حفاضا على هاته التقاليد الكريمة

  6. هناك من استغل جمع التبرعات للاغتناء وانجاز مشاريع ضخمة من الاموال والذهب المتحصل عليهما ، واشهرهم ابو همزة .

  7. هولندا فيها 470 مسجد منها 60 غير في أمستردام. شكون بناهم وزارة الاوقاف؟
    المساجد كلها تبنات بتبرعات المسلمين والمسلمات من الستينات، و الحمد لله مازال الخير فالمغاربة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى