سكان البيضاء يمنون النفس بأن يظل حال مدينتهم نفسه بعد زيارة الملك
هبة بريس ـ الدار البيضاء
هي الدار البيضاء، المدينة التي ارتدت حلة بهية بمقدم عاهل البلاد و حلوله في أيام مباركة في هاته المدينة التي كانت محتاجة لزيارته ليتحسن حالها و يستفيق مسؤولوها من سباتهم.
الملك الذي آثر أن يخصص حيزا مهما من وقته للتجول وسط ساكنة المدينة دون بروتوكول و لا حراسة مشددة، الأمر الذي أسعد البيضاويين الذين كانوا ينتظرون منذ فترة و على أحر من الجمر قدوم جلالته.
تغير حال الدار البيضاء في الأيام الأخيرة، فأصبح منظر عناصر الأمن في كل شبر من المدينة طاغيا على المشهد العام، ليلا نهار و في كل الأحياء و الشوارع و المدارات بما فيها السوداء.
عاد الزفت لترقيع عشرات الحفر التي أهملها مسؤولو المدينة، و اختفت المظاهر العشوائية التي كانت تميز الأشغال التي انطلقت منذ سنوات و لم تنته لليوم، و بين ليلة و ضحاها تم الالتزام بمعايير السلامة في بعض الأوراش من خلال وضع علامات التشوير و يافطات عملاقة لإخفاء ما خلفها من عيوب.
أصبح السير في “كراج علال” نوعا ما يسيرا، اختفت النفايات من الأزقة و تم تنظيف الحاويات من الروائح النتنة التي كانت تزكم الأنوف و تزينت الرحمة و غيرها بالأعلام و النخيل و الأشجار التي نبتت في غفلة من الساكنة، لدرجة أن سكان البيضاء استفاقوا ذات يوم فوجدوا مدينتهم قد تغيرت في جنح الظلام.
هي أمور إيجابية على كل حال، لدرجة أن كل سكان البيضاء باتوا يمنون النفس بأن يطول مقام الملك في مدينتهم و لما لا يستقر بها لعل حال البيضاء يرقى دوما نحو الأفضل، فهل ستظل العاصمة الاقتصادية كما هي عليه الآن في قادم الأيام أم ستعود حليمة لعادتها القديمة بمجرد مغادرة الموكب الملكي؟