بالصور…الملك العمومي بحي مولاي رشيد في أبشع مظاهره
طارق عبلا_ هبة بريس
رغم الحملات التمشيطية التي عرفتها مدينة الدار البيضاء في الآونة الأخيرة كسائر المدن المغربية، والتي استهدفت محاربة ظاهرة الملك العمومي، لازال حي مولاي رشيد يعيش على وقع الفوضى والاحتلال العمومي في أبشع صوره ضدا على قرارات وزارة الداخلية في تحد صريح وواضح، وكأن السلطات المحلية هناك عجزت عن ذلك أو رفعت الراية البيضاء في مواجهة أبطال هذه الظاهرة.
شوارع وأزقة وأحياء شبه مغلقة، محاصرة ومملوءة عن آخرها، لاسيارة أجرة تستطيع المرور، ولاسيارة اسعاف كذلك…مرضى يئنون تحت وطأة الضجيج والفوضى والروائح الكريهة، ونساء وأطفال كذلك، وباعة وأصحاب المحلات والمقاهي والمطاعم، اتخذوا من الوضعية الاقتصادية والأزمة التي تعرفها البلاد كباقي دول العالم، ذريعة للسطو على الملك العمومي ومحاصرة الشوارع والأزقة وتهديد الأمن الروحي والبيئي للمواطن.
* سلطات محلية رفعت الراية البيضاء
في الوقت التي يقود فيه رجال السلطات المحلية بالعديد من المدن المغربية حملات منسقة وجريئة لاعادة الاعتبار للشوارع والأزقة والساحات العمومية عبر تحريرها من قبضة المحتلين، في هذا الوقت بالذات، ركنت السلطات المحلية بحي مولاي رشيد إلى الوراء، واختارت منطق النأي بالنفس دون تصادم واصطدام مع أبطال هذه الظاهرة، على الرغم من المشاهد التي تبدو أمام أعينهم صباح مساء حيث يجد المواطنون الراجلون والسائقون صعوبة بالغة في تخطي حواجز الخيام والأسواق العشوائية التي نصبت بسرعة البرق وتفرخت أمام أعين السلطات المحلية…فهل الأمر يتعلق بهدنة أم استسلام؟
*احتلال عمومي بطعم التباكي
عندما يتكلم المرء عن الموضوع، أو حتى يفتح علبته السوداء، تخرج أصوات من وراء ستار، تطالب بترك الجمل بما حمل، بدعوى الظروف والمعيشة واكراهات غلاء الاسعار، متناسين في ذات الوقت أن لهيب وشرارة هذه الظاهرة قد تطال أمام منازلهم وبساحاتها، وقد تعيق تحركات أطفالها، وقد تلوث فضاءهم البيئي، لدى وجب التحرك والضرب بيد من حديد، لأن الأمر هنا ليس تحاملا على أي أحد، وليس الغرض منه هو قطع أرزاق هذه الفئة في زمن الأزمة وتداعيات كورونا وغلاء الاسعار والظروف الاقتصادية والاجتماعية للأسر والعائلات، بل هي رسالة قوية للجهات المعنية للعمل على ضمان حرية التنقل للمواطن العادي دون المس بحياته أو ممتلكاته ودون تعكير صفوة مزاجه، ودون تخريب محيطه البيئي ببقايا النفايات والازبال والكلام النابي الصادر من بعض أفواه باعة اختاروا نشر سلعهم وبضاعهم بالشوارع والازقة بعد أن قطعوا الطرقات والممرات أمام حركة السير وتنقل المواطنين والمواطنات..