في ثاني أيام عيد الأضحى.. شوارع الدار البيضاء خاوية على عروشها
هبة بريس ـ الدار البيضاء
هدوء لم يتعود عليه سكان الدار البيضاء ذاك الذي تشهده المدينة في ثاني أيام عيد الأضحى، حيث استفاق السكان على وقع مدينة توقفت الحياة بها فجأة و اختفت فيها عديد المظاهر التي تعود عليها سكانها و زوارها.
و تحولت عدد من أحياء مدينة الدار البيضاء خلال أيام عيد الأضحى إلى مناطق شبه مهجورة، محلات تجارية أغلقت أبوابها، سكون يخيم على أهم المراكز التجارية كدرب عمر و القريعة و كاراج علال و غيرهم، وكالات بنكية مقفلة، إدارات عمومية في عطلة، و حركية سيارات ليست بتلك التي اعتادتها شوارع هاته المدينة المليونية.
هاته إذن أبرز مظاهر العيد في مدينة تعودت ألا تنام، عودة الهدوء نسبيا لشوارعها و أحيائها بعد أن فضل عدد كبير من سكانها استغلال تزامن فترة العيد مع العطلة الصيفية للسفر لمناطق اخرى لقضاء أيام العيد مع أسرهم.
و تحولت مدينة الدار البيضاء خلال أيام العيد إلى مدينة شبه هادئة، فالازدحام الذي كان يطغى على الشوارع والأزقة قل تدريجيا والسيارات التي كانت تثير الصخب بأدخنتها و منبهاتها أضحت قليلة ومعدودة، بعد أن فضل الكثير من السكان الهجرة من المدينة بمعية العمال باتجاه مدن أخرى لقضاء عطلة العيد رفقة ذويهم.
وأصبحت شوارع الدارالبيضاء هادئة وسهلة العبور نسبيا عكس باقي أيام السنة الأخرى، حيث الاكتظاظ وصخب وضجيج السيارات ومنبهاتها، وتحول مدار ساحة دكار وشوارع الروداني والزرقطوني وعبد المومن والحسن الثاني ومولاي سليمان و محمد السادس و محمد الخامس و القدس و الجيش الملكي و غيرهم إلى شوارع شبه مهجورة إلا من سيارات قليلة تعبر شوارع المدينة، لتتنفس الصعداء من الاختناق طول السنة، وهذه فرصة لعشاق الهدوء لمعانقة شوارع الدار البيضاء بدون ضجيج.
و سافر عدد كبير من سكان مدينة الدار البيضاء إلى مدنهم الأصلية لقضاء العيد في جو حميمي مع أسرهم، حيث أن هناك من يعتبر مناسبة عيد الأضحى كما هو الحال أيضا في عيد الفطر مناسبة لإحياء صلة الرحم ولقاء أفراد أسرته الذين يجتمعون في المدينة الأصل قادمين من مدن مختلفة و خاصة الدار البيضاء والرباط، إذ تجد شوارع المدن الصغرى ومحطات وقوف السيارات بها تعج بسيارات مرقمة بالمدينتين الدار البيضاء والرباط.
وإذا كان بعض “البيضاويين” يغادرون المدينة لقضاء العيد وسط أفراد أسرهم، فإن آخرين اختاروا وجهات أخرى كالمدن السياحية الكبرى خاصة أكادير ومراكش و الجديدة أو حتى بعض المدن بأوروبا، إذ يفضلون، حسب أحد أصحاب هذا الاختيار، قضاء أيام العيد في فندق او مكان استجمام مستغلين عطلة العيد للاستراحة من متاعب العمل.