بالصور… قنصلية “برشلونة” تخالف التعليمات وتحدد توقيتها الخاص أمام الجميع
لطالما أكدنا خلال هذا الموقع بالبراهين والحجج أن تمة قنصليات في إسبانيا لا تحترم بثاتا أبسط التعليمات التي تصدر عن وزارة الخارجية ولو بخصوص الدوام الإداري المعتمد لدى جميع المراكز دون إستثناء، فما بالك بالخدمات الإدارية التي لا يعلم مدى مطابقتها للتعليمات سوى الله والمرتفق المغلوب على أمره والقادم من مسافات تفوق أحيانا مئات الكليومترات ليصطدم بواقع آخر لا يقل أهمية عن سابقه.
الصورة التي إلتقطتها عدسة “هبة بريس” من أمام مقر القنصلية العامة ل”برشلونة” لا تدع مجالا للشك والريبة في تهاون بعض المسؤولين سامحهم الله في التطبيق السليم للمذكرات الوزارية واحترام التوقيت الإداري المعمول به لدى زملائهم الآخرين، فكيف يعقل أن تتجرأ هذه القنصلية وحدها على تحديد توقيتها الخاص بها وإلصاقه ببابها الرئيسي حتى يقتنع كل مرتفق بقانونيته ولا يستطيع أن ينبس بكلمة واحدة في هذا الخصوص.
سؤال يجب ان نطرحه على وزارة الخارجية بذاتها قبل طرحه على مسؤول ثبت من خلال إرتسامات و” تبركيكات” الجالية المقيمة بدائرته القنصلية أنه فاشل ولا يفقه في العمل القنصلي سوى ما يعرفه “الحمار في سكين جبير”، لا بل الأنكى من ذلك أنه يعتكف داخل مكتبه طيلة اليوم ( رهبانية ما كتبناها عليهم ) ودون مبرر، متناسيا أن وجوده على رأس هذه المؤسسة يستوجب عليه أن يكون ملما بكل صغيرة وكبيرة، فمن السهل على أي شخص أن يرتدي رابطة عنق أو “بابيون” ويجلس في مكتبه المكيف واضعا رجليه على بعضهما تعظيما واستكبارا، لكن الأصعب أن ينزل إلى الميدان ليرى بأم عينيه مشاكل المواطنين وهمومهم التي لا تنتهي في كل المصالح التابعة لهذه المؤسسة.
إذا أخذنا بعين الإعتبار المعطيات السالفة الذكر والتي إعتمدت في عهد القنصل العام السابق وقارنناها مع القنصل العام الجديد الذي إعتمد نفس طريقة العمل فلن نجد تفسيرا واضحا لهذا التهاون والتراجع الخطير ، ناهيك عن معطى آخر تعلمه وزارة الخارجية أن القنصل الحالي السيد “شريف الشرقاوي” تعززت موارده البشرية ب 11 موظفا أضافيا في شهر شتنبر الماضي ، أي بنسبة إضافية تعادل 35 في المائة من المنظومة الإدارية وما تزال المؤسسة على حالها بل أقل إنتاجا مما كانت عليه، وهذا إن ذل على شيء فلا يذل سوى عن إختلال خطير وسوء في تدبير الموارد البشرية للقنصلية العامة.
إن المعطيات المتاحة في هذا التحقيق نعتبرها بمثابة العين الثالثة التي لا ترى بها الوزارة الوصية على القطاع، وانعكاساتها على مصالح المواطنين تستوجب تدخلا حازما من طرف المسؤولين كل من موقعه بما يضمن إستفاذة أكبر عدد من المرتادين من الخدمات الإدارية وفقا لما تضمنته مذكرات التوقيت والدوام اليومي، وليس العكس المتمثل في إغلاق الأبواب على الساعة الثانية زوالا وقاعات الإنتظار خاوية على عروشها ومواطنون يمنعون من الدخول بدعوى إحترام الملصق الذي يفتقر حتى إلى الطابع الرسمي للقنصلية.
فهل يعلم الوزير أن رعايا صاحب الجلالة يعودون أدراجهم خائبين ساخطين من حيث أتوا بعد الساعة الثانية زوالا ودون وجود مرتفقين في قاعة الإنتظار ؟