المصالح القنصلية المغربية تتكلف بإيواء العالقين في برشلونة و تقتني لهم الحاجيات الضرورية

هبة بريس – الدار البيضاء

في ظرفية عصيبة تتطلب منا جميعا التلاحم و التضامن لتخفيف أثار و تداعيات الأزمة العالمية التي عصفت بعدد من الدول ، قامت المصالح القنصلية المغربية بإسباينا بعمل جبار استحق الإشادة و التنوية بعد أن استجابت لطلبات المغاربة العالقين بعدد من المدن بالجارة الشمالية و تكلفت بإيوائهم و تغذيتهم.

و في هذا الصدد، علمت هبة بريس أنه و فور صدور تعليمات وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج الرامية إلى رعاية مصالح وشؤون المواطنين المغاربة العالقين بالخارج، بادرت المصالح القنصلية ببرشلونة على خلق خلية أزمة للتواصل مع المواطنين عبر الهاتف ومنصات التواصل الاجتماعي.

و في هذا الصدد، فقد تم تسجيل وجمع بيانات أكثر من 300 مواطن مغربي تزامن وجودهم ببرشلونة مع قرار تعليق جميع الرحلات الجوية والبحرية والبرية من وإلى المغرب، عدد منهم لم يكن يتوفر على الموارد المالية الكافية، حيث تكفلت المصالح القنصلية بإيوائهم في الفنادق في الوهلة الأولى.

لكن و بعد القرار الذي اتخذته السلطات الإسبانية و التي دعت لإخلاء الفنادق تماشيا مع حالة الطوارئ الصحية التي أعلنتها السلطات، قامت القنصلية العامة للمملكة ببرشلونة بكراء عدد من الشقق السياحية وسط المدينة، كما جندت فريقا قنصليا أخذ على عاتقه اقتناء المواد الغذائية الضرورية للأسر والأفراد التي تم إيواؤها بهذه الشقق ومد بعضها بالأدوية الضرورية.

هاته المبادرة التي تنم عن روح المواطنة و المسؤولية التضامنية للمؤسسات الممثلة للمملكة المغربية تجاه رعايا صاحب الجلالة ، نالت إشادة واسعة حيث أثنى المواطنون العالقون في برشلون على جهود الطاقم القنصلي الذي يتكون من أعوان قنصليين تحدوا كل المخاطر والصعوبات خصوصا بكاتالونيا التي تعرف ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا و التي بلغت أكثر من 25000 حالة بينما تجاوز الوفيات رقم الثلاثة ألاف.

كما واصلت المصالح القنصلية مجهوداتها للتواصل مع المواطنين المغاربة العالقين الذين أبانوا في كثير من الأحيان عن تفهمهم للوضع القائم وعن التزامهم بالإجراءات الصحية الاحترازية، مما جعل القنصلية المغربية ببرشلونة تثمن عاليا روح التماسك العائلي والأسري الذي ميز الأغلبية الساحقة من المواطنين والذي يحمل دلالات كبرى على قوة التماسك الاجتماعي لدى الجالية المغربية.

وبالموازاة مع التدبير اليومي لقضايا المواطنين المغاربة العالقين والتجاوب المستمر مع تساؤلاتهم والذي مكن في العديد من الأحيان من تجاوز مشاعر القلق الناتجة عن الظروف العائلية و الالتزامات المهنية وهو أمر طبيعي في هذه الظروف الاستثنائية، عملت المصالح القنصلية على مواكبة أسر ضحايا جائحة كورونا، من خلال تنفيذ القرارات التي أصدرتها الوزارة بخصوص التعجيل بدفن المتوفين من المواطنين المغاربة المعوزين وغير المنخرطين في أنظمة التأمين.و

و تأتي هذه الخطوة الإيجابية في ظل استحالة نقل الجثامين إلى المغرب في هذه الظروف الاستثنائية، حيث انخرطت القنصلية بشكل إيجابي لتوفير حلول لمشكلة ندرة المقابر الإسلامية بدائرة نفوذ القنصلية، كما عملت على التنسيق مع السلطات الإسبانية المعنية بالشؤون الدينية للتعاطي الإيجابي مع جميع الطلبات الواردة في هذا الشأن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى