النقابات “تجبر” الموظفين على المساهمة بصندوق مكافحة “كورونا” بأجرة 3 أيام .. ونشطاء: “التبرع بالرضى وليس الاكراه”
لبنى ابروك – هبة بريس
أعلنت المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية، بأن الطبقة العاملة ستساهم لفائدة صندوق مكافحة “كورونا” بأجرة ثلاثة أيام من الأجر الشهري الصافي، تقتطع من المنبع على مدى ثلاثة أشهر.
وكشفت مسودة بلاغ للمركزيات النقابية، (الاتحاد المغربي للشغل، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والفيدرالية الديمقراطية للشغل، والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب)، بأنها تعبر عن انخراط الطبقة العاملة المغربية في القطاع العام والجماعات الترابية، والوظيفة العمومية والمؤسسات والمقاولات العمومية وشركات الدولة، ومساهمتها في هذا المجهود التضامني بأجرة ثلاثة أيام من الأجر الشهري الصافي، تقتطع من المنبع على مدى ثلاثة أشهر.
وأعربت المركزيات النقابية، عن اعتزازها بالمبادرة الملكية بإحداث 10 ملايير درهم لمواجهة آثار وباء كورونا الصحية والاقتصادية والاجتماعية، مشيدة أيضا بالمبادرات السريعة الوقائية والاحترازية للحكومة ومختلف السلطات العمومية، لحفظ صحة المواطنين والحد من انتشار هذا الوباء.
كما أشادت بالمجهود الوطني والتضحية والشجاعة لمختلف مكونات المنظومة الصحية المغربية، من أطباء وممرضين وتقنيين وإسعاف، وانخراطهم في السهر على ضمان كل المستلزمات المادية والبشرية والعلمية للتكفل بالمصابين، وتوفير كل أسباب الوقاية من الوباء، وكذا للقوات العمومية من القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي وقوات الأمن والقوات المساعدة والوقاية المدنية، لتجندها في هذه الظرفية العصيبة.
قرار النقابات لقي رفضا من قبل عدد من الموظفين والعمال، الذين عمموا هاشتاغ على مواقع التواصل الاجتماعي “متقيسش راتبي”، معتبرين أن المركزيات النقابية لم تأخذ برأيهم قبل الإعلان عن هذه الخطوة.
وأكدت الطبقة العاملة بالمغرب، أن الظرفية الحالية “ارتفاع الأسعار وتزايد الطلب على المنتجات” لا تسمح بالاقتطاع من أجورهم، لافتين الى أن عددا منهم في حاجه الى المساعدة بدل الاقتطاع.
وفي هذا الصدد، قال الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، عمر الشرقاوي : “سمحوا لي التبرع لا يكون بالاقتطاع، التبرع احساس بالوطنية التبرع قرار ارادي وتصرف في ما يملكه المتبرع وليس تصرف نقابة فيما لا تملك.
وأضاف الشرقاوي مدونا: ” ما قامت به النقابات في قطاع الصحة له مقصد نبيل لكن بطريقة رعناء.”
هذا ويشار الى أن عددا من الهيئات والمؤسسات والأشخاص أعلنوا مساهمتهم المادية بصندوق مكافحة فيروس “كورونا” بالمغرب، الذي أحدثه عاهل البلاد.
وسيخصص هذا الصندوق، الذي ستوفر له اعتمادات بمبلغ عشرة ملايير درهم، من جهة، للتكفل بالنفقات المتعلقة بتأهيل الآليات والوسائل الصحية، سواء فيما يتعلق بتوفير البنيات التحتية الملائمة أو المعدات والوسائل التي يتعين اقتناؤها بكل استعجال.
وسيتم رصد الجزء الثاني من الاعتمادات المخصصة لهذا الصندوق، لدعم الاقتصاد الوطني، من خلال مجموعة من التدابير التي ستقترحها الحكومة، لاسيما فيما يخص مواكبة القطاعات الأكثر تأثرا بفعل انتشار فيروس كورونا، كالسياحة وكذا في مجال الحفاظ على مناصب الشغل والتخفيف من التداعيات الاجتماعية لهذه الأزمة”.