تجد الدولة يوما بعد يوم نفسها محرجة في ملفات خطيرة تهز الرأي العام وتسبب سخطه العارم، لا ذنب لها فيها إلا بوجود منظومة فاسدة ومتشعبة ومتداخلة تتكون من عدة مسؤولين فاسدين ومرتشين ينتمون لإدارتها في مختلف القطاعات، دورهم الوحيد التغاضي عن تطبيق القانون السليم والتقصير في المراقبة وإفلات المتهم من العقاب وذلك مقابل أظرفة سمينة تقدم عبارة عن رشاوى في أناء الليل أو حتى أطراف النهار لا مانع من ذلك ولعل نتائج الرقم الأخضر الخاصة بالنيابة العامة وما أسقطه من مسؤولين لأكبر دليل على هذا الواقع المرير المعاش.
مناسبة هذا الحديث هو ما عرفه ويعرفه ملف العلامة العقارية الوهمية ”باب دارنا“ والذي يعد لحدود الساعة من أكبر عمليات النصب التي عرفها المغرب، لا من ناحية عدد الضحايا الذي يزيد عن 800 شخص ولا من ناحية المبالغ المالية الضخمة التي تتجاوز ال40 مليار سنتيم، حيث ولولا تدخل الضحايا أنفسهم لإيقاف المتهم الرئيسي وصاحب المشروع الوهمي، محمد الوردي بتاريخ 24 نونبر، بالنواصر باتجاه مطار محمد الخامس لكان اليوم حراً طليقاً في دولة أجنبية يتمتع بأموالهم ويستجمم بها رفقة نجلته والمدير العام للشركة اللذان يجهل مصيرهما لحدود الساعة.
ملف باب دارنا وما عارف من نصب كبير على الضحايا بعث الرعب والفزع في قلوب مواطنين آخرين الذين سارعوا للتحرك والتساؤل والبحث والتقصي عن مصير شققهم التي دفعوا بها مبالغ مالية ولم يتم تسليمها لهم لحدود الساعة ومن بينهم زبناء مشروع :”بساتين بوسكورة“.
حيث كشف زبناء المشروع :”بساتين بوسكورة“ عن تأخير كبير حاصل في تسلمهم لشققهم السكنية بالرغم من أداء بعضهم لجميع المستحقات المالية بينما أدى البعض الأخر نصف المبلغ أو جزء منه، علما أن مجموعة من الأشطر التي اقتنوا بها شققهم السكنية تم اكتمال بناؤها.
وحسب تسجيلات صوتية ورسائل حصلت عليها جريدة ”هبة بريس“ الإلكترونية فإن زبناء مشروع ”بساتين بوسكورة“ انتابهم التوجس والخوف جراء تأخير تسلم شققهم السكنية ومللهم من تقديم الوعود الكاذبة من طرف المسؤولين التجاريين للمشروع، حيث يعمدون في كل وقت إلى تقديم تاريخ محدد للتسليم غير أنه وفي كل موعد للتاريخ المقدم يقدم تاريخ آخر وهكذا دواليك …
هذا ويضيف مضمون الرسائل الصوتية التي حصلت عليها الجريدة من داخل مجموعة للواتساب خاصة بالزبناء، أنهم أصبحوا على يقين أنهم ضحايا جدد بعد كل هذا التماطل الحاصل، الأمر الذي دفعهم إلى إطلاق دعوات لتحديد مخطط نضالي حدد في يوم الأحد المقبل، وذلك بهدف معرفة مصيرهم المجهول خصوصًا وأن بعضهم يقطنون بمنازل للكراء فيما البعض يقطن رفقة عائلته نظرا لوضعهم المالي المزري بعد تقديم مبالغهم المالية كاملة في شقق ظنوا أن تاريخ تسليمها محدد ناهيك عن لجوء البعض الآخر لقروض عقارية لأجل هذا الغرض.
جريدة ”هبة بريس“ الإلكترونية والتزامنا منها باحترام أخلاقيات مهنة صاحبة الجلالة وتشبعها بمبدأ الرأي والرأي الآخر وتنويرا لزبناء ”بساتين بوسكورة“ اتصلت بالمسؤولة عن المشروع ”أسية البزيوي” التي رن هاتفها يوم أمس دون إجابة إلى أن أعادت الاتصال بعد وقت قصير على ذات الرقم وفور تقديم نفسنا وطرح السؤال حول أسباب تأخير تسليم الشقق للزبناء، حتى أجابت بنرفزة غريبة وبلغة فرنسية مفادها “أنها في اجتماع خاص ولا يمكنها أن تجيب عن الموضوع في الهاتف ويمكننا الحصول على المعلومة بطريقة مباشرة، لتنتهي المكالمة دون تقديم أي إجابة رسمية من طرفها للزبناء الذين أصبحوا في حيرة من أمرهم خصوصا وأن جزء كبير منهم من الجالية المغربية المقيمة بالخارج الذين حلموا باقتناء شقق لهم يلجؤون إليها في عطلة الصيف رفقة أبنائهم، شأنهم شأن ضحايا باب دارنا، الفرق الوحيد بين الاثنين أن الأخيرة لم يبنى شيئ والأولى بنيت عدة أشطر لا يعلم متى ولمن ستمنح هاته الشقق هل لأصحابها أم لغير أصحابها ….فأين الدولة إذن ؟