قنصلية برشلونة: تناقض صارخ لخطابات الملك محمد السادس + صور
يسير الإيحيائي _ هبة بريس من برشلونة
هناك في تقاطع شارعي (لا ديبوطاسيو _ روكافورط) يتواجد المدخل الرئيسي للقنصلية العامة ببرشلونة،وهناك ترسم أبشع صور التناقض بين الموقع الراقي للمؤسسة الديبلوماسية وحالها الذي لا يمكن وصفه إلا بالكارثي سواء تعلق الأمر بمنظرها الخارجي أو الفوضى والإكتظاظ اللذان يطبعانها من حيث جودة الخدمات المقدمة لمرتفقيها من المغاربة.
“هبة بريس” وفي إطار تغطياتها المتواصلة للقنصليات المغربية بالخارج حطت الرحال صباح اليوم بقنصلية المملكة المغربية بالعاصمة “الكتالانية” ونقلت صورة قاتمة للواقع المزري والمسكوت عنه قرابة خمس سنوات من إنتهاء حملة” أسبوع الغضب” التي أشعل فتيلها أبناء الجالية المغربية المقيمة ببرشلونة وضواحيها،حيث تدخلت وزارة الخارجية والتعاون الدولي لحفظ ماء الوجه وإعطاء تعليماتها للبحث عن بناية أخرى تناسب مكانة بلدنا ضمن المنظومة الدولية مع تغييرات طفيفة في طريقة معاملة أبناء الجالية وذلك بسياسة” جبد الأذنين” للقائمين على تسيير شؤون القنصلية ولو في الخفاء.
لكن مع مرور الأيام تبين للعيان أن تلك السياسة لم تجدي نفعا وأن “حليمة عادت لعادتها القديمة” في إعطاء نفس الصورة النمطية التي عهدها المغاربة في القنصلية المعنية،إذ صار الإكتظاظ وطوابير الإنتظار أهم سمة تطغى على المشهد القنصلي ببرشلونة وهذا ما وثقته عدسة الموقع بالصور من داخل فضاء قسم الجوازات، فقد يكون من المبرر _ حسب ما صرح به أحد المسؤولين الذين سنتحفظ عن ذكر إسمه _ أن يكون سبب هذا الإزدحام الشديد راجع بالأساس إلى إحتفالات ما يسمى “سيمانا سانطا” حيث يحج المغاربة بالمئات لقضاء مآربهم الإدارية إستعدادا لعطلة الصيف التي ستبدأ بعد حوالي شهرين من الآن، لكن ما نجده غير منطقي هو المظهر الخارجي للبناية التي تشعر الزائر بالغثيان وهو يرى بأم عينيه الأسوار المتسخة بجانب الباب الرئيسي للمؤسسة إضافة إلى الحشائش التي تقاذفتها الرياح لتجد مكانها داخل بهو القنصلية في غياب عاملات النظافة اللائي من شأنهن تنظيف المكان بين الفينة والأخرى للحفاظ على سمعة المؤسسة والحيلولة دون وصول الحشائش إلى مكتب السيد القنصل العام الحالي وسفير المستقبل للمملكة لدى دولة الأرجنتين.
إضافة إلى كل هذا يثير إنتباهك وأنت تقف أمام مقر القنصلية العامة للمملكة ببرشلونة رسومات غريبة على سترات النوافذ الخارجية حتى يخيل إليك أنك داخل إحدى محطات القطار النائية حيث لا طير يطير ولا بشر يسير، فما بالك بها وهي في مؤسسة ديبلوماسية يرفرف فوقها عالمنا الوطني ويدخلها كل الموظفين صباحا بما فيهم السيد السفير المستقبلي ويغادرونها مساء عند إنتهاء توقيتهم الإداري
إذن هي قنصلية تناقض خطابات جلالة الملك وتضرب عرض الحائط ما تحقق من إنجازات ، واعتبارها من أسوء القنصليات في إسبانيا ليست مزايدات ولا تحامل بل حقيقة مرة تجاوزت المثل المغربي القائل ” المزوق من برا آش خبارك من داخل” فهي جمعت كل الأوصاف وعبرت من خارجها على ما يجري داخلها.