يحدث في المغرب.. 40 يوما لإنشاء نفق الرباط و أشهر لإصلاحات صغيرة بنفق بالبيضاء!!
هبة بريس ـ الدار البيضاء
مغرب المتناقضات، بين الرباط و الدار البيضاء حوالي 80 كيلومترا فقط من المسافة و أقل من 45 دقيقة عبر السيارة أو القطار، لكن المسافة الحقيقية بينهما لربما بسنوات ضوئية، في كل شيء على ما يبدو.
واقع المدينتين يتحدث عن نفسه، فبين عاصمة الإدارات و عاصمة المال و الأعمال فوارق يلزمنا صفحات و صفحات لندون جزءا منها، لكننا سنكتفي بحدث بسيط للتأكيد على أن الرباط تعلو و لا يعلا عليها و أن البيضاء ستظل كما هي في انتظار غضبة الملك الذي حل هاته الأيام في العاصمة الاقتصادية.
سنعود قليلا للوراء، لنتذكر جميعا الحدث الذي جعلنا كمغاربة نفتخر بهذا الوطن و أبنائه، حدث إنشاء نفق لحركة السير في قلب العاصمة الرباط في مدة لم تتعدى الأربعين يوما، بأيادي مغربية و مقاولات مغربية، و في زمن قياسي صفق له الجميع.
الغريب في الأمر، أن الدار البيضاء، المدينة التي تشهد كثافة في حركة السير تضاعف قرينتها بالرباط بحوالي مائة مرة، استغرقت فيها أشغال إصلاح بعض جوانب نفق الزرقطوني أكثر من ثمانية أشهر و مازالت الأشغال ليومنا هذا دون أن تنتهي.
مجرد روتوشات بنفق الزرقطوني بالدار البيضاء يفترض أن لا تتطلب سوى أسبوع على أقصى تقدير إذا حضرت الإرادة و الجدية و روح المسؤولية، فإذا بها تنطلق في فاتح شتنبر 2022 و ما تزال لحدود يومنا هذا، علما أن الأمر كما قلنا لا يتعلق ببناء نفق بل فقط أشغال بسيطة جدا، الأمر الذي يتسبب يوميا في اختناق مروري كبير يصعب حتى مأمورية عناصر الأمن في تدبير حركة السير التي تكاد تتوقف بالمكان في فترات الذروة.
بين الرباط و البيضاء، تظهر الكثير من الملاحظات، فمتى ينعم القدر على عاصمة المملكة الاقتصادية بمثل ما تتوفر عليه الرباط و في مقدمتهم المسؤولين الذين يدبرون المدينة و يراقبون سير الأشغال و تقدمها…