التدجين العسكري والسياسي وراء تراجع مستوى المنتخب الجزائري

هزيمة رجت الجزائر و زعزت أركان “الاستقرار” الوهمي الذي كانت كابرانات العسكر بالجارة الشرقية تتغنى به بعد أن حول قصر المرادية كرة القدم من وسيلة للترفيه لوسيلة لإلهاء الشعب الغارق حد الثمالة في الفقر و الجوع و البطالة و المشاكل الاجتماعية الخانقة.

هزيمة وفاق “الرايس” أمس أمام منتخب وصفته صحف الجارة الشرقية قبل اللقاء بالصغير و الضعيف و الذي ستسحقه كتيبة بلماضي، حولت الجزائر من شمالها لجنوبها و من شرقها لغربها لأشبه ما يكون بالجنازة الكبرى بعد أن تحولت الثقة الزائدة لهزيمة مذلة.

و تحولت مواقع التواصل الاجتماعي بالجارة “المنكوبة” مساء أمس و طيلة ساعات اليوم لمسرح مفتوح جلدت من خلاله الجماهير الغاضبة كل مسؤولي البلاد بداية من “سعادة الرايس +18” وصولا لرفاق “الرايس الحارس” الذي أفقدته تسديدة ايتسيبان فرنانديز اوبيانغ عذرية الشباك و أنهت الأسطورة التي ظلت صحف العسكر المحكومة تتبجح بها بخصوص سلسلة الانتصارات التي أوقفت عدادها غينيا الاستوائية.

ليلة سوداء عاشتها الجزائر بسبب كرة مستديرة حولها حكام النظام العسكري الحاكم بالجارة الغنية من حيث الثروات الفقيرة من حيث الإبداعات لوسيلة يتحكمون فيها بالشعب المقهور و يلهونه عن مشاكله الخانقة، و الدليل خرجات “الرايس +18” في كل مناسبة و بدونها للتغني بإنجازات الخضر، و كذا قائد أركان الجيش المدعو شنقريحة، و هو من بقايا و مخلفات الماضي البئيس الذي حول الجزائر لضيعة يزداد الغني فيها غنى و يصير الفقير أفقر و أفقر.

لاعبو المنتخب الجزائري وجدوا أنفسهم في مهمات أخرى غير لعبة كرة القدم، حيث تسند إليهم بطريقة غير مباشرة مهمات خاصة ليست من اختصاص اللاعبين و لا الطاقم التقني، هاته المهمة التي كان النظام العسكري المستبد يحكم بها قبضته الوهمية المصطنعة و المزيفة على الشعب الثائر الذي خرج في الحراك للمطالبة بالإصلاح و قبله التغيير، قبل أن تتغير الأسماء و الوجوه و يظل واقع الحال ذاته و لربما أسود من السواد الذي كان عليه.

سقف طموحات الجماهير بالجارة الشرقية و ردة فعل الإعلام و رسائل وبيانات العسكر والسياسيين في مبارة التعادل الأولى ضد سيراليون المغمور، الذي انتصر عليه رفاق فخر الدكة في ملعب الاتحاد بمانشستر قبل أن يلعبوا اللقاء، هي ممارسة لضغط كبير غير مدروسة العواقب على مدرب برتبة وزير السعادة.

ما تناقلته عدسات القنوات الناقلة لبطولة إفريقيا و النرفزة غير المفهومة لبلماضي و فقدانه لتركيزه و هدوئه لأتفه الأسباب، ساهم في ممارسة ضغوطات إضافية على اللاعبين الذين فقدوا الثقة في النفس و قد يخرجون من دورة لم يدخلوها كلاعبين بل يعتقد الكثير أنهم حقيقة محاربون راحوا ليحرروا الجزائر من شيء ما.

و ما يدل على الضغط الذي مارسته “كتيبة الرايس +18” على كتيبة “الرايس الحارس” هو بحث اللاعبين في كل مناسبة على رفع علم فلسطين، اعتقادا منهم أنهم يوجهون رسائل مشفرة للمغرب، الأخير الذي هرب عليهم بسنوات ضوئية في شتى المجالات، و لربما حتى فلسطين ذاتها بعد الإعمار في طريقها لتصير أفضل من بلد الغاز الذي يحكمه الجهل و الخرافة، كيف لا و نحن شاهدنا بالأمس أحدهم يدعي أنه راق شرعي و يتحجج كما تحجج المعلق “مول الكالة” بكون الخسارة لها علاقة بالسحر و الشعوذة، و أن بإمكانه حل العقدة التي عجزت أقدام لاعبي منتخب بلاده عن حلها بخرافاته التي أكل عليها الدهر و شرب.

باختصار، إنها مجرد لعبة كرة قدم وليست حرب، اللاعبون بشر مثل كل الناس لهم أحاسیس و عواطف ويحتاجون إلى من يطمئنهم بأنها لعبة فقط، و بأنهم حطوا الرحال بالكاميرون ليس كجنود يدافعون عن حوزة الوطن من وهم لا يوجد سوى في قواميس حكامهم، دعوا اللاعبين يبدعون و يمتعون و يستمتعون بدون ضغوطات و بدون حشو و لا تجييش، آنذاك سنكون نحن السباقين لخط تدوينة بعنوان “مليون و نصف المليون مبروك يا سعادة الرايس +18″…

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى