خبير اقتصادي: “المغرب فضل الحياة على الاقتصاد .. ونتوقع اقتراض 250مليون دولار اضافية”

لبنى أبروك – هبة بريس

أكد الخبير في الاقتصاد الاجتماعي، عبد العزيز الرماني، على أن العالم يعيش مرحلة استثنائية حاليا، بسبب عدم استعداده بالشكل المطلوب لمواجهة هذه الجائحة، مشيرا الى أن عددا من الدول الكبرى اقتصاديا وحضاريا وتكنولوجيا استهانت بقدرة الفيروس ولم تتوقع أن تهزم امامه في ظرف وجيز.

وقال الرماني، في حوار مع هبة بريس، أن “الصين التي خاضت الحرب الاولى على الفيروس ببنيتها التكنولوجية ونوعية نظامها ومنظومتها سهلت عليها السيطرة على الوضع في ظرف شهرين والشروع في استيعاب التداعيات، رغم أنها لم تخرج سليمة أوسالمة من الحرب بل خرجت مرهقة، بصندوق احتياطي بقيمة 3 ترليون دولار، هذا المبلغ الذي لا يتناسب ومكانتها الاقتصادية في العالم”.

وأكد الخبير في الاقتصاد الاجتماعي، على أن الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الامريكية، وقعوا ضحية الاستغفال والاستصغار،فتمكن منهم الفيرةس بحكم سرعة انتشاره مقابل عدم وجود منظومة استباقية لمواجهته علميا، مشيرا الى أن الازمة الحالية يصعب توقع سيناريوهاتها عكس الأزمات والأوبئة السابقة، رغم أنها صادفت عصرا يتميز بتطور تكنولوجي واعلامي مهم.

وبخصوص التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للجائحة على المغرب، أوضح الرماني، أن البلد يعاني اليوم من أزمة حقيقية، بسبب توقف الاقتصاد العالمي “السكتة القلبية”، هذا التوقف الكلي، يقول الخبير، الذي لم يسبق أن وقع حتى في زمن الحروب، كما أن عددا من الدول أصبح تتحرك بمنطق “أنا ومن بعدي الطوفان”، الى جانب توقف أهم القطاعات المدرة للعملة الصعبة “السياحة ، الاستثمارات الاجنبية، الصادرات، الجالية”.

وأبرز الرماني، أن المغرب نهج سياسة اجتماعية واقتصادية استباقية مع ظهور الفيروس، بحيث تحركت الحكومة وصادقت على مرسوم لحماية العملة الصعبة ولتوسيع حجم الاقتراض، على اعتبار أن العملة الصعبة مرتبطة بسيادة الوطن والبلاد، كما أن مصادرها توقفت باستثناء صادرات الفوسفاط.

وأضاف ذات المتحدث، أن المغرب التجأ الى استخدام خط الوقاية والسيولة وسحب 3 ملايير دولار من صندوق النقذ الدولي، لأنه يحتاط من سيناريوهات اقتصادية قد تكون سيئة، ويتوقع خصاصا في العملة الصعبة “احتياطي غير كاف”، لذا، فلا نستبعد أن يلتجأ أيضا الى اقتراض 250 مليون دولار في احتياطي الكوارث التابع للأمم المتحدة. يؤكد الرماني

وأشار الخبير في الاقتصاد الاجتماعي، الى أن نسبة فائدة هذه القروض سيتم تسديدها طيلة السنوات القادمة، وستتأثر الأجيال القادمة اقتصاديا منها، على اعتبار أن “الدين اذا كان من أجل الاستثمار فهو جيد، أما اذا كان من أجل الاستهلاك فهو سيء”، مشددا على أن المملكة واجهت الجائحة بمنطق “تفضيل الحياة على الاقتصاد” ووثقت في قدراتها ومواردها البشرية واتخذت قرارات حكيمة للخروج من الازمه بسلام.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. فضل الجياة على الاقتصاد ؟ هل تمزح ؟
    و عندما سينهار الاقتصاد هل ستبقى حياة ؟ طبقا باستثناء المترفين.
    الذي نراه أمامنا هو أن المغرب ماض بخطى ثابتة نحو الديكتاتورية المطلقة و البولسة المطلقة. هذا ما نراه حقيقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى