ترتيبات “بوليسية” تعيد بقوة شغب الملاعب إلى مباريات كرة القدم بالجديدة + فيديو

أحمد مصباح – الجديدة

أبدى المكتب المديري لفريق الدفاع الحسني الجديدي لكرة القدم، في بلاغ رسمي أصدره عقب المباراة التي جمعت فريق فارس دكالة بفريق الرجاء البيضاوي، الأربعاء 30 يناير 2019، على أرضية الملعب البلدي بالجديدة، (أبدى) تأسفه للصحافيين، وبعض الجماهير الجديدية التي منعت من الولوج الى الملعب، رغم توفرها على تذاكر المباراة، وذلك بعد إقفال الأبواب بقرار انفرادي لرجال الأمن، دون علم المكتب المديري للفريق. وأضاف البلاغ أن المكتب المديري سيسعى لتدارك الأمر مستقبلا للحد من مثل هاته الإنفلاتات .

وبالمناسبة، فقد عقب مباراة الدفاع–الرجاء التي انتهت لصالح الفريق الزائر، بأربعة أهداف مقابل هدفين، انفلات أمني وأعمال شغب وفوضى، حولت محيط ملعب العبدي وجنباته، ومدارة فرنسا المؤدية إلى الدارالبيضاء ومراكش، وشارع محمد الخامس، وشارع النخيل، وشارع المسيرة، إلى ساحة مواجهات عنيفة بين مشجعي الفريق، ودوريات الشرطة الراكبة والراجلة.
وأسفرت هجومات المشجعين الغاضبين، بالحجارة والقنينات الفارغة، عن إصابة أفراد من القوة العمومية، وتهشيم النوفذ والواقيات الزجاجية للعربات، وإلحاق أضرار مادية بالممتلكات، وعرضت سلامة المواطنين للخطر. حيث استقبل المستشفى الإقليمي بالجديدة مصابين بجروح جسمانية متفاوتة الخطورة، ضمنهم 4 عناصر من الشرطة، تلقوا الإسعافات والعلاجات الطبية داخل قسم المستعجلات. وقد تسببت أعمال البلطجة في عرقلة حركات السير والمرور، وتعريض السلامة الطرقية للخطر. ما حدا بعناصر شرطة المرور إلى تغيير مسارات العربات ومستعملي الطريق.
هذا، فإن أعمال الشغب (actes de vandalisme)، التي عقبت المباراة، والتي خلفت حالة رعب، وأثارت استياءا لدى الساكنة والمواطنين، لم تكن وليدة الصدفة أو جاءت من فراغ. فقد كان للتدابير والترتيبات الشرطية و”البروتوكول الأمني”، النصيب الأكبر في اندلاعها، واتساع رقعتها إلى الشارع العام. ففي حدود الساعة الخامسة والنصف من مساء الأربعاء الماضي، وقبل أن تعلن صفارة الحكم انطلاقة المباراة على الساعة السادسة مساءا، قام أفراد الشرطة، حسب الشهادات التي استقتها الجريدة، بمنع رجال الصحافة والإعلام، ومحبي فريق فارس دكالة، رغم توفرهم على التذاكر، من الدخول إلى ملعب العبدي، بعد أن عمدوا، بسبب الهاجس الأمني، إلى إغلاق الأبواب المخصصة لكل منهم، رغم أن مقاعد المدرجات ظلت “فارغة”، طيلة عمر المباراة. وهذا ما أكده البلاغ الرسمي الذي أصدره المكتب المديري لفريق الدفاع الحسني الجديدي لكرة القدم، والذي حمل مسؤولية إغلاق الأبواب ومنع الصحافة والجمهور، إلى رجال الأمن، وإلى القرار الانفرادي الذي اتخذوه دون علم المكتب المديري للفريق.
ولاستجلاء حقيقة الأمر والظروف زالملابسات التي ولدت العنف في الشارع العام، حد الانفلات الأمني، وخروج الوضع عن السيطرة، وأعادت بقوة إلى الواجهة شغب الملاعب بالجديدة، كان للجريدة اتصال بمسؤول من المكتب المديري فضل عدم الكشف عن هويته، حيث استعرض في سرد مفصل ودقيق للأحداث التي يؤسف لها حقا، الأخطاء والثغرات التي شابت التدابير والترتيبات الأمنية القبلية والبعدية، التي عرفتها المباراة التي جمعت، “الأربعاء الأسود”، فريقا الدفاع والرجاء.

استنزاف لقوى وطاقات القوة العمومية:

إن القوات العمومية، سيما أفراد الأمن الوطني من مختلف الهيئات والرتب، والذين تم تعزيزهم من وحدات شرطية من داخل وخارج المصالح التابعة للأمن الإقليمي للجديدة، وكان ملقى على عاتقهم “البروتوكول الأمني”، والحفاظ على الأمن والنظام العام داخل وخارج ملعب العبدي، وفي جنباته ومحيطه، كانت منهكة القوى والطاقات، على إثر استفارها، في إطار التدابير والترتيبات الأمنية المتخذة، على الساعة الثامنة من صباح يوم المباراة، الأربعاء 30 يناير 2019، علما أن المباراة لم تنطلق إلا على الساعة السادسة مساءا، واستمرت تدخلاتهم المرهقة، في ظروف صعبة، إلى ما بعد منتصف الليل (أزيد من 16 ساعة عمل متواصل على قدم وساق). كما أنهم كانوا منهكين، بعد أن كانوا أمنوا “البروتوكول الأمني” ذاته، خلال مباراة كرة القدم التي جمعت، الأحد 27 يناير 2019، على أرضية ملعب العبدي بالجديدة، فريق الوداد البيضاوي وفريق الكوكب المراكشي.
كما أن أفراد المصالح الأمنية التابعة للأمن الإقليمي للجديدة، أنفسهم من تقرر تعبئتهم للمرة الثالثة، في ظرف أسبوع، بغية تأمين المباراة التي ستجمع، غدا الأحد 3 فبراير 2019، فريق الدفاع الحسني الجديدي وفريق الجيش الملكي، على أرضية ملعب العبدي بعاصمة دكالة. حيث تقرر أن تنطلق التدابير والترتيبات الأمنية القبلية، على الساعة الثامنة صباحا.
وقد طرح توقيت إجراء المباراة (le timing)، التي اختارت لها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الساعة السادسة من مساء الأربعاء الماضي، والتي انتهت بعد أن أرخى الظلام ظلاله، إشكالية تدبير المباراة أمنيا وتنظيميا.
هذا، فإن من الصعب تعبئة أفراد الشرطة قبل انطلاقة المباراة ب10 ساعات، في ساعة مبكرة، الثامنة صباحا، في الوقت الذي مازال الظلام يلقي بظلاله، ويخيم على سماء المدينة، إلى حدود حوالي الثامنة والنصف، موعد إطفاء الإنارة العمومية في الشارع العام، في وقت يكون فيه، من باب الطرائف، اللصوص يخلدون للنوم، حسب ما حاول مسؤول رفيع المستوى تقديمه من تبريرات، للدفاع عن “الأمن الطاقي” للمغاربة، الذي اعتمدته حكومة العثماني، بتثبيت ساعة في التوقيت الرسمي في المغرب (غرينتش + 1). كما أن الطقس خلال هذه الأيام (اليالي التي تدوم 40 يوما)، قاسي جدا، بسبب البرد الشديد (الجريحة). ف10 ساعات عمل متواصل، قبل انطلاقة المباراة، و105 دقيقة، التي هي عمر المباراة، علاوة على أزيد من 4 ساعات في التدخل في الشارع العم، من بعد عمر المباراة، لاستتباب الأمن والنظام العام.. هي حقا ترهق وتستنزف قوى وطاقات رجال الأمن، سيما أن من بينهم من تقدم بهم السن، ويعانون من أراض مزمنة.
وقد ارتأى المسؤول الكروي أنه كان من الأنجع أن تنطلق التدابير والترتيبات الامنية المصاحبة للمباراة، في حدود الساعة الثانية أو الثالثة زوالا، عوض الثامنة صباحا.
ومن جهة أخرى، فإن أفراد الشرطة لا يتقاضون، إلى جانب أفراد القوات المساعدة وعناصر الوقاية المدنية، تعويضا عن تأمين مباريات كرة القدم بالجديدة، رغم الخدمات والتضحيات التي يقدمونها، خارج أوقات العمل، وأيام العطل. إذ يتعين صرف تعويض “معقول” و”مقنن” عن هذه الخدمة التي يجب أن تكون فعلا “مأجورة” (servicc payé)، بمعتى الكلمة، وذلك حسب الرتب والهيئات التي ينتسبون إليها، وخاصة أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تخصص اعتمادات مالية مهمة لمباريات كرة القدم، وللحكام (..).

قرار أمني بمنع الدخول إلى الملعب:
تفاجأ مشجعو فريق فارس دكالة، ورجال الصحافة والإعلام، بمنعهم من الدخلول إلى ملعب العبدي، بعد إغلاق الأبواب في وجههم، في حدود الساعة الخامسة والنصف مساءا، ب30 دقيقة قبل انطلاقة المباراة، رغم أن مقاعد المدرجات ظلت “فارغة”، وذلك بقرار أمني، وصفه البلاغ الرسمي الذي أصدره المكتب المديري لفريق الدفاع الحسني الجديدي، ب”الانفرادي”، اتخذه رجال الأمن دون علم المتكب المديري. حيث تجمهر المشجعون “المحرومون” والغاضبون، إلى غاية نهاية المباراة التي انتهت بهزيمة فريقهم بأربعة أهداف لهدفين، في جنبات ومحيط ملعب العبدي، وفي مدارة فرسا، وعلى مقربة من معهد التكنولوجيا بشارع المسيرة.
وهكذا، فإن “الفعل”، فعل المنع من الدخول الذي تم اتخاذه يقرار انفرادي من رجال الأمن، ولد “ردة فعل” جمهور محبي ومشجعي الدفاع، الذين تم حرمانهم من متابعة المباراة، ومساندة فريقهم، فارس دكالة.
هذا، فإن ملعب العبدي الذي تصل طاقته الاستيعابية حد 10000 مقعد، قد ظلت بعض مقاعده في المدرجات “فارغة”، طيلة عمر المباراة، وهذا ما ظهر جليا في أطوار المباراة التي بثتها بالمباشر قناتا التلفزة “الرياضية” و”بيين سبور”. وهذا ما يمكن الوقوف أيضا، لكل غاية مفيدة ولكل من يهمه الأمر، بالرجوع إلى التسجيلات المخزنة في ذاكرات كاميرات المراقبة، المثبتة داخل وخارج ملعب العبدي، والتي تستعين بها السلطات عند وقوع أحداث شغب الملاعب، لتحديد هويات المتورطين.
فالمكتب المديري لفريق الدفاع باع، ويشهادة المسؤول الكروي الذي كان يتحدث للجريدة، فقط 5400 تذكرة دخول من أصل 8000 تذكرة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه المباراة أمنها ألفا (2000) رجل أمن، ناهيك عن أفراد القوات المساعدة، حسب ما أوردته جريدة “الأحداث المغربية”.. أي أن شرطيا واحدا لكل 3 متفرجين، إذا ما احتسبنا أن 7000 متفرجا تابعوا المقابلة من داخل الملعب. وقد كان المسؤول الأمني يتباهى في الأيام التي سبقت إجراء المقابلة، بهذه التعطية الأمنية “الاستثنائية”، والتي لم تعرفها حتى كبريات الملاعب في المغرب، والتي احتضنت مقابلات جمعت الفرق الكبيرة وعمالقة كرة القدم.
إلى ذلك، فقد تعرضت السيارات التي كانت تركن غير بعيد من ملعب العبدي، في المرآب بالجوار، الكائن قبالة ثكنة مجموعة التدخل السريع 24/GIR24، (تعرضت) للسرقات وتهشيم زجاج نوافذها وواقياتها الأمامية والخلفية.
سابقة في المنع من الدخول إلى الملعب:
منع الجمهور الجديدي من الدخول، “الأربعاء الأسود”، إلى الملعب، لم تكن المرة الأولى. فقد منع الأمن فئات عريضة من جمهور مشجعي فريق الدفاع الحسني الجديدي، من الدخول إلى مدرجات ملعب العبدي، حيث جرت، الأربعاء 2 نونبر 2017، مباراة نصف نهائي كأس العرش، التي جمعت فريق فارس دكالة وفريق نهضة بركان، رغم توفرهم على التذاكر، ورغم أن مدرجات الملعب كانت “فارغة”. ما أثار موجة احتجاجات الجمهور الغاضب. وقد ملأت التدوينات “الساخطة” صفحات الفايسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي. وقد حمل وقتها الأستاذ عبد الغفور شوراق، المحامي لدى المكتب المديري لفريق الدفاع الحسني الجديدي، في خرجة إعلامية بال”فيديو”، الأمن مسؤولية منع مشجعي فريق الدفاع الحسني من الدخول إلى الملعب، بدعوى تفادي الاختلاط مع جمهور نهضة بركان، والذي لم يتعد 25 مشجعا. وصرح الأستاذ شوراق أن الأمن خصص لمشجعي الفريق الزائر جناحا طاقته الاستيعابية تزيد عن 3000 مقعد، حسب ما اورده منبر إعلامي.
وقد “أجمعت جل الصفحات الفيسبوكية الرياضية أن البلاغ الذي أصدرته المديرية العامة للأمن الوطني، كان مخالفا للحقيقة”، حسب المنبر الإعلامي الذي أورد الخبر، والذي أضاف أن البلاغ جاء بناءا على تقارير أمنية توصلت بها المديرية العامة من الجديدة.
اختراق للطوق الأمني واستفزاز للمشجعين:
لقد انضاف منع محبي فريق فارس دكالة من الولوج إلى الملعب، لتشجيع فريقهم المفضل؛ والهزيمة القاسية التي مني بها الفريق على أرضية ملعبه وأمام جمهوره، إلى غياب الرؤية الأمنية. ما أفضى إلى الاشتباكات التي كان محيط وجنبات الملعب، والشوارع المحاذية له، مسرحا لها.
غياب الرؤية الأمنية.. كيف ذلك؟
لقد ضرب رجال الأمن طوقا أمنيا حول ملعب العبدي. وقد عرفت زنقة بغداد على امتداد طولها، انتشارا مكثفا للشرطة بالزي الرسمي، التي منعت العبور منه على العربات والدراجات النارية والهوائية، وحتى على الراجلين، بعد وضع حواجز حديدية، وركن سيارات النجدة، والدراجات النارية التابعة لفرقة المرور. لكن بعض مشجعي فريق الرجاء البيضاوي تمكنوا، في ظروف مثيرة، من تجاوز الطوق الأمني القائم في زنقة بغداد، والولوج عبر ممر قبالة مصحة “النخيل” الخاصة، إلى مركز الاستقبال بالجوا، وإلى بناية المسبح البلدي المغطى، حيث شرعوا في الرشق بالحجارة من الخلف، واستهدفوا مشجعي فريق فارس دكالة، الذين كانوا جالسين وقتها في المدرجات المخصصة لهم. وهذا ما هو موثق له بالصوت والصورة في تسجيل حي (فيديو)، حصلت عليه الجريدة، وتضعه رهن إشارة المشككين، وكل من يعنيهم الأمر. فكيف حصل إذن هذا الاختراق المثير للطوق الأمني..؟
لقد كان اعتداء الجمهور البيضاوي بالحجارة على الجمهور وال”ultra” الجديدي، استفزازا وإهانة، ولدت في نهاية المقابلة “ردة فعل”، من أجل رد الاعتبار. “ردة فعل” تمت ترجمتها إلى أعمال شغب وفوضى، واعتداءات على الممتلكات، وعلى العناصر الأمنية، وعلى الدوريات الشرطية، كما يظهر في ال”فيديو” رفقته.
ومما زاد الطين بلة، وسهل احتكاكات الجمهورين المحلي والزائر، وحدوث اشتباكات في الشارع العام، أن المسؤولين الأمنيين أخرجوا، عند نهاية المباراة، مشجعي الدفاع الحسني الجديدي.. قبل مشجعي فريق الرجاء البيضاوي. حيث كان يجب أن يحصل العكس.. الاحتفاظ بالمشجعين المحليين داخل الملعب، إلى حين إخراج مشجعي الفريق البيضاوي أولا، ومباشرة الإجراءات الأمنية، وتسهيل رحيلهم على متن عرباتهم، والحافلات المخصصة لهم، وتأمين الممرات التي تسلكها، إلى غاية مغادرة عاصمة دكالة، من مدخلها الشمالي، عبر الطريق السيار، أو الطريق الوطنية رقم: 1.
فشل ذريع في التدبير الأمني للمباراة:
لقد كشفت التدابير والترتيبات الأمنية “sécuritaires” أو بالأحرى الشرطية “policières”، القبلية والبعدية للمباراة، التي عبئ لها 2000 عنصر أمن، ناهيك عن أفراد القوات المساعدة، والتي تابعها حوالي 7000 متفرج، (كشفت) عن ضعف “الرؤية الأمنية”، وعن أخطاء وثغرات قاتلة، لا يمكن حتى للمبتدئ (blanc-bec) أن يرتكبها. ما تسبب في احتكاكات واشتباكات واعتداءات، وجعلت الوضع ينزلق إلى الاتفلات الأمني، وزعزعة الأمن العام.
شغب الملاعب بالجديدة.. وماذا بعد؟:
لقد حصل ما حصل.. واعتقلت الشرطة 39 مشجعا مشتبها في تورطهم في أحداث الشغب، أفرجت عنهم، أمس الجمعة، النيابة العامة المختصة، عند إحالتهم عليها.
ومن جهة أخرى، فقد كان لعامل إقليم الجديدة، محمد الكروج، مساء أمس الجمعة، لقاء موسع جمعه في مكاتبه بمقرعمالة الجديدة، برئيس المكتب المديري لفريق الدفاع الحسني الجديدي لكرة القدم، وممثلي ال”ultra”، عن “دوس كالاس” و”كاب صولاي”، وكذا، السلطات الإقليمية والمحلية والترابية والأمنية، بغية تفادي شغب الملاعب الذي يسيء إلى مدينة الجديدة، وإلى فريق فارس دكالة.
هذا، وقد حان الوقت لكي تفعل السلطات بالجديدة المخرجات والتوصيات التي انبثقت عن النمناظرة الوطنية الثانية، التي احتضن أشغالها المعهد الوطني للشرطة بالقنيطرة، يومي الأربعاء والخميس 8 – 9 أبريل 2015، تحت شعار: “جميعا من أجل تظاهرات رياضية بدون عنف”. مناظرة جاء تنظيمها استشعارا من المصالح الأمنية المركزية بمدى جسامة ظاهرة العنف أثناء وبمناسبة التظاهرات الرياضية، الذي يؤرق مضاجع السلطات الحكومية والعمومية؛ ووعيا منها بأهمية التواصل والتحسيس والتوعية بمخاطرها وانعكاساتها الوخيمة؛ وسعيا منها إلى وضع المسؤولين والمتدخلين في الشأن الرياضي، أمام هول وحجم هذه المعضلة، بغية إيجاد حلول ناجعة وملموسة على أرض الواقع، لمكافحتها بالطرق القانونية المتاحة، والإمكانيات والكفاءات البشرية المؤهلة؛ وكذا، تماشيا مع مضامين الرسالة الملكية السامية التي وجهها جلالته إلى المشاركين في المناظرة الوطنية الثانية للرياضة.
حتى لا يتكرر “الأربعاء الأسود”:
إن على “الاستراتيج” (le stratège) الذي وضع وبصم ببصماته “البروتوكول الأمني” والترتيبات الشرطية القبلية والبعدية للمباراة التي جمعت فريقا الدفاع والرجاء، أن يتفادى مستقبلا الأخطاء والثغرات التي شابت، المباريات السابقة، سيما مباراة “الأربعاء الأسود”.. كما أن عليه أن يستحضر الجانب “الإنساني”، بغض النظر عن الجانب المهني، عند التعامل مع مرءوسيه من افراد الأمن الوطني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى