close button

عيد الملك.. المغاربة يصطادون سلعاً ثمينة بأثمان بخسة في أسواق هولندا

طارق عبلا من هولندا

يعد عيد الملك “Koningsdag” من أبرز الأعياد الوطنية في هولندا، يحتفل به سنويا في 27 أبريل، وهو تاريخ ميلاد الملك ويليم ألكساندر.

ويمثل هذا اليوم مناسبة رسمية وفرصة للمواطنين والمقيمين والزوار للاحتفال بالهوية الوطنية الهولندية في أجواء يغلب عليها اللون البرتقالي، اللون الملكي الذي يرمز إلى العائلة المالكة، “بيت أورانيا”.

هذه الأسواق والتي غالبا ما تكون كبيرة وتشمل شوارع وأزقة، واحيانا مساحة كبيرة جدا ان كانت خارج المنطقة الحضرية هي من أبرز ملامح عيد الملك وأكثرها جذبا للجماهير، حيث تتحول الشوارع والساحات إلى منصات حرة للبيع والشراء، تملؤها الطاولات المفروشة بالكتب، والألعاب، والأزياء، والأدوات المنزلية، والتحف النادرة.

ويجد الزائر نفسه وسط أجواء نابضة بالحياة، تختلط فيها الموسيقى بعروض الأطفال وبمساومات البيع الودية، في مشهد يعكس روح المبادرة والانفتاح الاجتماعي. هذه الأسواق ليست مجرد تبادل للسلع، بل هي تعبير حي عن روح المجتمع الهولندي الذي يحتفي بالبساطة والتكافل والفرح الجماعي.

وكذلك يعرف هذا اليوم إقبالا لافتا من الجاليات المقيمة، وعلى رأسها الجالية المغربية، التي ترى في عيد الملك فرصة ذهبية لاقتناء ملابس راقية، وأدوات منزلية، وحتى مستلزمات إلكترونية بأسعار رمزية لا تتكرر.

فكثير من هذه السلع تكون بحالة ممتازة، وأحيانا جديدة، ما يجعل التجربة أشبه بكنز يكتشف بين زوايا السوق. كما يمثل هذا الحدث مجالا خصبا للتلاقي الثقافي، حيث يشارك المغاربة وغيرهم من الجاليات في البيع والشراء، ويظهرون تفاعلا إيجابيا مع المجتمع المضيف، في مشهد يترجم فعليا قيم التعدد والاندماج التي تميز المجتمع الهولندي.

وتم اعتماد عيد الملك لأول مرة في عام 2014، بعد تنصيب الملك ويليم ألكساندر في عام 2013 خلفا لوالدته الملكة بياتريكس. قبل ذلك، كان الهولنديون يحتفلون بـ “عيد الملكة” في 30 أبريل، تاريخ ميلاد الملكة السابقة يوليانا، ومع انتقال العرش، تقرر نقل العيد الوطني إلى يوم ميلاد الملك الحالي.

كما يتميز عيد الملك بأجوائه الشعبية الفريدة التي تمتد من المدن الكبرى مثل أمستردام وروتردام، إلى القرى الصغيرة، ومن أبرز مظاهر هذا اليوم..

الأسواق الحرة (Vrijmarkt)، والتي يسمح للمواطنين ببيع أغراضهم المستعملة في الشوارع دون الحاجة إلى تصاريح رسمية، مما يحول المدن إلى أسواق مفتوحة نابضة بالحياة.

وتقام كذلك حفلات في الساحات والحدائق العامة، بمشاركة فنانين محليين وعالميين، كما يختار الملك وأفراد العائلة الملكية كل عام مدينة مختلفة لزيارتها، ويشاركون في فعاليات محلية تعكس تراث وثقافة تلك المنطقة.

وهناك ايضا الاحتفالات بالقوارب، لا سيما في أمستردام، حيث تمتلئ القنوات بقوارب مزينة بالموسيقى والأعلام والملابس البرتقالية.

عيد الملك هو مناسبة لاحتفال يعكس مدى ارتباط الشعب الهولندي بعائلته المالكة، ويعزز الشعور بالوحدة والانتماء الوطني.

كما يعد فرصة لعرض روح المبادرة الفردية من خلال الأسواق الحرة، وتشجيع الاقتصاد المحلي، والتواصل بين مختلف الفئات المجتمعية.

مقالات ذات صلة

‫24 تعليقات

  1. إنه يوم عظيم حقا، شاءت الدفع أن أتواصل في أمستردام في هذا اليوم ورأيت بأم عيني كل ما كتب في هذا المقال.
    رأيت روح التوافق بين الهولندية وهم فرحين بهذا اليوم

  2. الأجواء ديال البيع والشراء والموسيقى والألوان كتخلي الواحد يحس براسو وسط عائلة كبيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى