ألميرية .. احتجاجات الجالية المغربية على تغيير رخصة السياقة المغربية

هبة بريس _ يسير الإيحيائي

حراك متواصل ذاك الذي نظمته عدد من الفعاليات المغربية المقيمة بإسبانيا بسبب تجاهل ملف مطلبي طال إنتظاره لعدة سنوات ويتعلق بقانون يسمح بإستبدال رخص السياقة المغربية بنظيرتها الإسبانية دون إجتياز الإمتحانات النظرية التي غالبا ما تكون السبب الرئيسي للعزوف الجماعي للمغاربة من التسجيل في لوائح المرشحين لنيل رخصة السياقة.

وحسب المتضررين الذين يطالبون بالإسراع في توقيع الاتفاقية بين الجانبين المغربي والإسباني، فإن عامل اللغة يشكل حاجزا بينهم وبين ترشحهم لهذا الإستحقاق،إذ ينتج عنه غرامات مالية كبيرة يمكن أن نقول عنها أنها أثقلت وما تزال كاهل هؤلاء في غياب قانون جديد يمكنهم من السياقة فوق الأراضي الإسبانية دون مضايقات ولا عقوبات زجرية.

الوقفة الإحتجاجية التي قرر المنظمون أن تنطلق من أمام مديرية السير والجولان في محطتها الأولى حضرها بضع مئات من أفراد الجالية المغربية الذين قدموا من مختلف الجهات والمناطق لمؤازرة إخوانهم المقيمين في مدينة “ألميرية” وضواحيها ودعم هذا الملف الذي يصنفونه ضمن “الحقوق المشروعة” بغض النظر عن الإجراءات والقوانين المعتمدة في إسبانيا بهذا الخصوص،سيما مع بعض الدول التي لا تربطها معها إتفاقيات بخصوص قانون الاستبدال الغير المشروط لرخص السياقة، وفي هذا الجانب يمكن أن نصنف المغرب ضمن تلك الدول التي يعترف برخص سياقتها فقط بالنسبة لمن يتوفر عليها قبل توفره على بطاقة الإقامة فضلا عن السياح المغاربة من ذوي التأشيرات الذين يمكنهم السياقة بشكل مطلق لصنف السيارات الخفيفة من نوع “ب”.

وتمكنت الجهات الواقفة وراء هذه الوقفة الإحتجاجية من تسليم رسالة هذا المطلب الملح إلى المدير الإقليمي للسير والجولان بعدما إستقبل أفرادا من المتضررين والمنظمين في ذات المقر ووعدهم بإحالة الملف إلى الوزارة المعنية قصد دراسته والبث في إمكانية قبوله من عدمه.

وفي محطة أخرى لإثارة إنتباه السلطات المغربية، توجه هؤلاء المحتجون سيرا على الأقدام نحو مقر القنصلية العامة المغربية ب” ألميرية” رافعين الأعلام المغربية والإسبانية ولافتات تطالب بضرورة إتفاقية جديدة مع الجانب الإسباني لوضع حل نهائي للملف، علما بأن إسبانيا كانت قد وقعت إتفاقية مماثلة السنة الماضية بخصوص رخص السياقة من الحجم الكبير، إذ همت الاتفاقية المذكورة السائقين المهنيين حتى من غير المقيمين فوق التراب الإسباني،الشيء الذي يعتبره المتضررون إجحافا في حقهم بإعتبارهم أولوية قصوى وواقع معاش له إرتباطات مهمة بالإقامة والعمل والمواطنة، ناهيك عن المساهمة الفعلية في إنعاش الإقتصاد الإسباني والمساهمة في صندوق الضمان الإجتماعي.

وعلى غرار الإستقبال الذي حظي به هؤلاء المحتجون من طرف مديرية السير والجولان ، تسلمت القنصل العام ب”ألميرية” رسالة مماثلة تطالب بتحرك المسؤولين المغاربة وإثارة ملف رخص السياقة على جدول أعمال اللقاءات الثنائية التي تعقد بين الفينة والأخرى مع المسؤولين الإسبان.

وحسب الفيديوهات التي توصلت بها “هبة بريس” من عين المكان فقد أبان هؤلاء المحتجون عن حس وطني عال وتنظيم محكم قصد إنجاح هذه المحطة النضالية الجديدة، شأنهم في ذلك شأن إخوانهم الذين خرجوا في مظاهرة سابقة بالعاصمة الإسبانية مدريد،والتي إعتبرت بمثابة الشرارة الأولى في عزم هؤلاء المتضررين على مواصلة الدفاع عن مطلب الإعتراف برخصة السياقة المغربية مقابل إجراء إمتحان تطبيقي فقط.

تجدر الإشارة أن النشيد الوطني كان حاضرا بقوة في الوقفة الإحتجاجية،إذ ردده المتظاهرون في أكثر من مناسبة تعبيرا منهم على المواطنة الصادقة وفخر الإنتماء إلى مملكة أجمع العالم أنها في صحراءها وصحراءها فيها والاثنين جزء لا يتجزأ من مواقف مغاربة الداخل والخارج.