“أجواء ليلة القدر المباركة بحاضرة القصر الكبير”

عبدالله المعمري

يبلغ أوج الإحتفالات برمضان المبارك في ليلة 26 و 27 منه، وهي في عرف “قصراوة” ليلة القدر ، تحظى هذه الليلة بمكانة خاصة ومرموقة في المجتمع القصري القديم والحديث ، حيث تعج فيها المساجد بالمصلين وتصدح الحناجر بالقرآن قراءة وترتيلا…حيث نجد الشيوخ و الفقهاء يعتكفون طيلة اليوم بالمساجد لقراءة القرٱن و توجيه وإرشاد المصلين، ويتزيون باللباس التقليدي، المتأصل في التاريخ المغربي الديني.

وتقوم العائلات بزيارة أقاربهم المتوفين في مقبرة المدينة “مولاي علي بوغالب” للترحم عليهم و صباغة قبورهم و إخراج الصدقة عليهم طلبا للمغفرة والرحمة لهم، ولذلك رمزية خاصة عند أهالي المدينة ، سيما منهم القدماء، الذين لا زالوا يحافظون على ذلك برغم من رياح العولمة العاتية، واضمحلال التقاليد الماضية.

وإلى جانب الطابع الديني والروحاني المميز لهذه المناسبة ، يتمسّك القصريون بعادات اجتماعية واستهلاكية متفردة في ليلة القدر حيث يحث معظم الآباء أبناءهم الصغار على الصيام وفي ذلك مكافأة من الأب أو الجد او الاخ ،و يتم الاحتفال بالأطفال في أجواء شبيهة بالعرس التقليدي ، حيث يتم ارتداء أزياء تقليدية من قبيل ”القفطان“ و“التكْشيطة“ و“الشرْبيل“ والحلي بالنسبة للإناث ، و“الجلباب“ أو ”الدراعية“ أو ”الجابادور“ و“البلغة“ بالنسبة للذكور.

كما يتم حملهم فوق ما يسمى بـ“العمّارية“ والتقاط صور تذكارية لهم، كما يتم تخضيب أيادي الفتيات الصغار بالحناء وسط أجواء مبهجة.

كما يتم تعطير البيوت بالبخور ، وإخراج الصدقات على المحتاجين.

ومن طقوس هذا اليوم المبارك إعداد وجبة “الرزيزة” أو الكسكس وأخذها إلى المسجد ليتناولها المصلون في فترة الاستراحة وتتنافس النساء في إرسال “قصريات” الكسكس لبيوت الله طيلة الليلة طلبا لأجر إطعام المصلين المتهجدين.

هذا التقديس لهذه “العواشر” ينبع من كون قصراوة كما باقي المغاربة والمسلمين، يرجعون إلى الآية الكريمة:
”ليلة القدر خير من ألف شهر“ وبالتالي يحرصون على إحيائها بكل ما تستحقه.من جوانب مرعية تليق بمقامها الديني الكبير .

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. مع اتفاقي مع ما ورد في المقال لكن على المدينة زاد استعماله منذ التسعينات التي عرفت موجة هجرة قروية كبرى للمدينة و ما أحدثه ذلك من ظهور احياء عشوائية
    و اختلاط المدينة ،و تشويه لهجات الأصلية بظهور بعض المصطلحات الدخيلة مكلمة “خويي” عوض “خاي” المستعملة في اللهجة الشمالية،و يظل المصطلح الصحيح و
    الأصيل الذي اشتهر به أبناء المدينة بين مدن
    الشمال و المدن الأخرى هو “القصريون” .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى