أمطار مارس.. عندما يُستجاب دعاء الصائمين

يعتبر شهر رمضان شهر التصالح مع الخالق، ففيه تُعمر مساجد الرحمن صلاة وقياما وقراءة قرآن واستغفارا بالليل والنهار، وشهر رمضان لهذا العام يأتي بعد توالي سنوات عجاف أهلكت الحرث والنسل، وأثرت بشكل مباشر وخطير على الفرشة المائية، وما ترتب عن ذلك من اجهاد مائي استنفر الدولة وجعلها تبحث عن حلول آنية لمواجهة الظاهرة..

ولا ينكر أحد أن الاستغفار والتذلل إلى الخالق من أسباب نزول المطر، حيث قال الله تعالى سبحانه وتعالى عن لسان نوح عليه الصلاة السلام: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارا).

فرحمة الرحيم لم تتأخر، إذ سرعان ما جادت السماء بخيراتها لتعم معظم المناطق وتعيد الأمل من جديد بعد أن بات العطش يهدد حياة الناس. تساقطات جاءت في وقت حساس، حيث إن معظم الفلاحين باتوا يعيشون وضعا صعبا بسبب اختفاء الكلأ، وغلاء الأعلاف، إلا أن أمطار الخير هاته سيكون لها وقع وأثر ايجابي أولا على تغذية الفرشة المائية، وارتفاع منسوب السدود والأنهار، وستساهم في انعاش الزراعات البورية الربيعية من بصل وذرة وأشجار الزيتون وغيرها، ناهيك عن توفير مراعي للمواشي.

” عبد الواحد بريج” وهو من أبناء منطقة السدرة بجماعة امزورة اقليم سطات، وفي دردشة مع هبة بريس، قال: ” الحمد لله على خيراتو، واخا الشتا جاءت معطلة، لكن الحمد لله، غادا تخفف على الفلاح شوية ديال العلف وغادا تلقا الغنم ماتاكل الحمد لله، وغادا تزيد الماء في الآبار والسدود”.

وأضاف المتحدث أن أمطار مارس هذه التي جاءت في مرحلة مفصلية من شأنها أن تخلق البهجة بين صفوف الفلاحين والمواطنين عموما، خاصة “وأن الناس توحشو الشتا والغايس هذي سنوات”.

وحول أسعار المواشي بالأسواق الأسبوعية، قال بريج: ” والثمان أخويا ديال المواشي طالع بزاف، واش خْرَّيْفْ صغير باقي تابع مو داير 40ألف حتى 50 ألف ريال، واش عجل باقي كيرضع داير 10.000 درهم…كين الغلا بزاف…الله يصاوب وصافي…

وحول أسباب غلاء المواشي وخاصة الغنم، قال المتحدث: إن السبب راجع بالأساس إلى توالي سنوات الجفاف، ونفوق العديد من رؤوس الأغنام، وارتفاع أسعار الأعلاف وغياب المراعي حيث تضرر القطيع بشكل ملحوظ، ناهيك عن ارتفاع الطلب على اللحوم الحمراء.

ويرى متتبعون للشأن الفلاحي أن استمرارية هطول الأمطار خلال شهر مارس يعتبر فال خير على الفلاحين، سيساهم لا محالة في زيادة المنتجات الزراعية، خاصة وأن البلاد عرفت تأخرات في هطول الأمطار لسنوات متتالية بفعل التغيرات المناخية.

كما يرى بعض من مربي الماشية، أن أمطار مارس ستنعكس ايجابا أيضا على مربي الماشية، علما ان القطاع كان قد تضرر من التأخرات المطرية وما عانى منه الكسّابة الذين عجزوا عن توفير الأعلاف، إذ ارتفعت أسعار بيعها إلى مستويات قياسية الأمر الذي انعكس على أسعار اللحوم الحمراء.

مقالات ذات صلة

‫10 تعليقات

  1. ولماذا لا يكون رحمة للحيوانات. من يتعامل بالربا والرشوة وقول الزور وموالاة الصهاينة أنى يستجاب له دعائه

  2. ولماذا لا يستجيب لأطفال وناس غزة ؟
    عندما تعشعش الخرافة في الرؤوس يفسر الواقع بالأوهام

  3. فقط الصائمين اما الحدثيين والوهابيين والعلمانيبن الذي أرادوا خراب الأسرة فلهم اللعنة إلى يوم الدين

  4. الحمد لله والشكر له لله حكمة في تسييره لشؤون خلقه اما شعب غزة والله نتمنى الشهادة دار البقاء خير من دار العبور التي تغري بعض المخلوقات كم لبثتم لبثنا يوما اوبعض يوم وابطال غزة يكبدون الصهاينة خسائر فادحة

  5. الاخ المدعو ادريس..وجب عليك التأدم مع الله سبحانه وتعالى فلا يصلح ان تسائله عن اسباب عدم الاستجابة لاهل غزة. الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. كن على يقين انه ارأف بهم من امهاتهم. فاستغفر اللهو اعلم ان الامر كله لله وانناخلق الله و اليه راجعون وهو سبحانه لا يسأل و نحن نسأل وهو سبحانه يصرف الامر كيف يشاء بعلمه الذي لا يحاط به. فانتبه اخي الكريم عل الله يهديك سواء الرشاد. اسال الله ان يحفظك من كل سوء و مكروه اخي الحبيب.

  6. كل من يقول ان الاحتباس الحراري هو سبب الجفاف فهو مشرك الله قادر ان ينزل الامطار في كل وقت ويحبسها ولو كان بالفعل الاحتباس الحراري ماسقطت امطار الخير في هذا الشهر الفضيل واستغفروا ربكم كثيرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى