يوميات رمضان.. ومنطق “صوَّرْني رَاني كَندير الإحسان”

محمد منفلوطي_ هبة بريس

لازال البعض ماضين في تكريس ثقافة ” شُوفوني، وصوروني وخوذوا ليا تصريحات ولايفات مع المواطنين والمواطنات راني كندير الخير في رمضان”… لازالوا مثل هؤلاء وبدون استحياء يستغلون الأزمات والمناسبات، حتى أن شهر المغفرة والثواب والعتق من النيران، لهم منه نصيب….

بل و حتى في زمن المحن والأحزان والظروف المعيشية القاسية، لا يحلو لمثل هؤلاء، سوى الركوب على موجة” توزيع الإحسان”، بالمنِّ والأذى والظهور بمظهر المُنفِق المنقذ البطل المغوار، البارع في ” التَّصْوار”، بمنطق ” شوفوني راني كندير الخير”، ضاربين بعرض الحائط تعاليم ديننا الحنيف حين قال ربنا عز وجل: “إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ”..

لمثل هؤلاء نقول: أين أنتم من قول الرسول الأمين عليه صلوات الله والسلام حين قال: “سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وذكر منهم رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلمَ شمالُه ما تنفق يمينه” .

فمن هؤلاء، من يُتْقنون فن ” السياسة” والحملات الانتخابية السابقة لأوانها، تراهم يتفننون في اقتناص الفرص خلال شهر الغفران، عبر أخذ الصور من مختلف الزوايا مدعومين من بعض زبناء “كاميرا شوفوني”، وهم يوزعون الإحسان وقفة رمضان بطعم الزبوبية والمحسوبية…

ومن الناس من يرجون رحمة القدير، تراهم يلتزمين بالإنفاق في السراء والضراء وحين البأس دون رياء ولا ظهور علني، هم رجال مؤمنون صدقوا مَا عاهدوا الله عليه، فانخرطوا طواعية في تلبية حاجيات العباد دون “بهرجة” ولا اقتناص فرص، فأمَّنُوا متطلباتهم اليومية خلال هذا الشهر الكريم، وانصرفوا في صمت، ومن الناس من ارتأى التشهير والتفنن في التقاط الصور وتوزيعها على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال الظهور ب”العلالي” و”الكاميرا شاعلة”، تأهبا لكسب عطف هذه الفئة لاستمالتها من خلال استعمال “القفة الرمضانية” كمطية لقضاء مآرب أخرى، غير البحث عن الأجر والثواب في هذا الشهر الكريم….مع العلم أن وزارة الداخلية وفي مثل هكذا مواضيع، قد دعت في أكثر من مرة ما أسمتهم بـ”أصحاب النوايا الحسنة” إلى التنسيق مع ممثليها بكافة الأقاليم لإيلاء الأهمية للأسر المعوزة، والفقيرة، عبر تقنين عملية التوزيع حتى لا تشوبها شائبة…

فإلى متى سيعدل هؤلاء ” المُنْفِقُون بالعلالي وكاميرا شوفوني”، عن التفكير بالمنطق الانتخابي الصرف، ويبتعدون عن أسلوب التطبيل والتهليل وهم يوزعون الإحسان على عباد الله من بني جلدتهم بابتسامات عريضة ولقطات مثيرة واحراج لهذه الفئة المعوزة؟

وإلى ذلك الحين،…وإلى أن يصحو الضمير… واصلوا في التقاط صُورا لأنفسكم، ولقطات، واحتفظوا بها في سجلات تاريخكم السياسي، وتفنّنُوا في رسم مظاهر الإحسان في رمضان بنكهة التباهي والرقص على الأحزان….

مقالات ذات صلة

‫8 تعليقات

  1. يقال علا هدا ااموضوع هناك بعض الناس ليس لهم في نية الاشهار وانما التشجيع لبعض الشباب

  2. مااعضمك ان تتصدق باحين مالظيك منك الى الله عزوجل وبدون اشهار تقبل لدى الله قبل عبده

  3. اصلا يقال انه الصدقات يدهبن السيئاتفكيف الواحد يتصدق حتى يخفف عن سيئاته ويفعل العكس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى