واقعة الفتيات حافظات القرآن…أصوات ربانية تُكسر صمت زلزال الحوز

طارق عبلا _ هبة بريس

هن الصغيرات سنّا، الكبيرات عقلا ومروءة وشجاعة وتحديا للظروف القاسية الناجمة عن تداعيات زلزال الحوز الذي بلغ صداه اقليم شيشاوة حيث يقع دوارهن “إغيل نتلغمت” التابع لجماعة أداسيل..

هناك، اخترن ست فتيات لأنفسهن مكانا داخل خيمة بسيطة تختزل حجم المعاناة من تداعيات الفاجعة، هناك جلسن يحفظن ويتدبرن آيات كتاب الله عز وجل، وكُلهن ثقة في النفس يملأن المكان أمنا وأمانا وسكينة في زمن طغت عليه التفاهة وتكنولوجيا هدر الزمن….

بذلك المكان البسيط، احلولقن وهن يُضئن المكان نورا وضياء، يرجون بذلك رحمة ربهن والفوز بالجنة، قبل أن يُفاجئهن شخص هو وابنه حسب ما تم تداوله على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، بدعوى أنهن يقلقن راحته بمنزله المجاور لهن، بعد أن طرح المصاحف أرضا، حيث انفض الجمع وساد التذمر والاستياء…

إنهن ستُ فتيات، اللواتي تحولن إلى مادة للنقاش العمومي بعد أن انتشر خبرهن وطنيا ودوليا، وهن اللواتي اخترن طريق الحق ومصاحبة كتاب الله تلاوة آنان الليل وأطراف النهار، متحديات أهوال الزلزال وتداعياته وظروفهن المعيشية القاسية.

واقعتهن التي خلقت الحدث، جعلت إحدى الجمعيات الحقوقية تدخل على الخط، من خلال اصدار بيان استنكاري تضامني تدخلت جمعية حقوقية على خط القضية، لتصدر بيانا استنكاريا وتضامنيا، بخصوص الهجوم على كتاب قرآني وتعنيف وطرد فتيات كن بصدد تعلم القرآن وتلاوته خارجه.

ستُ فتيات من حفظة كتاب الله، بمواقفهن هاته، تكُن قد نفضن الغبار من جديد على فاجعة زلزال الحوز و امتداداته المؤثرة اقتصاديا واجتماعيا، بعد أن شرد كثيرين وأودى بالمئات قتلى وجرحى، فيما لازالت الجهود متواصلة للملمة الجراح…

شأنهن شأن باقي أبناء جلدتهن من ضحايا الزلزال اللواتي ينتظرن تقديم يد العون، والتضامن والتآزر في هذا الشهر الفضيل، علما أن الدولة دارت لي عليها وتجندت منذ الوهلة الأولى من وقوع فاجعة زلزال الحوز والمناطق المجاورة.