الركراكي و كأس افريقيا…من النّية إلى الرِّية

محمد منفلوطي_ هبة بريس

يبدو أن اللعب بأدغال افريقيا لا تقم له قائمة مع ” النية”، بقدر ما يتطلب نفسا عميقا بشهيق وزفير قويين بمنطق” الرِّيَّة الصلبة بقلبِ حصان”، ذلك وأن واقع الحال أبان عن الدور المحوري للياقة البدنية والتأقلم مع أحوال الطقس بهذا البلد الافريقي” الكوت ديفوار”، الذي انتزع بطاقة المرور بصعوبة بالغة لولا انتصار المنتخب المغربي على نظيره الزامبي….
الناخب الوطني وليد الركراكي المغربي الحر، لم يخف ولم يغط الشمس بالغراب كما يقال، بل خرج في وقت سابق بتصريح جريء واضح وصريح بأن ” افريقيا خاصها الرية ماشي النية”، وبذلك يكون الرجل قد كشف عن السر، وهو أن الفوز بكأس افريقيا، أو التقدم نحو المربع الذهبي مرهون بمدى تحمل وصبر اللاعبين، ومتعلق أيضا بمدى تأقلمهم مع هذه الأجواء التي تجمع مابين الحرارة والرطوبة…
المغاربة، لم يعودوا قادرين على الانتظار والقبول بالقليل، بل ارتفع منسوب مطالبهم لتبلغ مبلغ النهائي والفوز بالكأس، خاصة وأن منتخبنا الوطني بقيادة ابن الوطن المايسترو وليد الركراكي، يضم ترسانة بشرية بمؤهلات عالية ونجوم وأسماء عالمية بروح قتالية تجمعهم رابطة الانتماء للوطن.

الكرة المغربية تعيش نشوتها، وهي على أحسن حال، بفعل المجهودات التي يبدلها أبناء الوطن من الغيورين، وبفضل الرعاية الخاصة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للرياضة والرياضيين، فهي ماضية في تحقيق الالقاب والدخول في مسار جديد من الثقة في النفس… والكل يطالب باستثمار ما تم تحقيقه في مونديال قطر من منجزات ومكاسب تبقى كقوة دافعة تحفيزية لتحقيق لقب كأس إفريقيا للأمم المقبلة.

إن الكرة المغربية أضحت حديث الشارع العربي والافريقي والعالمي، بعد الانجاز الاسطوري لأسود الأطلس في مونديال قطر، والتعاطف الشعبي الذي حظي به المنتخب الوطني، كلها كانت رسائل ايجابية على أن مسار الكرة المغربية ماض في الطريق الصحيح، مما ازعج خصوم وحدتنا الترابية وأبواقها المأجورة الذين باتوا يصطادون في الوحل ظنا منهم أن ” خزعبلاتهم هاته، وخرجاتهم البهلوانية” يمكن أن تنال من عزيمة واصرار صناع القرار الكروي ببلادنا، لكن هيهات هيهات، فالمغرب أضحى قوة على مختلف الأصعدة رغم أنف الحاقدين.

مقالات ذات صلة

‫8 تعليقات

  1. استغربت كون صحف الكابرانات لم تشير الى انتصارات ونتائج المغرب في كوت ديفوار ، والسبب بسيط هو خوف الصحفيين من أسلوب القمع والطرد والسجن الذي ينهجه النظام العسكري بالجزائر في حقهم.هذه هي سمات الأنظمة الدكتاتورية العسكرية.

  2. التقدم نحو المربع الذهبي مرهون بمدى تحمل وصبر اللاعبين ومتعلق أيضا بمدى تأقلمهم مع هذه الأجواء

  3. في كل مرة كنت أشاهد فيها أحد فيديوهات د.منار سليمي، كنت أقول لنفسي إنه، بشكل عام، على حق، لكنه يبالغ قليلا عندما ينعت طابورستان(1)بِ : ”مِصَحَّة نفسانية في الهواء الطلقِ”.

    اليوم 24/01/24، وأنا أشاهد ردود أفعال الجزائريين الهستيرية المفرطة على فيديوهات وسائل التواصل الاجتماعي، بعد الهزيمة الشهيرة لطابوريستان أمام فريق موريطانيا شنقيط الرائع (2)، وجدت نفسي أدرك أن تشخيص السيد سليمي عادل تماما و معقول، خاصة عندما يدعو الأمم المتحدة إلى تنظيم علاج نفسي جماعي لصالح الساكنة الجزائرىة.
    شعب يعاني من الضياع بسبب جنون وغباء قادته الذين عينتهم الفاسدة ماريانا في عام 1962 والذين لم ينجحوا أبداً، ولو قليلاً، في جعل هؤلاء السكان شعباً حقيقياً.

    ويدفع السيد سليمي الأمور إلى أبعد من ذلك عندما يطالب الأمم المتحدة تعويض موريطانيا الطنجية الأم (2)؛ أي المغرب، بسبب المضايقات التي عانى منها منذ أن منحت مرڭريتا غابة بولونيا، المعروفة باسم ماريانا، حكما ذاتيا زائفا لبلاد الوصإية العثمانية السابقة سنة 1962.

    و أنا أضيف من عندي أن هذا التعويض يجب أن يأخذ في الاعتبار جميع المضايقات وجميع المظالم التي تعرضت لها الإمبراطورية الشريفة منذ أن اشترت واحتلت ماريانا إيالة الجزائر السابقة في عام 1832 وحتى يومنا هذا.

    (1): طابور بالعربية = الصف،أو رتل مُشَكَّل من عدد كبير من الأفراد. ولذلك فإن طابورستان هي بلاد الطوابير التي لا نهاية لها والتي تُشَكِّلُهَا كائنات تعيسة لساعاتٍ طويلة على أمل الحصول على نصف كيلو عدس أو نصف لتر من الحليب المشكوك فيه و في مصدره.

    (2) موريطانيا شنقيط وموريطانيا الطنجية الأم هما متحدتان ومتكاملتان. لديهما نفس الماضي وسيكون لهما دائمًا نفس المصير وَ لْتَنْفَقْ كائنات الحظيرة بُغضاً و غيرةً و حسداً.

    شيئ مثير للاهتمام:
    في كل مرة أرغب في كتابة اسم الإيالة العثمانية الذي أعطته ماريانا لِجَهِيضَتِهَا، يصيبني عسر القراءة الكتابي ولا أستطيع كتابته إلا باللغة الإنجليزية (الجزائر). لكن عندما أرغب في قراءة هذا الاسم، فإن عسر القراءة الآخر، و هو شفهي هذه المرة، يجبرني على قراءته، شرف الله قدركم، باللغة الإسبانية فقط.

    ما كين لا خوا خوا و لا زعتر و لا ولو. من لا يصدق هاد الشي، يرجع لمرئيات (vidéos) ولد ابراهيم بوخروبة السيئ الذكر ليعرف تماماً ما يكنه تلامذته و تلامذة ماريانا الفاسدة للمغرب و للشعب المغربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى