“أبي لم يمت” يحظى بإشادة واسعة بالرغم من الاختزال القاتل للأحداث

على هامش فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته العشرين، تم عرض الفيلم المغربي “أبي لم يمت” (خارج المنافسة)، لصاحبه عادل الفاضلي، و بحضور معظم الممثلين المشاركين في العمل السينمائي.

فكرة العمل و أحداثه:

وتدور أحداث الفيلم في سيرك شعبي مفتوح، بطلها طفل (مالك) يعيش مع والده (مهدي)في فضاء سيرك، حيث يقومان بأعمال الصيانة، في أحد الأيام، قدم مهدي خمس لوحات مميزة لابنه الذي انبهر بجمال هذه الأعمال الفنية.

في اليوم التالي، وجد الاثنان نفسيهما بالصدفة وسط تجمع سياسي، إذ تعرض مهدي للعنف أمام مالك من قبل شرطيين اتهماه بالدعاية ضد الحكومة، في وقت لاحق من تلك الليلة، اقتحمت الشرطة الملاهي واعتقلت.

بدأ مالك في البحث عن والده بمساعدة رجال العرض الآخرين، وتمكن من إيجاد إجابات في اللوحات التي تركها والده.

و يعرف هذا السيرك وجود شخوص مختلفة تلتقي في المعاناة اليومية،حيث يتطرّق العمل كذلك لفترة سنوات الرصاص، وهي مرحلة سياسية صعبة عاشها المغرب خلال السبعينات.

أداء مبهر لجميع المشخصين:

حرص المخرج عادل الفاضلي على التعامل في فيلمه “أبي لم يمت” مع فنانين محترفين،وأسماء لامعة بالمجال الفني،حيث أبانوا على قدراتهم التمثيلية و إبداعهم في تقمص الأدوار، وتشخيصها.

اختزال الأحداث القاتل:

بعيدا عن الإخراج الذي أبدع فيه المخرج المغربي عادل الفاضلي، و الموسيقى التي حظيت بإشادة واسعة من طرف الحاضرين،عرف العمل السينمائي اختزالا للأحداث بشكل ملحوظ، و مبالغا فيه، جعل المتفرج يسقط في فخ الضياع و التشتت، إذ حرص المخرج في عمله على ترك علامات الاستفهام حول نهاية قصة كل شخصية.

ويشار إلى أن والد المخرج الفنان الراحل عزيز الفاضلي حضر بدور أساسي في الفيلم، بجانب ممثلين برعوا في أدوارهم، مثل محمد خيي، فوزي بنسعيدي، توفيق حازب، شفيق بسبيس، نادية كوندة وفاطمة عاطف وعبد النبي بنيوي وعمر لطفي، عبد الغني الصناك..وعنه قال ابنه خلال مناقشة الفيلم: «أبي لم يمت»، ليبدو أنّ الأقدار لعبت دورها ليكون عنوان الفيلم تكريماً للأب الذي حقق استمراريته فناناً وإنساناً من خلال إبداع ابنه.

وجدير بالذكر أن “أبي لم يمت” هو من إنتاج Prodapart Films,لعادل الفاضلي،وإخراج الفاضلي نفسه،وسيناريو عادل الفاضلي، أليكسيس كارو،وتصوير،ماثيو دي مونتجراند،صوت عادل العلمي،يوسف أجكان،و الموسيقى فتاح نجادي.