برشيد.. مستشفى اقليمي”يُصدر” مرضاه إلى سطات

صورة قاتمة تلك التي يعيشها قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي بسطات، بفعل حالة الاكتظاظ والارتباك والفوضى التي تعم مختلف أرجائه، فمن جهة النقص الحاد على مستوى الموارد البشرية ماعدا سد الخصاص بالأطباء الداخليين، ومن جهة ارتفاع منسوب الحالات الواردة عليه من مناطق قروية تابعة لإقليم برشيد، على الرغم من أن هذا الأخير يضم مستشفى اقليمي بتجهيزات طبية وكوادر طبية لا تختلف اختلافا عن نظيرتها هنا بسطات، ليبقى السؤال معلقا: لماذا يتم تصدير هؤلاء المرضى وضحايا حوادث السير؟ وما هي الحالات التي يتم فيها اتخاذ قرار الترحيل هذا؟
مصادر طبية من داخل مستشفى الحسن الثاني بسطات، أكدت أن الأطر الطبية بصدد توجيه مراسلة إلى المندوب الاقليمي للصحة بالمدينة، ومطالبته بالتدخل لإيقاف هذا النزيف المتواصل والمتمثل في الارتفاع الكبير للحالات المرضية الواردة على قسم المستعجلات بسطات من مناطق تابعة للنفوذ الترابي لإقليم برشيد من قبيل جماعة الغليميين، أولاد عبو، الكارة، برشيد، لاسيما أن الحالات الواردة عليهم تتطلب تقديم العلاجات الضرورية هناك بدل تصديرها، مشيرة، ان الحالات المستعصية غالبا ما يتم توجيهها صوب الدار البيضاء.
وقد عاينت هبة بريس، صباح اليوم الخميس من قلب قسم المستعجلات بسطات، حجم المعاناة التي تعاني منها الأطر الطبية والتمريضية بفعل ارتفاع منسوب الحالات المرضية الواردة على المستشفى من خارج الاقليم، مما انعكس سلبا على تقديم الخدمات وساهم في خلق نوع من الاكتظاظ والفوضى.
أصوات غاضبة لمضرى وذويهم قالوا بصوت عال: “كُــــــون غِير سَدُو سبيطار برشيد وحَوْلُوا بعض أطباءه وممرضيه إلى مستشفى سطات للعمل”، في إشارة منهم إلى حُمّى “تصدير” المرضى من برشيد نحو مدينة سطات التي ارتفعت وثيرتها في الآونة الأخيرة ضحاياها نساء حوامل وأطفال رضع وشيوخ رُكع.
مصدر طبي رفض الكشف عن اسمه، أكد أن مستشفى الحسن الثاني بسطات يعرف خصاصا مهولا في الموارد البشرية منهم من فضل الخروج عن مخرج التقاعد بنوعيه، ومنهم من يعاني من الأمراض بدوره لكبر السن، ومنهم من زادت معاناتهم مع نزيف ما أصبح يطلق عليه ب”تصدير” المرضى والنساء الحوامل والتخلص منهن من مدينة برشيد عبر تغيير وجهاتهن صوب قسم الولادة لوضع حملهن.
واضاف ذات المصدر أن نزيف التصدير لازال مستمرا منذ مدة أمام صمت وتجاهل الجهات المعنية التي اكتفت بترقب الوضع دون أي تدخل يذكر، مما خلف -على حد تعبير ذات المصادر- تذمرا كبيرا بين صفوف الأطر الطبية العاملة بقسم الولادة بسطات، وساهم بشكل كبير في خلق حالة من الإرتباك والضغط داخل هذا القسم الذي يعاني أصلا من الاكتظاظ وقلة الموارد البشرية ناهيك عن الزخم الكبير لحالات الولادة التي ترد عليه بشكل مسترسل من مناطق البروج وابن احمد وغيرها، وأشارت مصادرنا على أنه وبالرغم من توفر قسم الولادة بالمستشفى الإقليمي لمدينة برشيد على أطباء أخصائيين في طب التوليد وأطر تمريضية، إلا أن هذا الأخير لازال يواصل سياسة التخلص من مرضاه، وحتى النساء الحوامل عبر تغيير وجهاتهن صوب سطات، مما يشكل خطرا كبيرا على صحة وسلامة حمل هؤلاء النسوة.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. اولا احتراما للمرضى يجب عدم وصف العملية بالتصدير
    لأنها عملية توجيه وتحترم قانون مسلك العلاجات .
    فاحترام مسلك العلاج يوجب على الطبيب ارسال المريض من برشيد الى سطات ومن سطات الى الدارالبيضاء .
    ونفس الحالة بمدينة السوالم وسيدي رحال الشاطي يجب على الطبيب ان يوجه المرضى الى برشيد وبعدها الى الداربيضاء
    هذا ما يسمى مسلك العلاجات

  2. العنصرية تا في التطبيب والمرض سطات دابا ليكادوي على برشيد شكون استافذ من خيراته من تشغيل ابناء سطات بمصانع برشيد من ضرائب شركات برشيد باز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى