هل استلهم المغاربة حملة “المقاطعة” من الجزائريين والتوانسة؟
أطلق نشطاء مغاربة قبل أيام حملة “فيسبوكية” واسعة مطالبة بمقاطعة عدد من الشركات المغربية التي تحتكر السوق الوطني وتتعمد الزيادة في الأسعار كل مدة.
الحملة “الفيسبوكية” التي انطلقت من إحدى الصفحات، تحولت من العالم الافتراضي الى العالم الواقعي، بعدما انخرط عدد كبير من المواطنين بها وحقق ناجحا غير متوقعا، أسفر عن تكبد الشركات المعنية لخسائر مهمة.
حملة النشطاء المغاربة انطلقت بشعار “خليها تريب”، قبل أن تتحول لشهار “مقاطعون كلنا ولاد الشعب”، بعدما حددت ثلاث شركات مغربية “افريقيا، سنطرال، سيدي علي”، كهدف أول لثنيها على خفض الأسعار، متوعدة إضافة شركات وماركات أخرى الى “اللائحة السوداء”.
النشطاء المغاربة، وحسب متتبعون، استلهموا فكرة المقاطعة، من الاخوان الجزائريين الذين أطلقوا قبل أسابيع حملة لمقاطعة السيارات المركبة محليا تحت شعار “خليها تصدي”.
النشطاء الجزائريين، أطلقوا حملة لمقاطعة السيارات المجمعة وطنيا، وذلك بعد كشف الحكومة الجزائرية عن قائمة الأسعار الأصلية للسيارات المصرح بها من طرف وكلاء السيارات والتي تبث أنها أقل بكثير من أسعار البيع المعروضة لهم.
فضيحة التلاعب بأسعار السيارات، دفعت بالجزائريين الى مقاطعتها تحت شعار “خليها تصدي”، ما أدى الى إصابة سوق السيارات حالة كساد كبرى، وركودا غير مسبوقا في حركة المبيعات.
وفي سياق متصل، أطلق نشطاء تونسيون، قبل أسابيع حملة “خليه ينتن” احتجاجا على الارتفاع المهول الذي عرفته أسعار الأسماك في الأسواق.
واتفق المواطنون التونسيون على مقاطعة شراء جميع أنواع الأسماك، بسبب غلاء أسعارها، مقارنة مع عدد من الدول المجاورة، ومطالبين بتدخل الحكومة في الأمر.
حملة الاخوان “التوانسة” حققت النجاح المرجو، بعدما عرفت أسواق الأسماك تسجيل خساءر مهمة، دفعت بالجهات المعنية للتدخل وبتجار القطاع الى خفض أسعارها لتصبح في متناول المواطنين.
الى ذلك، أصبحت “المقاطعة” كنوع من الاحتجاج الراقي والحضاري، سلاحا قويا ستسلح به المواطنون لمواجهة جشع وطمع الشركات والتجار ولمطالبتهم عن التراجع عن أسعارهم النارية ومنتجاتهم المفتقدة للجودة.