زيارة ”تبون“ لتونس..محاولة جزائرية للبحث عن متنفس إقليمي يخرجها من العزلة

أجرى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، زيارة رسمية هي الأولى له منذ توليه مقاليد الحكم بقصر المرادية إلى تونس بدعوة من الرئيس التونسي قيس سعيد.

وتناولت مباحثات رئيسا البلدين عددا من الملفات المحلية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك حسب تعبير التلفزيون الرسمي الجزائزي والتونسي، وطبعا لم يخلو اللقاء من الغمز واللمز تجاه الجارة الغربية كما دأب التلفزيون الجزائزي والرئيس تبون على وصف المملكة بها، حيث طالع بيان أصدره قائدا البلدين في ختام الزيارة، تمت تسميته بإعلان تونس، على منظور الرئيسين تبون وسعيد للعلاقات بين دول المغرب الكبير، بإعلان إمكانية انشاء تكتل اقليمي جديد بديل للتكتل المشلول الاتحاد المغاربي.

وكانت دعوات تونسية وجزائرية سابقة برزت للسطح، تهدف إلى للتخلي عن مشروع الوحدة المغاربية في إطار اتحاد المغرب العربي واستبداله باتحاد او تكتل يظم كلا من تونس والحزائر وليبيا ويستثني المغرب وموريتانيا، كما سبق وأن دعا إلى ذلك رئيس البرلمان التونسي المجمد، راشد الغنوشي.

ولا تخفي الجزائر نيتها في إقصاء المغرب من كل محاولات التكتل والوحدة في شمال إفريقيا حتى تضمن هيمنة سياسية واقتصادية وعسكرية وهمية على باقي الدول، حيث تدرك جيدا أن أي تكتل إقليمي يضم المغرب فلن تستطيع الهيمنة عليه ولا تسييد توجهاتها.

وفي هذا السياق سجل الخبير في العلاقات الدولية، عصام العروسي، أن التحول الذي تشهده المنطقة يؤشر على وجود تقارب جزائزي تونسي بعد انتخاب قيس سعيد، مؤكداً أن التقارب بين البلدين في هذه الفترة تبرزها مؤشرات عدة بناء على المصالح المشتركة، ويتجلى بشكل ملحوظ بعد امتناع تونس على التصويت لصالح قرار مجلس الأمن الأخير حول الصحراء، وهو ما يخالف توجه الديبلوماسية التونسية سابقا والذي كان يمتاز بحياد كبير في هذا الملف.

واعتبر الخبير في العلاقات الدولية، حسب تصريح أدلى به لجريدة ”هبة بريس“ الإلكترونية، أن هذا التصويت يبين مدى تأثير الجزائر على مواقف تونس من القضية حاليا، وحول عدد من قضايا الجوار والأزمات في المنطقة.

واسترسل ذات المتحدث موضحاً أن تقارب وجهات النظر الجزائرية التونسية في ظل العزلة المضروبة على الجزائر دوليا و بعد قرار ألمانيا التي أعلنت عن دعم مبادرة الحكم الذاتي، الذي يمكن اعتباره محاولة لتدليل وتجسير الهوة للأزمة مع المغرب، يشير إلى رغبة الجزائر الحصول على متنفس إقليمي في ظل هذه العزلة.

وكشف العروسي أن الجزائر قدمت مساعدات سخية مالية بقيمة 400 مليون دولار وقرض بقيمة 300 مليون دولار أخرى، ما يعني أن تونس تستفيد من هذه العزلة هي الأخرى، كمحاولة للتغلب على جزء من أزمتها الخانقة المترتبة عن قرارات قيس سعيد بتجميد البرلمان وإلغاء العمل بالدستور التونسي، وتنظيم استفتاء الكتروني الشيء الذي يعتبره كثيرن هروبا إلى الأمام جراء الفشل في جمع كلمة التونسيين باعتبار أنه قام بمبادرات تشتت وتفرق التونسيين.

وخلص أستاذ العلاقات الدولية إلى أن التقارب التونسي الجزائزي الجديد ينهي عمليا العمل أو حلم الاتحاد المغاربي، والذي أصبح فكرة فقط، ولا وجود له على أرض الواقع، وظل المغرب البلد الوحيد الذي ينادي بالرجوع إلى الاتحاد المغاربي كتكتل مغاربي.

وبخصوص تصريحات الغنوشي وسياسيين تونسيين عن اتحاد مصغر يشمل تونس والجزائز وليبيا، أكد متحدثنا أن هذا التكتل لا يمكن أن يتم لا سياسيا ولا ايديولوجيا ولا أمنيا دون المغرب في المنطقة، وهذه حقيقة لا مفر منها، حسب المتحدث ذاته.

وختم العروسي بالقول :”إن هذه الخطوة مجرد مناورة جزائزية
فقط، ولا يمكن أن تذهب بعيدا، لأن الجزائر لا تملك ما تقدمه للمنطقة نظرا لعزلتها، رغم محاولتها استثمار عائدات النفط والغاز لخلق تقارب مع دول الجوار للتضييق على المغرب، في كل تحركاتها سواء في تونس او ليبيا“.

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. جنرالات الجزائر دعموا بشار ضد شعبه ودعموا القذافي ضد شعبه ودعموا حزب الله ضد لبنان ودعموا الحوثي ضد السعودية واليوم يدعموا الانقلابي ضد الشعب التونسي

  2. الجزاىر وتونس دولتان مشلولتان تعيشان ازمات اقتصادية واجتماعية وسياسية كيف لهما ان يخلقا تكثلا مغاربيا دون المغرب الذي يعد قوة اقتصادية واقليمية هذا غباء وجهل بالامور فالاوضاع الداخلية المزرية التي تعيشها كلا البلدين لا تبشر بالخير رىيس جمع كل السلط بيده ويسير بتونس نحو المجهول ورىيس لا يفقه شيىا في القضايا السياسية وضعه جنرالات فرنسا الجهل ايضا في الواجهة بحيث نرى الجزاىر اليوم تعيش اسوا ايامها نظرا للاوضاع المعاشية المزرية والمعانات القاسية التي اصبح يعيشها الشعب الجزاىري ابان حكم عصابة جنرالات فرنسا بحيث انتشار البطالة والفقر والفوضى وغياب مواد غذاىية اساسية من الاسواق وحتى الماء المادة الاساسية للحياة مفقودة في غالبية جهات البلاد وترى الرىيس المغلوب على امره يبدر اموال الشعب يمينا وشمالا دون مراعاة للشعب الجزاىري الذي هو في امس الحاجة اليها في هذه الظروف الصعبة والخطيرة التي تعيشها البلاد وعليه فان الجزاىر اليوم تنام على بحر من البارود قد ينفجر في اية لحظة وكما قيل في المثال اذا اسندت الامور الى غير اهلها فانتظرو الساعة

  3. استنجد غريق بغريق.ماهي القيمة المضافة التي سيجنيها البلدين من بعضهما ،الجواب لاشئ.
    هذه اللقاءات والزيارات مجرد در للرماد في عيون المتتبعين الذين يعلمون انها لا تسمن ولاتغني من جوع بل تؤدي الى مزيد من التفرقة والشتات .فجميع الدول تتكثل وتتجمع في اتحادات بينما هاتين النكرتين تحاولان تجزئ ما هو مجزء اصلا.فاللهم اهدي الجميع

  4. طاح الحك و صاب غطاه
    هذا ماينطبق على هاتين الدولتين المشلولتين
    فالجزائر فاتها القطار كثيرا و تعيش على الاوهام
    و تونس كذلك فهي تعيش ازمة سياسية و اقتصادية خانقة
    حفظ الله بلدنا المغرب من هؤلاء الحساد
    كل ذو نعمة محسود ، فاللهم اجعل كيدهم في نحورهم و نجينا من شرورهم

  5. طاح الحك و صاب غطاه
    هذا ماينطبق على هاتين الدولتين المشلولتين
    فالجزائر فاتها القطار كثيرا و تعيش على الاوهام
    و تونس كذلك فهي تعيش ازمة سياسية و اقتصادية خانقة
    حفظ الله بلدنا المغرب من هؤلاء الحساد
    كل ذو نعمة محسود ، فاللهم اجعل كيدهم في نحورهم و نجينا من شرورهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى