موسم القرآن بسطات يستقطب آلاف من حفظة كتاب الله‎

احتضنت جماعة الثوالث قبيلة اولاد بوزيري دائرة سطات منذ الساعات الأولى من يوم الأحد الدورة التاسعة لموسم القرآن الكريم الذي يستقطب سنويا آلاف من حفظة كتاب الله من مختلف ربوع الوطن بالإضافة إلى ساكنة المنطقة والزوار من خارجها الذين يشدون الرحال للاستمتاع بهذا الجو الروحاني الذي يعرف تلاوات جماعية لكتاب الله في جو تطبعه السكينة والطمأنينة.

هذا وقد تجند العشرات من شباب المنطقة لإنجاح هذا الحفل الديني من خلال توفير المأكل والمشرب للزوار داخل الخيام وخارجها، فيما ضَربت عناصر الدرك الملكي ومعها عناصر الوقاية المدنية طوقا بمحيط المكان لتأمينه. 

“كاميرا هبة بريس” زارت المكان، ورصدت حشود المواطنين وهم يتدفقون لحضور فعاليات هذا الموسم الديني الذي تحوّل إلى محج للزوار والتجار على السواء الذين نصبوا خيامهم لعرض تجارتهم، في الوقت الذي تحلّق العشرات من حفظة كتاب الله على شكل حلقيات صغيرة لتلاوة كتاب الله بالصيغة الجماعية “تحزّابت”.

أحد المنظمين خرج عن صمته واكد في تصريح ل”هبة بريس” أن هذا الموسم يستقطب المئات من حفظة كتاب الله سنويا قادمين من مختلف الجهات بالمغرب، مشيرا أنه تم وضع خطة محكمة من قبل اللجنة المنظمة لإنجاح دورة هذه السنة من خلال ذبح ما يقارب أربعة عجول وأطنان من اللبن، فيما تكفلت الأسر والعائلات بإعداد وجبات الكسكس وحملها على الشاحنات والسيارات نحو مكان الحفل، مشددا على ضرورة تقديم الدعم الكافي لهذا الموسم الديني وتشجيع منظميه للمضي قدما نحو انجاح المحطات المقبلة.

 الحفل الذي حضره كل من رئيس المجلس العلمي والمندوب الاقليمي لوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية ومنتخبي المنطقة وأعيانها،  تحول إلى قبلة للزوار فيما انتشرت العائلات رفقة صغارها وسط الحقول المزدهرة لاسيما وأن الموسم تزامن والعطلة الربيعية.

هذا و يحتل موسم حفظة كتاب الله تعالى، أو ما يعرف لدى عموم ساكنة منطقة أولاد بوزيري بسطات بـ “الدور”، مكانة خاصة بين سائر الأنشطة الدينية والثقافية والاجتماعية في الإقليم،  فهو موسم يضرب بجذوره في تاريخ الشاوية -حسب رواية أهل المنطقة- إذ يتجاوز عمره القرن، ويعود سبب تنظيمه إلى انحباس المطر، مما اضطر ساكنة أولاد بوزيري وأولاد سيدي بن داوود إلى الاجتماع في سوق الاثنين بأولاد بوزيري، حيث ينادي البرّاح باجتماع الطلبة للتوجه إلى أولاد سعيد، وبالضبط إلى الكدانة (جماعة تابعة لقيادة أولاد سعيد) من أجل ذكر الله والاستسقاء، إضافة إلى إكرام حفظة كتاب الله تعالى؛ ثم تنطلق بعد ذلك عملية تبادل الزيارات بين الجماعات المكونة للنسيج القبلي لذات الغاية.

   وخلال السبع سنوات الأخيرة، اتخذ هذا الموسم شكله الحالي، حيث أصبحت قبيلة أولاد بوزيري تتولى مهمة تنظيمه بمشاركة القبائل المجاورة، ويجتمع فيه حفظة كتاب الله تعالى لتلاوة القرآن الكريم وختم السلك القرآنية.

   وقد أضحى الموسم تقليدا سنويا ومحجا لساكنة المنطقة وللعديد من الفاعلين من مختلف جهات المملكة، للإنصات لأهل القرآن الذين يختمون عدة سلك طلبا للغيث والدعاء لملك البلاد محمد السادس، وأمن البلاد والعباد في وجه المخططات التي تستهدف بلدنا الحبيب.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الله يبارك ، هذه هي المظاهرات الثقافية التي يجب أن نخصص لها الميزانيات و نشجع الشباب لحضورها بدلا من مراسيم الرقص و الخلع الله ينجينا و بناتنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى