أكادير : مقتل شابين غرقا يسائل الجهات المختصة بالانقاذ

ع اللطيف بركة : هبة بريس 
شكل حادث غرق شابين أحدهما إبن قنصل، يوم أمس الأحد السبت 27 يونيو الجاري، بشاطئ مدينة أكادير، تسليط الضوء على فئة تشتغل موسميا عبر عقود مع مصالح الوقاية المدنية وكلفت بحماية المصطافين من خطر الغرق.
انعدام وسائل الانقاذ في بعض شواطئ المدينة
تستقبل شواطئ مدينة أكادير التي تمتد على ازيد من أربعين كلمترا شمالا وجنوبا ، بشكل يومي طيلة موسم الصيف، الالاف من المصطافين، وهو الوضع الذي يتطلب امكانيات ووسائل لوجستيكية وموارد بشرية كافية لحماية المصطافين من خطر الغرق، جانب أساسي مرتبط بحياة البشر لازالت مديرية الوقاية المدنية عاجزة على توفيره نظرا لمحدودية المناصب المالية التي تخصص لها مما جعل بعض الشواطئ بدون منقذين ،لذلك تلجأ المديرية بالاستعانة بشباب من ” ولاد الشعب” حيث تعمل كل قيادة إقليمية على تنظيم مباراة لإنتقاء المنقذين الموسمين والذين ستوكل لهم أرواح المصطافين اللذين يقصدون الشواطئ للإستمتاع بجودة الشواطئ ، حيث تقدم لهم توجيهات خاصة أهمها عدم تقديم أي تصريح للصحافة والابتعاد عن الأضواء الاعلامية مع مدهم بقانون داخلي خاص يمنع على المنقد الموسمي أن يقدم أي معلومة عن طبيعة عمله أو أجره مما دفعنا للإعتماد على أساليب أخرى لفتح العلبة السوادء لهذه المهنة غير المؤطرة قانونيا.
– انتقاء عشوائي دون تكوين أساسي
طرح مهتمون بالجانب الوقائي المتعلق بوجود حراس سباحة على الشواطئ ، وهل المديرية خصصت حراس مؤهلين كما تفعل كل موسم إصطياف ، أم أن هذا الموسم عرف تأخر في وضع الترتيبات بسبب جائحة كورونا ؟؟.
معلمو السباحة أو المنقذون حالموسميون هو الاسم الجديد الذي أطلق على هذه الفئة الشابة التي تتوفر فيها شروط الالتحاق بهذه المهنة الموسمية ، شروط تحددها الوقاية المدنية تعتمد بذلك على معايير متعددة منها ” سن المرشح” بحيث يشترط ان يكون شاب في عمر لا يقل عن 18 سنة، بالإضافة الى ضرورة وجود لياقة بدنية للمترشح تِؤهله لأداء مهامه الوقائية في أحسن وجه، ويبقى أهم شرط نظرا لخصوصية المهمة هو اتقان السباحة ، و لكي يدخل المترشح في قائمة المنقذين الموسمين لابد له من اجتياز مباراة ولوج تحدد مكانها و زمانها المديريات الاقليمية للوقاية المدنية ، حيث يجتاز المترشح اختبارا في السباحة لمسافة محددة مسبقا و اختبارا في التنفس و اختبارا في حمل دمية بلاسيكية لمسافة فوق الماء لتقريب المترشحين من الواقع الحقيقي للوقاية المدنية ، بعدها يتقدم المسؤول عن تقديم توجيهات عامة عن طبيعة العمل بعدما تكون لجنة مختصة قد قامت بترتيب المترشحين حسب درجة الاستحقاق و التي تساعد المتفوقين من احتلال نقط مراقبة قريبة من مركز المدينة عكس الذين لم يوفقوا جيدا فيتم توزيعم في نواحي المدن و الشواطئ البعيدة و التي لا تعرف اكتظاظا كبيرا ، لكن بمجرد القيام بجولة استطلاعية سيكتشف المصطافون أن عددا من المنقذين لا يتوفرون على الكفاءة او حتى الشروط التي تحددها المديرية ، (البنية الجسمية) هناك من هذه الفئة من لا يقدر على انقاذ نفسه وسط البحر، منهم كثيرون امتلأت صدورهم بأدخنة السجائر واصناف اخرى .
ومن أهم التوجيهات التي تقدم للمنقذين الموسمين بمجرد اجتيازهم للمبارة عشر شروط تعد بمثابة قانون أساسي لهم من أهم نقطها : عدم تقديم أي تصريح للصحافة أو الوسائل الاعلامية حول طبيعة العمل و الأجر ، و المنع كليا من أي نشاط تجاري أو ربحي ابان وقت العمل ، وعدم ترك نقطة المراقبة إلا في الضرورة القصوى إلى غير ذلك من التوجهات التي تطبع في ورقة مغلفة بالبلاستيك توزع على جل المنقذين في اليوم الأول من عملهم إل جانب لباس صيفي أحمر وأصفر مكتوب عليه ” منقذ سباحة” وواقي شمسي داخل المدن أو خيمة خارج المدار الحضري بالاضافة إلى صفارة انذار تسهل التواصل بين أفراد النقاط عبر حركات يدوية موحدة تنبه بالخطر في حال حدوثه أو صفارات مسترسلة يفهم لغتها و اشارتها جل المنقذين الموسمين ، و يتميز أطر الوقاية المدنية المهنين عن المنقذين الموسمين بإرتداء شورط أحمر عوض الأصفر
كما يتم تكوين المنقذين في أسس التدخل العاجل والاسعافات الأولية تقدم فيها دروس نظرية بسيطة وتطبيقية لكيفية إخراج الماء من بطن الغريق عن طريق عملية الضعظ الرئوي المحدد في عدد الحركات او مد الغريق بالأوكسجين عن طريق عملية من الفم إلى الفم bouche a bouche ، و كيفية إعلام الاسعاف و تحديد حالة الغريق .
– شواطئ خارج التغطية
تعيش بعض الشواطئ بأكادير فراغا تاما من المنقذين الموسمين ، في عدد من النقط الكيلومترية شمال المدينة ،على الرغم من كون هذه النقط تعرف إقبالا كثيفا للمصطافين و تشهد بين الفينة و الأخرى حالات الغرق و من هذه الشواطئ شاطئ أنزا بمدينة أكادير و الشريط الساحلي بين اكلو و ميرلفت و إفني و غيرها من الشواطئ التي تحتاج لترسانة بشرية قوية و مؤهلة لتلبية حاجات المصطفين و حماية أرواحهم من الغرق .
هزالة الأجور و الاسترزاق التجاري
عل الرغم من كون المديريات الإقليمية و توجيهات المسؤولين بالوقاية المدنية تنصب عن عدم تقديم أي تصريح حول طبيعة الأجر ، إلى أننا حاولنا استجواب بعض المنقدين من مختلف شواطئ أكادير حيث أجمع جلهم كون الأجر الصافي الذي يتقاضونه خلال مدة عملهم هو 2000 درهم للشهر ، مبلغ يجمع جل المنقذين الموسمين بكونه لا يستجيب لطبيعة عملهم الشاقة و التي تفرض عليهم البقاء طول اليوم في أشعة الشمس الحارقة و هم يحرسون أبناء المغاربة و المصطافين و السياح من أي خطر يهدد سلامتهم الامنية و الوقائية عقب دخولهم البحر ، زد على ذلك أن الأكل و المشرب يجب ان يتكلف كل واحد على حسابه الخاص طوال مدة العمل ، و بما أن جل المترشحين لهذه الخدمة هم من طلاب المدارس فئة تحاول البحث عن عمل في فصل الصيف لشراء الكتب و إعانة عائلاتهم في الشتاء فإن المديرية تمنح هؤلاء أجر زهيد لا يكفي لسد المتطلبات الزمان بل حتى مصاريف الاكل اليومي .
وضع يدفع ببعض المنقذين الموسميين إلى خرق توجيهات القيادة العامة للوقاية المدنية في شق المنع الكلي من أي نشاط تجاري أو مهني او ربحي ، حيث يقوم بعضهم بكراء الواقيات الشمسية المظلات بمقابل مالي محدود بين 30 و 50 درهم ، وخلال هذا الموسم تم منع ذلك من المصالح الصحية، أو مساعدة السياح الأجانب ، و في المناطق غير الحضرية يلعب المنقذون الموسميون أدوارا طلائعية في ترويج الأنشطة التجارية الربحية عبر الاشتغال في بيع الاكلات الخفيفة أو تسخير شباب اخر لبيع السجائر والمشروبات الغازية وهو ما لن يتحقق هذا الموسم بحسب الاجراءات الجديدة .
– غياب التجهزات الضرورية و التغطية الصحية
تمنح المديرية للمنقذين لديها ملابس للسباحة وصفارة يجمع جل المنقذين بكونها غير كافية لأداء مهامهم على أحسن وجه ، و حتى في حال حدوث حالة غرق و إنقاذها فلا يتوفر المنقذون في المناطق غير الحضرية على وسائل إتصال تمكنهم من مهاتفة الإسعاف ، بل يضطر المواطنون إلى الاتصال بالطريقة التقليدية و إبلاغ الاسعاف و التي كما عودتنا تصل متأخرة حتى تكون حالة الغريق قد تضاعفت إلى الأسوء .
وحتى المنقذون الموسميون في حالة الخطر الكبير فهم يحترزون من الدخول في مخاطر كبيرة ، و السبب المباشر في هذه القضية، حيت هناك شبه إجماع على أن الأمر ليس بالسهل أن يلقي بأنفسهم الى المصير المجهول مع غياب أي تحفيز للعمل مقابل هزالة الأجر و غياب التغطية الصحية ، فكم من منقذ دخل لينقذ مواطنا فنجا المواطن و غرق المنقذ.
وخلال جولتنا ببعض شواطئ مدينة أكادير، شاهدنا منقذين يلعبون الكرة مع المصطافين، والبعض الاخر تجده نائم بداخل زورق الانقاذ المطاطي، في حين هناك البعض من المنقذين من يشتغل بتفاني، لكن تهاون البعض يصيب المجموعة بالتهاون في أداء مهامها، بسبب غياب المراقبة من قبل المسؤولين.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. هل سمحت الدولة بالاصطياف الان ؟ وهل المتوفيان يعرفان حدود مكان السباحة ؟ واين كان اولياء امرهما ؟ ولماذا لم يتم تعيين منقذين بعين المكان مختصين لهذه المهمة ؟ مسؤولية من ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى