أمطار الخير تُنعش آمال الفلاحين والكسّابة بعاصمة الشاوية

تعيش عاصمة الشاوية على وقع الأمطار المتهاطلة والرياح القوية، مما أنعش آمال الفلاحين بقدوم موسم فلاحي جيد بمشيئة الله، الامر الذي سيكون له اثر ايجابي خاصة على الفرشة المائية، كما ستساهم هذه الخيرات من المياه المتدفقة من السماء في تعزيز المخزون المائي في العديد من السدود التلية والأنهار كنهر أم الربيع، ناهيك عن تغذية المياه الجوفية التي تضررت خلال السنوات الماضية، خاصة بعد حالات الترقب والخوف التي كانت تهيمن على ساكنة وفلاحي العديد من الدواوير المنتشرة بتراب إقليم سطات، مفادها أن هذه الأخيرة باتت قاب قوسين أو أدنى من تحول آبارها إلى حفر جافة بلا ماء بسبب قلة الأمطار في السنوات الماضية وانتشار عمليات الحفر العشوائية بواسطة آليات متطورة عكس الطرق البدائية التي اعتاد القرويون على استعمالها، الأمر الذي أثر سلبا وبشكل مباشر على الفرشة المائية لاسيما وأن عملية الحفر هاته تفوق بعض الأحيان 150 متر، مما جعل العديد من الآبار ذات العمق المتوسط توضع خارج الخدمة بعدما جفت مياهها، كما ان الامر لم يقف عند هذا الحد، بل عمد بعض أصحاب المصانع والمزارع والدور السكنية إلى نهج أسلوب الاستغلال السيئ لهذه الثروة المائية، الذين باتوا يستغلونها بشكل غير سليم، حيث تكون عمليات الحفر داخل مواقع سكناهم، وبالتالي تزداد الخطورة هنا حين تتعرض هذه المياه الجوفية للتلوث نتيجة اختلاطها بشبكة الصرف الصحي، الأمر الذي يتطلب من الجهات المختصة التحرك لوقف هذا الخطر القادم من الشرق علما أن هذه العمليات من الحفر تعتبر ظاهرة دخيلة على مجتمعنا، بغية ضمان وحماية المياه الجوفية من الهدر والإستغلال العشوائي الذي بلغ ذروته بالعديد من الجماعات القروية.

ويرى متتبعون للشأن الفلاحي أن استمرارية هطول الأمطار خلال شهر مارس يعتبر فال خير على الفلاحين ويوحي بموسم فلاحي جيد سيساهم لا محالة في زيادة المنتجات الزراعية، خاصة وأن المنطقة عرفت تأخرات في هطول الامطار على مدى اكثر من موسم مضى بفعل التغيرات المناخية.

هذا وتعرف عاصمة الشاوية هبوب رياح قوية، تسببت في اقتلاع العديد من الأشجار وأحدثت اضرارا ببعض البيوت البلاستيكية والمزروعات المكشوفة، وكسر سيقان بعض النباتات الضعيفة والاشتال، وأسقطت البعض من ثمارها، اضافة الى الاضرار التي تسببها الرياح القوية في تعرية التربة وخاصة في المناطق الجافة، وهو ما يتطلب تدخلا عاجل من قبل القائمين على الشأن الفلاحي بإقليم سطات من أجل تنظيم لقاءات تحسيسية وتأطيرية توعوية بحضور مهندسين ومختصين ومرشدين ومزارعين وفلاحين وحث هؤلاء على الكيفية التي تتم بها حماية مزروعاتهم من اضرار الرياح الشديدة والتقليل من خطورتها، لاسيما، وأن غالبية الفلاحين الصغار لا يعلمون شيئا عن اللقاءات التحسيسية لهذه المراكز المذكورة، والتي تهدف التعريف بمتطلبات الفلاحة العصرية وبآلياتها الفلاحية والصيغ الإنتاجية وطرق التسميد ومعالجة الأمراض التي تنخر جسم الزراعة بالمنطقة.

هذا وشهدت معظم المناطق بإقليم سطات تساقطات مطرية جد هامة أنعشت آمال المزارعين بموسم زراعي جيد سينعكس ايجابا ايضا على مربي الماشية وخاصة سلالة الصردي التي تتميز بها منطقة بني مسكين من خلال نمو الاعشاب، علما ان قطاع تربية المواشي، كان قد تضرر من التأخرات المطرية وما عانى منه الكسّابة الذين عجزوا عن توفير الأعلاف، إذ ارتفعت أسعار بيعها إلى مستويات قياسية الأمر الذي جعلهم يعرضون مواشيهم للبيع، وبالتالي أصبح العرض أكثر من الطلب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى